قضايا اجتماعية: الزواج والرومانسية والثرثرة واشياء...

دراسة تؤكد وجود الحب الأبدي وقلّة النشاط تصيب بالزهايمر

إعداد: محمد حميد الصواف

شبكة النبأ: كان الإنسان ولا يزال من أكثر الكائنات الحية تأثرا بالعوامل النفسية والاجتماعية المحيطة، حيث تطل علينا بين الفينة والأخرى العديد من الاكتشافات المهمة في انثربولوجيا الإنسان بشكل عام.

فعلى الرغم من قدرة الإنسان على التأقلم مع البيئة المحيطة بمختلف أنواعها، تبقى العوامل النفسية من أكثر المعضلات الصعبة التي تواجهه.

ومؤخرا كشفت بعض الدراسات نتائج مهمة في سلوكيات الإنسان وفسلجته الطبيعية، كانت حتى وقت قريب لا ترتقي إلى محمل الجد لعدم إدراك أهميتها.

وفيما يلي تقرير قضايا اجتماعية تقدمه (شبكة النبأ) لقراءها الكرام:

الزيجة المتأزمة تعرّض الزوجة للامراض

قال علماء ان النساء اكثر عرضة للضرر والاذى البدني بسبب ضغوط الزواج واعباء العلاقات الزوجية وتوتراتها. وتبين لعلماء نفس امريكيين ان الزوجات في الزيجات المتوترة يصبحن اكثر عرضة لعوارض صحية خطيرة مثل امراض القلب والجلطات الدماغية والسكري.

وفي المقابل تبين للباحثين ان الرجال في نفس العلاقة يبدون اكثر مناعة واقل انكشافا امام عوارض صحية مماثلة.

وقدمت هذه الدراسة الى جمعية اطباء النفس الامريكية، وقد استخلصت نتائجها من تحليل 276 زيجة لأزواج عاشوا معا لاكثر من 20 عاما. بحسب فرانس برس.

وقد طُلب من كل زوج ملء استمارة فيها مجموعة من الاسئلة التي تتطرق الى الجوانب السلبية والايجابية في العلاقة الزوجية. كما طلب منهم ان يقيّموا درجات احباطاتهم من تلك العلاقة، تأسيسا على التقييم الشخصي للعوارض السلبية التي يتعرضون لها.

حيث افضت الدراسة ايضا الى ان التعقيد الهورومني في جسم المرأة اكبر من الرجل واكثر تنوعا، وان النساء يقلقن على صحتهن اكثر من الرجل.

حيث قام الاطباء بعدها بسلسلة من الاختبارات لتقييم ما اذا اظهر المتطوعون في هذا البحث اي علامات او مؤشرات على عوارض تقود الى امراض خطيرة مثل امراض القلب او غيرها، كما تبين ان النساء اكثر عرضة للتضرر من العلاقة الزوجية المتوترة او التي تمر باوقات صعبة، واظهرن انهن اقرب للتعرض لعوارض صحية قد تقود لامراض خطيرة.

ورغم ان الدراسة بينت ان الرجال هم ايضا يمرون بحالات كآبة واحباط، لكنهم ليسوا عرضة للامراض كما هو حال النساء.

وقالت الباحثة نانسي هنري من جامعة يوتاه الامريكية ان فريق البحث كان يتوقع ان يخرج بنتائج سلبية من الزيجات السيئة او تلك المتعثرة.

ومن هذه النتائج كثرة الجدل والخلاف والغضب، وهو ما قد يتحول الى عوارض صحية بدنية ونفسية سيئة للجنسين. لكنها تضيف ان البحث خرج بالفعل بتلك النتائج، لكنها كانت محصورة تقريبا على النساء، وليس على الرجال.

وتشير الى ان هذا الفرق مهم "اذ من المعروف ان امراض القلب هي القاتل رقم واحد بين الامراض لدى الرجال والنساء". وتقول: "نحن ما زلنا نبحث في الربط بين تلك الامراض والضغوط النفسية التي تتعرض لها المرأة في العلاقة الزوجية المتأزمة".

ويقول رئيس فريق البحث البروفيسور انه من المبكر الخروج باستنتاج ان الحل هو التخلي عن الزوج، او تحسين ظروف الحياة الزوجية.

وتقول كريستين نورهام الباحثة في جمعية ريليت الخيرية البريطانية ان الاختلاف الجنسوي ربما يعتبر عاملا من العوامل المؤثرة. وتضيف ان التعقيد الهورومني في جسم المرأة اكبر من الرجل واكثر تنوعا، وان النساء يقلقن على صحتهن اكثر من الرجل.

مشاهدة الأفلام الرومانسية تضُر بالعلاقة الزوجية

كما وجدت دراسة أجرتها مجموعة من العلماء في جامعة Heriot Watt الأسكتلندية، أن كثرة مشاهدة الناس للأفلام الرومانسية، قد تدفعهم إلى توقع المزيد من الإيجابيات غير الواقعية في علاقتهم الزوجية في الحياة.

وأشارت الدراسة التي أجراها فريق مختص في دراسة العلاقات الزوجية، على 40 فيلماً رومانسياً، صدروا في هوليوود بين عامي 1995 و2005، إلى أن العديد من المشاكل التي يشكو منها الأزواج في جلسات الاستشارة الزوجية، تتماشى مع المشاكل التي تطرحها هذه الأفلام. بحسب (CNN).

وعادة ما تتمحور هذه النوعية من الأفلام حول العلاقة المثالية بين الرجل والمرأة، اللذين يظهران على درجة عالية من التفاهم قد يكون عبر إشارة أو إيماءة معينة.

ويقول الدكتور بايران هولمز من فريق الجامعة، إن "الاستشاريين عادة ما يتلقون شكاوى من الأزواج بسبب سوء فهمهم لبعض، ويكون السبب عادة لاعتقادهم أن الحب الحقيقي قادر على جعل الشريك يفهم ما يريده الآخر، بدون الحاجة إلى الطلب منه أو منها."وأضاف هولمز أن نفس هذه الصورة وجدناها في الأفلام الرومانسية خلال دراستنا.

وأجريت الدراسة على مجموعتين، الأولى تتكون من 130 شخصاً، طُلب منهم مشاهدة فيلم Serendipity الصادر عام 2001، وموضوعه "الحب المُقدر"، أما المجموعة الثانية فقد عُرض عليها فيلم درامي عادي.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن المجموعة الأولى أبدت إيماناً أكبر بالقدر، وعلى الرغم من أن الدراسة قد أُجريت على مجموعة صغيرة، إلا أن الدكتور هولمز أكد أن الدراسة "قد تكون إشارة لآثار الأفلام الرومانسية."

وقالت رئيسة قسم تحليل ونقد الإعلام في كلية الاتصال الجماهيري بجامعة أريزونا، ماري لو غالسيان، التي قامت بدراسة مماثلة عام 1990، إنه "من الصعب تحديد أسباب الدوافع الرومانسية في الإنسان، وآثار الأفلام الرومانسية ما زالت غير مؤكدة."

وأضافت غالسيان أن النقاش ما زال مستمر حتى اليوم، حول حقيقة الدور الذي تلعبه أفلام العنف مثلاً، في التأثير على سلوك الإنسان، لأن البعض يعتقدون أن هذه الأفلام ما هي إلا وسيلة للتنفيس عن العنف والغضب الذي قد يمتلكه الإنسان في داخله، وهو بالتالي شيء جيد.

ولكن غالسيان، التي تلقي باللوم في فشل علاقاتها الشخصية مع الرجال على هذه النوعية من الأفلام، تحذر الناس من مشاهدة الكثير منها.

هل الحب الأبدي فعلا موجود؟

وتوصلت دراسة أجريت على مجموعة من الأزواج، إلى أن "الحب الأبدي" قد يتواجد بين الأزواج، بعكس بعض الدراسات السابقة التي قالت إن جذوة الحب بين الأزواج تبدأ بالخفوت مع مرور الوقت.

ففي دراسة أجرتها مجموعة من العلماء في جامعة ستوني بروك في ولاية نيويورك الأمريكية، على صور ممسوحة ضوئيا لدماغ مجموعة من الأزواج، ظهر أن عدداً من هؤلاء أبدى بالفعل استجابات عاطفية بعد 20 سنة على الزواج، مماثلة لتلك الاستجابات بين الأزواج حديثي الارتباط. بحسب (CNN).

وقالت جريدة The Sunday Times التي نشرت فيها الدراسة، إن العلماء قاموا بأخذ صور لدماغ المتزوجين منذ 20 عاما، وقاموا بمقارنتها بدماغ أزواج لم يمض على زواجهم وقت طويل.

ووجدت الدراسة أن أدمغة 10 في المائة من المتزوجين لفترة طويلة، أظهرت استجابات كيميائية مشابه لتلك الموجودة في أدمغة حديثي الارتباط، عندما عرضت عليهم صور فوتوغرافية لشركائهم.

وقال عالم النفس في جامعة ستوني بروك الأمريكية، إن "النتائج تتعارض مع الاعتقاد السائد أنه لا وجود للحب الأبدي، ولكننا على يقين أن هذا النوع من الحب موجود فعلا."

وكانت دراسات سابقة قد ذكرت أن الحب الأبدي لا وجود له، وأن الحب والاشتياق بين الأزواج يتلاشى بعد مدة تصل إلى 15 شهرا، وذلك حتى يختفي تماما بعد 10 سنوات، بحسب ما نقلت الجريدة.

حبّة قد تنقذ زواجك

من جهته قال لاري يانج ان غايته الاخيرة ليست جرعة عالية التكنولوجيا من الحب ولكن القاء الضوء على الحالات الخطيرة مثل التوحد التي تؤثر على القدرة على نسج علاقات اجتماعية من خلال دراسة كيمياء المخ المرتبطة بالعلاقات العاطفية.

وفي دورية (نيتشر) Nature كتب يانج وهو من جامعة ايموري باتلانتا "قد يصبح بامكان علماء الاحياء قريبا تحويل حالات عقلية معينة مرتبطة بالحب الى سلسلة من الاحداث البيوكيماوية".

وأظهرت أبحاثه على فئران الحقول ان جرعة سريعة من الهرمون الصحيح يمكن ان تحفز العلاقات الشخصية بصورة كبيرة.

ويقول يانج ان الفئران تعتبر نموذجا طيبا للعلاقات الانسانية. فعلى عكس حيوانات اخرى كثيرة يعيش الازواج معا طيلة العمر ويربون صغارهم سويا. لكن يانج يعتقد ان هذا السلوك يمكن تغييره بسهولة.

ويضيف في مقابلة عبر الهاتف "انه رد فعل كيماوي. على الاقل في فئران الحقول نعرف انه لو اخذنا انثى ووضعناها مع ذكر وحقنا دماغها بهرمون أوكسيتوسين فسوف ترتبط بسرعة بهذا الذكر". بحسب رويترز.

وخفض المستويات الطبيعية للاوكسيتوسين وهو هرمون يرتبط بالولادة والرضاعة والارتباط الاجتماعي يعني انها سترفض هذا الذكر كشريك بغض النظر عن عدد المرات التي جامعته فيها. وأضاف يانج في مقاله في دورية نيتشر "أظهرت التجارب ان بخة عن طريق الانف لهرمون أوكسيتوسين يمكن ان تعزز الثقة وتحقق التناغم العاطفي بين الناس". ويري يانج دورا محتملا لذلك في اصلاح العلاقات الزوجية المنهارة.

وقال "اذا ما امكننا استخدام عقار مع جلسات المتخصصين في اصلاح العلاقات الزوجية فقد يحقق ذلك النتائج المرجوة".

النسوة يتكلمن بمعدل 16 ألف كلمة في اليوم!!

من جهة اخرى... على الرغم من الاعتقاد السائد في العالم بأن النساء عادة ما يكونون أكثر ثرثرة من الرجال، فإن دراسة أمريكية أجريت على مجموعة من الرجال والنساء، وجدت أن كلا الجنسين في الواقع متقاربان جداً في عدد الكلمات التي يستخدمونها يومياً.

وأوضحت الدراسة التي أجرتها جامعة "أريزونا" الأمريكية، في يوليو/ تموز الماضي، على 400 طالب وطالبة في مختلف الجامعات الأمريكية، أن عدد الكلمات التي يستخدمها الجنسان خلال النهار متقاربة ولكن مع تقدم بسيط جداً للنساء.

وقامت الدراسة التي نشرت في مجلة Science، بتركيب جهاز يحسب عدد الكلمات الصادرة من الجنسين، فوجدت أن النسوة استخدمن 16 ألف و200 كلمة كمعدل متوسط، مقارنة بحوالي 15 ألف و600 كلمة للرجال، مما يعني وجود فرق نسبي هامشي.

ولكن الدراسة أشارت إلى وجود تفاوت واضح في عدد الكلمات المستخدمة بين أبناء الجنس الواحد، فلم تتعد كلمات بعض الرجال مثلاً خلال اليوم 500 كلمة، في حين وصل عدد الكلمات من أحد الرجال الثرثارين إلى 47 ألف كلمة. بحسب (CNN).

وكانت دكتورة الأعصاب النفسية، لوان بريزندين، قد أصدرت كتاباً مثيراً للجدل بعنوان "عقل النساء"، ذكرت فيه أن النساء يتكلمن بمعدل 20 ألف كلمة في اليوم، في حين لا يتعدى عدد الكلمات من الرجال سبعة آلاف كلمة، ما يعني وجود فرق يعادل 13 ألف كلمة.

وقالت بريزندين إن عقل المرأة يدفعها لأن تكون أكثر ميلاً لاستخدام الكلمات من الرجال، وأضافت أن جزءاً كبيراً من الأنسجة الدماغية في عقل المرأة خصص للتواصل والكلام.

كما ذكرت بريزندين في كتابها، أن الكلام يعتبر مدعاة للسعادة بالنسبة إلى المرأة.

يُذكر أن هذه الدراسة قد أثارت جدلاً واسعاً بين الباحثين وعلماء الاجتماع، حيث تتباين الدراسات حتى الآن، رغم أن بعضها أشار إلى أن الرجال قد يكونون أكثر ثرثرة من النساء.

رجل يطلب استعادت كليته

ومن الطرائف المنقولة، قال مطلّق اميركي في نيويورك انه لم يعد يأبه لتحطم قلبه اثر طلاقه من زوجته "لكنني اريد استعادة كليتي".

واكد الجراح ريتشارد باتيستا انه كان تبرع بأحدى كليتيه لزوجته داويل قبل ثماني سنوات وانها "اعترافا بالجميل" خانته ثم طلبت الطلاق بحسب ما اوردت صحف نيويورك.

وذكرت صحيفتا نيويورك بوست ودايلي نيوز ان محامي الجراح يريد ان يستعيد كليته او ان يحصل على تعويض بقيمة 51 مليون دولار. بحسب فرانس برس.

وقال باتيستا لصحيفة دايلي نيوز ان العلاقة المفترضة التي اقامتها زوجته السابقة مع رجل آخر "حطمتني ولا تزال تحطم قلبي". واضاف محاميه "نظريا نحن نطلب ان تعاد لموكلي كليته" مضيفا "لكن بالطبع هو لا يطالب حقيقة بالكلية بل بقيمتها".

النشاط يقلل من خطر التعرض للعته

صحياً قال باحثون ان المرء قد يحمي نفسه من العته اذا كانت حياته الاجتماعية نشطة وحافلة، وقال الباحثون في دورية الجهاز العصبى "نيورولوجي" ان الاشخاص النشطاء اجتماعيا الذين لا يتوترون بسهولة يقل لديهم خطر الاصابة بالعته بنسبة 50 بالمئة عن الرجال والنساء المنعزلين الذين يميلون الى الحزن.

وقال هوي شين وانج من معهد كارولينسكا في السويد الذي قاد فريق الباحثين في بيان "في الماضي اظهرت الدراسات ان التوتر المزمن قد يؤثر على اجزاء من المخ مثل قرين امون (وهي منطقة بالمخ مسؤولة عن الذاكرة) مما يمكن ان يؤدي للعته.

واضاف "ولكن النتائج التي توصلنا اليها ترجح ان امتلاك شخصية هادئة ومنفتحة بالاضافة الى نمط حياتي اجتماعي نشط ربما يقلل من خطر الاصابة بالعته."

ويقدر عدد الذين يعانون من ضعف الذاكرة ومشكلات في التحكم واعراض اخرى تنبئ بمرض الزهايمر والاشكال الاخرى من العته في انحاء العالم بنحو 24 مليونا.

ويعتقد الباحثون ان عدد الذين يعانون من العته ربما يرتفع الى اربعة اضعاف بحلول عام 2040 ويشددون على أهمية التفهم الافضل للحالة. بحسب رويترز.

وشملت الدراسة السويدية 506 اشخاص مسنين لم يصابوا بالعته عندما فحصوا اول مرة. وقدمت اسئلة للمتطوعين عن صفاتهم الشخصية ونمط حياتهم ثم تمت متابعتهم لمدة ستة أعوام.

وخلال هذه الفترة أصيب بالعته 144 شخصا وكانت احتمالات التشخيص بهذه الحالة اقل بنسبة 50 في المئة بين الذين لديهم نشاط اجتماعي اكبر واقل توترا من الرجال والنساء.

وقال وانج "الاخبار السارة هي ان عوامل نمط الحياة يمكن تعديلها بخلاف العوامل الجينية التي لا يمكن السيطرة عليها". واضاف "لكن هذه نتائج مبكرة حيث لم يتضح كيف يؤثر تحديدا السلوك العقلي على خطر التعرض للعته."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 18/آذار/2009 - 20/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م