“إن الحالم هو الذي لا يجد طريقه
إلا في ضوء القمر،
ومَنْ هو، مثل عُقاب، يلمح الفجر
قبل سائر البشر”
(أوسكار وايلد 1924)
لا ينبغي أن نختفي خلف أصابعنا.
للدقة، لا ينبغي، ولا يجوز، للمؤسسة الثقافية، والمؤسسة الإعلامية،
تسويغ الفشل، وتسويق الخطيئة، بالتبريرات التي تصلح لكل زمان بكونها
تبريرات ليس إلا، في كل مكان أيضاً.
ها نحن نقترب من فجر الحالم الذي قصده أوسكار وايلد في عشرينات
القرن الماضي، ونصل إلى أجمل لحظات الحب، عندما نصعد السلم بخطوات
واثقة، كما يقول الفرنسي كليمنصو. غير أن هذا في الثقافة والمعرفة
والإبداع لا يعني أن نحب عيوب من نحبهم، أو نبررها.
في صيف سنة ،2006 وبينما كانت الطائرات “الإسرائيلية”، تقتل الأطفال
اللبنانيين في “الطبعة الثانية” من “قانا”، قصد أحد المثقفين العرب،
أحد المراكز الثقافية العربية، وطالب باجتماع ثقافي للتضامن مع أهل
قانا غير أن المفاجأة كانت، أن مدير ذلك المركز قال: “ما عندي أوامر” ،
بينما كان الشارع، خارج ذلك المركز، يعج بالناس المتعلمين الذين
يطالبون بالذهاب إلى حيث يمكن الدفاع عن سيادة العرب.
قبل أسابيع معدودات، حين كانت الطائرات “الإسرائيلية” تقوم باستنساخ
“قانا” في قطاع غزة الفلسطيني، حرن رؤوس بعض المؤسسات الثقافية، وحرد
بعض أساطين المؤسسات الثقافية، واختاروا أنشطة لا ثقافية، بينما كان
الشارع العربي هو الممثل الحقيقي للثقافة والمثقفين والمبدعين العرب.
إنه لأمر يدعو إلى التفكير العميق، أن “الشارع الثقافي” هو الماثل
والحاضر، حيث ينبغي للثقافة أن تقول: ها أنا، بينما المؤسسة الثقافية
تبقى معنية بالحديث عن نشاطات كمية هنا وهناك، وتتعامل بروح بيروقراطية
مع مبدعين، فكر بعضهم بالانتحار.
منذ صيف سنة 2006 وقبل ذلك أيضاً بانت نتائج “العملية الثقافية”
على الشارع العربي، واتضحت أكثر على صعيد “المؤسسة الثقافية”، فانفرز
الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
أكدت هذه “العملية الثقافية” الآن، أن الخطيئة هي في غياب “المؤسسة
الثقافية”، التي لم تتحول إلى “قيادة ميدانية” حقيقية.
هذه خريطة الساحات الثقافية بين أيدينا، فتعالوا وأشروا على العملية
الاحتجاجية الضخمة التي قادتها “مؤسسة ثقافية” عربية، لقطع العلاقات
كل العلاقات مع “إسرائيل”.
للمثال فقط، الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، يحرم اتحاد
الأدباء العراقيين من عضويته في المنظمة القومية، بدعوى عدم رفضه
للاحتلال، بينما هو لم يحرك فارزة في جملة قصيرة احتجاجاً على عبور
شحنات أسلحة القتل إلى “إسرائيل”.
فأين التقصير؟
www.juma-allami.com |