امريكا وايران في عهد اوباما: تواصل مشكوك في ظل تقلبات دائمة  

بعد مئة يوم تردد وعدم وضوح أمام اعتداد واستعداد لكل قادم

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: مازالت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما مترددة في صياغة قرارها الاستراتيجي بشان التحاور مع ايران، فالسؤال الذي مازال مطروحا في واشنطن اليوم ليس فقط حول امكان التواصل مع طهران قبل او بعد الانتخابات الرئاسية في ايران، بل حول نطاق وتبعات هذا التحول الاستراتيجي على المصالح الامريكية في الشرق الاوسط.

فواشنطن تواصل بحذر تحركاتها لمقاربة المسألة الايرانية، بعرضها عقد مؤتمر دولي حول افغانستان بمشاركة ايران، ولو انها حرصت على وضع هذا المؤتمر برعاية الامم المتحدة تحسبا لرفض ايراني محتمل.

وقال مسؤول امريكي فضل عدم الكشف عن هويته ان الكيفية والتوقيت اللذين سيتم فيهما التواصل مع ايران هما امر نراجعه الان وسنحدده في الوقت المناسب فيما تتردد ادارة الرئيس باراك اوباما في ايجاد نبرة خاصة بها حيال ايران بعد اكثر من 40 يوما من توليها الحكم.

من جانبه دعا معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى في تقرير صادر عنه بهذا الصدد الولايات المتحدة الى تعزيز سياساتها لمنع وتقليل خسائر او مواجهة سقوط عدم استقرار منظم نتيجة التقدم النووي الايراني.

ونال هذا التقرير توقيع حوالي 15 نائبا وخبيرا امريكيا ابرزهم رئيس اللجنة الفرعية في مجلس النواب لمنطقة الشرق الاوسط وجنوب اسيا غاري اكرمان وعضو لجنة الاستخبارات ولجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ايفان باي ومستشار وزيرة الخارجية للخليج وجنوب غرب آسيا دينيس روس الذي كان يعمل في معهد واشنطن وكبير مسؤولي وزارة الخارجية لعدم انتشار الاسلحة روبرت اينهورن.

وتعد نقطة الاختلاف الاخرى داخل الادارة في تقييم مدى اهمية والحاح الخطر الايراني اذ صرح وزير الدفاع روبرت غيتس لقناة (ان بي سي) الاخبارية الاحد الماضي انهم ان الايرانيين ليسوا قريبين من السلاح في هذه المرحلة وهناك بعض الوقت وياتي هذا الموقف تزامنا مع اعلان رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الامريكي الادميرال مايكل مولن الذي صرح لشبكة (سي ان ان) ان لدى ايران مواد كافية لصناعة قنبلة نووية.

وتابع غيتس ان هناك "تركيزا مستمرا على كيفية حمل الايرانيين على التخلي عن برنامج الاسلحة النووية" في اشارة الى تفضيله الجهود لاقناع طهران بهذا الامر وليس مواجهتها.

كما اعرب ارفع سيناتور جمهوري في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ريتشار لوغار عن اعتقاده بضرورة التفكير في انشاء مكتب تأشيرات دخول او نوع من الحضور الدبلوماسي في ايران.

فيما دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية السيناتور جون كيري في خطاب له امس في مؤسسة بروكينغز الى مبادرة دولية لمنع ايران من الحصول على سلاح نووي باعتبار هذا الامر "لبنة رئيسية في استقرار الشرق الاوسط".

من جهته قال مدير الاستخبارات القومية الادميرال دينيس بلير في شهادة له امام الكونغرس الشهر الماضي ان ايران استوردت على الارجح بعض المواد الانشطارية التي يمكن استخدامها كاسلحة لكننا لا نزال نقدر ما اذا كانت قد حصلت على مواد كافية لسلاح نووي مضيفا "لا يمكننا استبعاد ان ايران حصلت من الخارج او ستحصل في المستقبل على سلاح نووي او مواد انشطارية كافية". بحسب تقرير لـ كونا.

كما ارسلت ادارة اوباما مؤشرات تعرب عن استعدادها تجميد نشر صواريخ الدرع الدفاعي في اوروبا الشرقية مقابل مساعدة موسكو على اقناع ايران بالتخلي عن برنامجها النووي.

وقال اوباما في تصريح بعد استقباله رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في المكتب البيضاوي "انه بقدر ما نخفف من التزام ايران بالاسلحة النووي فاننا نقلص الحاجة لنظام صواريخ دفاعي" فيما شدد الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف على الفصل بين القضيتين.

وشدد تقرير معهد واشنطن في هذا السياق على ضرورة ان تظهر واشنطن للشرق الاوسط والعالم انها مستعدة لحل قضية ايران النووية وتنسق مع المجتمع الدولي لتقديم عرض لايران قائلا ان كسب دعم دولي لمبادرات دولية تركز على برنامج ايران النووي هو ربما افضل طريقة لزيادة فرص قبول ايران بتسوية.

وتظهر هذه الوقائع مدى ادراك الادارة الامريكية لاهمية دور روسيا والصين في اقناع ايران دبلوماسيا في التخلي عن برنامجها النووي لكن يبقى السؤال امام هذه الادارة كيف يمكن الحد من نفوذ ايران على المدى الطويل.

واعتبر التقرير انه يجب استخدام الحديث عن سياسة ردع لجعل برنامج ايران النووي اقل جاذبية لقادتها مشيرا الى ان حصول طهران على سلاح نووي سيعزز قوة ايران وحلفائها في المنطقة.

وقد يكون الفيتو الاسرائيلي العقبة الوحيدة امام شروع واشنطن في نهاية المطاف بتواصل ذي مغزى مع ايران.

وقال التقرير انه "اذا ظهر المجتمع الدولي على انه غير قادر على وقف برنامج ايران النووي قد تقرر اسرائيل التصرف بشكل احادي اذ يبدو ان القادة الاسرائيليين مقتنعون حتى الان على الاقل ان لديهم الخيار العسكري" مشيرا الى ان الولايات المتحدة "قد تدفع ثمنا باهظا لضربة اسرائيلية".

واشنطن تواصل بحذر تحركاتها لمقاربة المسألة الايرانية

وتواصل واشنطن بحذر تحركاتها لمقاربة المسألة الايرانية، بعرضها عقد مؤتمر دولي حول افغانستان بمشاركة ايران، ولو انها حرصت على وضع هذا المؤتمر برعاية الامم المتحدة تحسبا لرفض ايراني محتمل.

وعرضت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في بروكسل بمناسبة اول مشاركة لها في اجتماع لمنظمة حلف شمال الاطلسي، عقد مؤتمر وزاري دولي حول افغانستان في 31 اذار/مارس.

وقالت ان هذا المؤتمر سيسمح "بالتوصل الى مجموعة من المبادئ المشتركة يمكن تحديدها في بيان رئاسي، حول المسار الذي علينا ان نسلكه معا".

وعرضت كلينتون ان تدعو الى هذا المؤتمر افغانستان وباكستان المجاورة واعضاء الحلف الاطلسي والشركاء الاخرين في القوة الدولية (ايساف) التي تضم 41 بلدا، فضلا عن "لاعبين اقليميين اساسيين" لم تعددهم.

ولم تأت كلينتون على ذكر ايران الا بعدما ابدى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير امله بمشاركة هذا البلد فقالت كلينتون "اذا عقد هذا المؤتمر، فمن المرجح ان تدعى اليه ايران بصفتها جارة لافغانستان".

واعرب البيت الابيض عن امله في ان تقبل ايران الدعوة للمشاركة في المؤتمر مع جميع الدول المجاورة لافغانستان، وان تحضر معها "حلولا وافكارا بناءة". بحسب فرانس برس.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبز ان ايران مدعوة بصفتها بلدا مجاورا لافغانستان، بدون ان يتطرق الى امكانية اقامة اتصالات مباشرة بين الاميركيين والايرانيين، في وقت يعتبر استئناف حوار فعلي بين واشنطن وطهران من المسائل الكبرى التي طرحها وصول باراك اوباما الى سدة الرئاسة الاميركية.

وبابدائها استعدادها للجلوس على المستوى الوزاري الى جانب ايران اعتبارا من نهاية الشهر الحالي، فان الولايات المتحدة تقوم ببادرة ذات مغزى حيال النظام الايراني بعدما تعهد اوباما بمعاودة الحوار المباشر معه في ظل الاحترام المتبادل. غير ان واشنطن فضلت وضع المؤتمر تحت جناح الامم المتحدة حتى لا تتحمل المسؤولية في حال فشله.

واشنطن والسبيل الأفضل للتحدث مع إيران 

وفي مقال للكاتب جوشوا غروس، نشرته صحيفة كريستشن ساينس مونيتور حول الموضوع جاء فيه: من الواضح ان الفترة القصيرة الماضية كانت حافلة بالاحداث بالنسبة للعلاقات الامريكية - الايرانية. فقد اطلقت ايران حديثا اول قمر اصطناعي لها الى مدار حول الارض، ووصفت صحيفة «نيويورك تايمز» ذلك بأنه «طلقة في سماء الدبلوماسية الامريكية».

كما وجه الرئيس باراك اوباما رسالة سرية لنظيره الروسي ديميتري ميدفيديف في محاولة منه لضم الروس الى الجهود الدولية الهادفة لاحتواء برنامج ايران النووي بينما ينشغل الايرانيون من الآن بالاستعداد لانتخابات الرئاسة المقبلة في يونيو المقبل.

وفي الوقت الذي يتحدث فيه الكثيرون داخل وخارج ايران حول سياسات وتصريحات رئيسها محمود احمدي نجاد، تتابع آلاف من اجهزة الطرد المركزي دورانها لتخصيب المزيد من اليورانيوم.

لقد كان الرئيس اوباما على حق في اصراره على سعي الولايات المتحدة للقيام بحوار بناء مع طهران، وألمح احمدي نجاد الى ان ايران ترحب بالحوار مع واشنطن في اطار «الاحترام المتبادل».

ولا شك في ان مثل هذه المواقف يشكل خطوات اولى واعدة، لكن الوقت غير ملائم الآن مع ذلك للدخول بمحادثات مباشرة مع طهران، اذ ان التصور ان امريكا تتدخل في الشؤون الايرانية خلال موسم الانتخابات يمكن ان يلعب لصالح ساسة الخط المتشدد.

واضاف الكاتب، بيد ان تأجيل ما يوصف بـ «الصفقة الكبرى» بين واشنطن وطهران الى ما بعد الانتخابات لا يعني ان على امريكا ان تبقى مكتوفة الايدي، وانها لا تملك خيارات اخرى فهناك سبل اخرى بالتأكيد لتشجيع اقامة علاقات ايجابية، فمن المعروف ان مسؤولي النظام الايراني يصفون الولايات المتحدة اليوم بأنها من قوى الاستكبار العالمي اكثر من نعتها بـ «الشيطان الاكبر». كما ان التصور بأن امريكا لا تحترم ايران هو شيء شائع لدى معظم ابناء الشعب الايراني، ومن هنا يمكننا القول ان تغيير هذا التصور هو خطوة رئيسية لتحقيق تقدم ملموس على صعيد العلاقات بين البلدين.

ثانيا، ثمة ورقة اخرى يمكن ان يلعبها اوباما على طريق الحوار مع طهران. فولاية كاليفورنيا تعتبر موطنا لجالية ايرانية كبيرة ومؤثرة في الخارج، ويمكن لابناء هذه الجالية، التي تضم مجموعة واسعة من المواقف السياسية المتنوعة، ان يلعبوا دورا في توجيه رسائل مهمة، الى ابناء بلدهم الاصلي ايران.

وهنا يوفر «التقويم الايراني» لاوباما فرصة مثالية للوصول اليهم من اجل تصحيح الانطباعات والتصورات الخاطئة.

هذه الفرصة هي عيد النيروز الذي يحتفل به الايرانيون في وقت لاحق من هذا الشهر باعتباره بداية للسنة الايرانية الجديدة. لذا، على اوباما الاستفادة من هذه الفرصة الفريدة بالتوجه الى كاليفورنيا لعقد لقاء في قاعة مبنى البلدية مع ابناء الجالية الايرانية في الولاية. وسوف يتمكن اوباما بالطبع خلال خطابه امامهم من التحدث الى الشعب والحكومة الايرانيين بشكل غير مباشر، ويتجنب بذلك ما يوصف بالعثرات السياسية أو الدخول بمفاوضات مباشرة صعبة.

وتابع الكاتب، على اوباما تبديد الخرافات الشعبية السائدة حول ايران، والتركيز على جمال الثقافة الفارسية بل ويمكن ان يعترف بانجذابه شخصيا للتاريخ الفارسي ورغبته في تعلم المزيد عنه. وبإمكانه الاشارة هنا الى قصص ماضي ايران القديم مثل قصة تحرير العبيد اليهود على يدي القائد الاكبر سايروس أو التحدث حول تجارب ايران الحديثة في مجال الحكم الدستوري والديموقراطية الليبرالية. ومعروف ان لإيران تقليدا ديموقراطيا قويا يعود في اصوله الى نضال دعاة الاصلاح ضد الحكم الملكي في مطلع القرن العشرين. كما يتعين على اوباما خلال مثل هذا الخطاب تجنب طرح آراء سياسية محددة والتركيز بدل ذلك على الرغبة في البدء بنهج جديد مع ايران. وعليه ان يعترف في هذا السياق ايضا بدور ايران البناء في المراحل الاولى من اعادة البناء في افغانستان. صحيح ان الحكومة الايرانية قد تفضل التريث في مجال تحسين العلاقات لاسباب استراتيجية وخدمة موقفها في التفاوض، وصحيح ان على اوباما ابقاء عينيه مفتوحة على برنامج ايران النووي، لكن أي خطاب يسعى فيه رسميا لاغلاق فصل اعتبار ايران محورا للشر سوف يلقى ترحيبا لدى كل الايرانيين ويصحح ايضا صورة امريكا في ايران.

وختم الكاتب بالقول، لقد وجد الالمان في الرئيس الامريكي كينيدي شريكا في اللحظة التي اعتقدوا فيها بان العالم تخلى عنهم. واحس الروس، الذين كانوا يائسين خلال الفترة الشيوعية من مساعدة العالم الخارجي لهم، بالفرح عندما خاطب الرئيس رونالد ريغان بنبرة عاطفية غامرة الرئيس غورباتشيف قائلا: إهدم الجدار. (كان يقسم مدينة برلين الى جزءين). ومن يدري، ربما يأتي قريبا اليوم الذي يجد فيه الايرانيون الامل في كلمات بسيطة تنم عن الاحترام يطلقها رئيس امريكي آخر.

إيران: لا دليل على أن امريكا تصحح "أخطاءها" الاقليمية

من جانبها ذكرت وسائل الاعلام الايرانية أن الزعيم الإيراني الأعلى أية الله علي خامنئي قال إن الإدارة الامريكية الجديدة لم تبد أي دلائل على محاولة تصحيح "الاخطاء الفادحة" التي ارتكبتها الادارة السابقة في المنطقة بما في ذلك افغانستان.

وادلى خامنئي بتصريحاته في اجتماع مع الرئيس التركي عبد الله جول الذي قالت بلاده أخيرا انها تعمل على إيجاد "تفاهم افضل" بين الولايات المتحدة وإيران.ولخامنئي القول الفصل في شؤون الدولة بما في ذلك العلاقات الخارجية.

وعرض الرئيس الامريكي باراك أوباما في تغيير للسياسة التي اتبعها الرئيس السابق جورج بوش التحاور مع إيران في محادثات مباشرة اذا "أرخت قبضتها".

وقال وزير الخارجية التركي علي باباجان يوم الاحد بعد اجتماع مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون وقبل توجهه الى إيران ان تركيا تحاول سد فجوة الخلافات بين الولايات المتحدة وايران.

وقالت الولايات المتحدة إنها تعتزم دعوة إيران إلى اجتماع دولي في وقت لاحق هذا الشهر لمناقشة الوضع في افغانستان.

ولا توجد علاقات دبلوماسية بين ايران والولايات المتحدة منذ 30 عاما وهما على خلاف حاليا بشأن النشاط النووي الايراني الذي يشتبه الغرب في ان له اهدافا عسكرية. وتنفي ايران الاتهام وتقول ان وجود القوات الامريكية هو السبب في عدم الاستقرار في العراق وافغانستان.

ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن خامنئي قوله لجول "في حالتي افغانستان والعراق ارتكبت الحكومة الامريكية خطأ فادحا وموقف الحكومة الامريكية الحالية من قضية غزة من اخطاء أمريكا الاخرى الفادحة."

وقال خامنئي "الحكومة الامريكية تواصل سيرها في نفس المسار السابق ولا يوجد ما يدل على بذل اي جهد لاصلاح الاخطاء."

وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان الولايات المتحدة تمنى بالفشل في أفغانستان وان هناك حاجة لانتهاج اسلوب جديد. وكثيرا ما دعت ايران القوات الامريكية الى مغادرة المنطقة قائلة انها تزيد الوضع سوءا.

ولم يوضح متكي ما اذا كانت ايران ستقبل دعوة الولايات المتحدة لحضور الاجتماع. وقال متحدث باسم الحكومة الايرانية انها ستبحث مثل هذا الطلب وانها مستعدة لمعاونة افغانستان ضد تمرد طالبان المتنامي.

وقال محلل ايراني انه يعتقد ان ايران ستحضر الاجتماع لانها "تريد الاعتراف بها كطرف رئيسي في افغانستان".

تقلبات العلاقات الامريكية الايرانية..تاريخياً

اعلنت ايران أنها ستدرس دعوة من الولايات المتحدة لحضور مؤتمر بشأن أفغانستان وأنها مستعدة لتقديم أي مساعدة لجارتها التي تحارب تمرد حركة طالبان.

وفي تحول عن سياسة ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش كان اوباما قد اعلن ان الولايات المتحدة تريد التعامل مع ايران وستكون الدعوة للمؤتمر بداية مبادرة دبلوماسية تجاه طهران. وفيما يلي بعض تفاصيل العلاقات المضطربة بين ايران والولايات المتحدة، بحسب رويترز:

1953.. انقلاب:

- في اغسطس اب 1953 ساعدت وكالة المخابرات المركزية في التخطيط للاطاحة برئيس الوزراء المحبوب محمد مصدق واعادة الشاه محمد رضا بهلوي للسلطة.

- جاء تحرك واشنطن بعد ان اقنعت لندن -التي عارضت سياسة مصدق الرامية لتأميم صناعة النفط التي تهيمن عليها بريطانيا- المسؤولين الامريكيين بان مصدق سيتحول الى السياسات الشيوعية. ومع انحسار قوة بريطانيا اضحت الولايات المتحدة رمزا للامبريالية الغربية في اذهان الكثير من الايرانيين.

1972.. تقوية العلاقات:

- عززت زيارة قام بها الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين ايران والولايات المتحدة في وقت تصاعدت فيه المعارضة للشاه التي قادها رجل الدين المنفي اية الله روح الله الخميني.

1979.. عودة الخميني:

- عقبت مصادمات دموية بين محتجين وقوات الجيش فر الشاه في يناير كانون الثاني 1979 وعاش في المنفي. وفي الشهر التالي عاد الخميني الى ايران متوجا انتصار الثورة التي رفعت شعار "الموت لامريكا".

- في نوفمبر تشرين الثاني 1979 استولى طلبة ايرانيون على السفارة الامريكية في طهران واحتجزوا 90 رهينة. ودام احتجاز 52 منهم لمدة 444 يوما مما دفع واشنطن لقطع العلاقات في عام 1980.

1986.. صفقة سلاح:

-اعترف الرئيس الامريكي رونالد ريجان بابرام صفقات سلاح سرية مع ايران في خروج على الحظر الامريكي. واستهدف ابرام الصفقات تأمين الافراج عن امريكيين يحتجزهم متشددون شيعة موالون لايران في لبنان. وحولت حصيلة مبيعات السلاح سرا لمتمردي الكونترا الذين كانت تدعمهم الولايات المتحدة في نيكاراجوا. في ذلك الوقت كانت ايران تخوض حربا ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين فيما كانت الولايات المتحدة تقدم دعما متزايدا لبغداد.

1997.. تولي اصلاحي سدة الحكم:

- اختار الناخبون الايرانيون محمد خاتمي صاحب الاتجاهات الاصلاحية رئيسا لايران. ودعا خاتمي "لحوار بين الحضارات". وخلال رئاسته وفي يوم وقوع هجمات في 11 سبتمبر ايلول الارهابية ضد الولايات المتحدة اوقد ايرانيون الشموع في تجمع اتصف بالارتجالية لمواساة ضحايا الهجمات.

- عقب هجمات القاعدة على مدن الولايات المتحدة عرضت ايران المساعدة في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة للاطاحة بقادة طالبان في افغانستان لايوائهم زعيم القاعدة اسامة بن لادن. وساعدت ايران في ضمان نجاح مؤتمر دولي بشأن مستقبل افغانستان عقد عقب الحرب. وفي يناير كانون الثاني 2002 وصف الرئيس الامريكي جورج بوش ايران بانها جزء من "محور الشر" واتهمها بانها تسعى لانتاج اسلحة نووية.

2003.. غزو العراق:

- قادت الولايات المتحدة غزوا للعراق للاطاحة بصدام العدو اللدود لايران وجاءت بفصائل شيعية تربطها صلات اوثق بايران الى السلطة.

- مع انزلاق العراق في هوة اعمال العنف والصراع الطائفي اتهمت الولايات المتحدة ايران بتسليح وتمويل وتدريب ميليشيات شيعية تهاجم القوات الامريكية في العراق. نفت ايران ذلك وارجعت اعمال العنف للوجود الامريكي.

2008.. خلاف نووي:

- قادت الولايات المتحدة جهودا لتشديد عقوبات تفرضها الامم المتحدة ضد ايران بسبب برنامجها النووي. وفي مارس اذار اقر مجلس الامن قرار عقوبات ثالث. وتقول ايران ان البرنامج مشروع وسلمي ويهدف فقط لتوليد كهرباءولكنها فشلت في اقناع الغرب.

- تفاقمت التوترات بين الولايات المتحدة وايران منذ انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عام 2005 حيث دأب على توبيخ الغرب والتشكيك في جرائم النازي ضد اليهود ودعا لازالة اسرائيل من على الخريطة. لكن في تطور مفاجيء ذكر تقرير المخابرات الامريكية ناشيونال انتليجنس استيميت اواخر 2007 ان ايران علقت برنامجها العسكري النووي في 2003 .

2009.. ادارة جديدة:

- قال الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما في يناير ان الولايات المتحدة مستعدة لمد يد السلام لايران اذا "بسطت قبضتها". وقال احمدي نجاد ان طهران مستعدة للحوار ولكنه طلب تغييرات اساسية في السياسة الامريكية.

- ويوم الاربعاء الماضي قال الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي ان الرئيس أوباما يسلك نفس "المسار الخاطيء" لسلفه جورج بوش بتأييده لاسرائيل ووصف الدولة اليهودية بأنها "ورم خبيث".

- قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في الاسبوع الاول من مارس اذار ان حكومة اوباما تنوي دعوة ايران لمؤتمر دولي بشأن افغانستان من المقرر عقده في وقت لاحق من هذا الشهر. وردت ايران بانها ستدرس الدعوة وانها مستعدة لمساعدة جارتها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 15/آذار/2009 - 17/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م