تقع أحداث خطيرة في وطننا يسمع بها من يعيش بالطرف الآخر من عالمنا،
ولكن لا يعلم بها من يعيش في الوطن، لعدم تغطية الإعلام المحلي لها
ومتابعتها ورصدها أولا بأول، ووضع المواطن أمام الحقائق بشفافية تامة.
والسبب ربما يعود لمراعاة مشاعر المواطنين المرهفة.
هل شعوبنا ضائعة تتلاعب بها العواطف والصنمية والتعصب والانتماءات
القبلية والطائفية، تتعامل بازدواجية ومزاجية تارة وبحدية وتطرف تارة
أخرى، شعوب مشغولة بالقضايا الهامشية التي تضخم لتبعدها عن القضايا
المهمة والاستراتيجية لبناء الإنسان الواعي القادر على المطالبة بحقوقه
والمساهمة في إنشاء وطن حضاري متقدم في جميع المجالات قائم على العدالة
والمساواة والحرية والتعددية، أم شعوبنا ضحية لثقافة سوادية من قبل
الفتنة العمياء ولكذبة تم ترويجها بخبث تؤكد أن المواطنين يعيشون في
بحبوحة من الحياة الرغيدة التي لا مثيل لها، وانهم الأفضل على مستوى
العالم، وان الوطن من أفضل البلدان .. وكل ذلك لتنويم الشعب وقتل أي
طموح له؟
الحقيقة الواضحة كوضوح أشعة الشمس الساطعة في منطقتنا الخليجية
الحارقة تؤكد ان وطننا يعيش في أزمات عديدة ..، وتقع في داخله وخارجه
أحداث غريبة وعجيبة تعبر عن حالة التخبط والازدواجية والإحباط لمجتمعنا
المشبع بثقافة انه شعب مثالي غير، متأثر سلبي بثقافة الفتنة العمياء
الصماء الخرساء!!
تقع أحداث خطيرة في وطننا يسمع بها من يعيش بالطرف الآخر من عالمنا،
ولكن لا يعلم بها من يعيش في الوطن، لعدم تغطية الإعلام المحلي لها
ومتابعتها ورصدها أولا بأول، ووضع المواطن أمام الحقائق بشفافية تامة.
والسبب ربما يعود لمراعاة مشاعر المواطنين المرهفة، وعدم إشاعة
الاختلاف والفاحشة في المجتمع الطاهر العفيف المتماسك المحب للوطن
وللمواطنين البعيد عن القبلية والمناطقية والطائفية ( .. ) وهناك
الكثير من الأحداث الغريبة والعجيبة التي تقع في الوطن أو خارجه من قبل
المواطنين المتأثرين جدا بثقافة تؤكد أننا شعب غير... وارفع رأسك أنت
...!!
أحداث عظيمة وتجاوزات خطيرة تقع في وطننا الغالي أو في خارجه من قبل
بعض المواطنين، مثل: السرقات والاعتداءات على الأعراض والحرمات،
والعمليات الإرهابية داخل الوطن وخارجه، وانتشار ظاهرة التشدد والتطرف
والتكفير والفساد، وإثارة النعرات الطائفية والقبلية، والاعتداء على
الآخر لأسباب اختلاف طائفي أو فكري وغيرها، مما يدل على أن وطننا
ومجتمعنا يعيش في مستنقع مليء بالأمراض الخطيرة والأوبئة المعدية، وهو
كأي دولة ومجتمع في العالم، وليس كما يقال انه غير. ولكن الفرق أن أي
حدث يقع في البلدان الأخرى التي تحترم شعوبها يسمع به الجميع داخل
وخارج الوطن، فهناك شفافية ووضوح ولا يوجد هناك حساسية من نشر تلك
الأخبار، وان كانت سيئة ومؤلمة لأنها الحقيقة وكشف واقع المجتمع ومدى
انتشار الأمراض والمخاطر، والعمل على تحويلها إلى قضية رأي عام كبرى،
تشغل قيادات الوطن من مسؤولين ومواطنين، ومساءلة ومحاسبة الجهات
المسؤولة عن ذلك، وضرورة إيجاد الوسائل الناجعة لعدم التكرار.
بينما إعلامنا الأصيل كأصالة المجتمع مازال محافظا على نفس الطريقة
والعقلية السابقة التي انطلق منها قبل عشرات السنين (محلك سر لا اسمع
لا أرى لا أتكلم!!) العمل بمهنية عالية قائمة على التحفظ والحذر
والتأمل، والتأكد من المعلومة وانتظار الأوامر (كما حدث عند الإعلان عن
دخول قوات صدام العدوانية للكويت بعد ثلاثة أيام)، وعدم إثارة أي قضية
على الوسائل الإعلامية كي لا يصاب المواطن الأصيل بالصداع والانزعاج.
ولا غرابة أن يكون إعلامنا إعلاما غير مختلف لأنه غير(..) ويمثل
مواطنين غير. لديهم هوس بفتنة كل ما هو أنثوي وان كانت عمياء صماء
خرساء ترتدي عباية سوداء!!
أخيرا، أين أبناء المجتمع من المظاهر الأشد سوادا وفتنة وخطرا على
الوطن والوحدة الوطنية عن اهتماماته، ومتى يفيق من سكرة الفتنة
العمياء؟ |