ثورة تكنولوجيا الاتصالات تضع العالم في جيبك

الهاتف الذكي منصّة تقدم نطاقا واسعا من الخدمات الجوالة

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: على الرغم من التطور السريع لتكنولوجيا الهواتف الجوالة، يعتقد الكثيرون أن خطط التقييم المرنة وقابلية الاستخدام المتباينة تبقيان عائقين أمام النمو.

ولأجل مناقشة تلك العوائق، اجتمع قادة أكبر شركات صناعة الهواتف الجوالة في العالم، ومشغلو الشبكات وبائعو البنية التحتية في برشلونة، في المؤتمر العالمي للهواتف الجوالة، في الوقت الذي تواجه فيه هذه الصناعة العالمية الديناميكية أكبر تحدياتها على الإطلاق.

ويشير مصدر من شبكات نوكيا سيمنز Nokia Siemens إلى أن مؤتمر هذا العام انعقد على خلفية اقتصادية قاسية للغاية عرفتها صناعة الاتصالات في حياتها القصيرة نسبياً. فعلى النقيض من التفاؤل غير المحدود الذي ساد في الماضي، يواجه مجتمع المشغلين هذا العام مجموعة جديدة من التحديات: كيفية الدفاع عن العوائد وتخفيض التكاليف، والمحافظة في الوقت ذاته على مستويات عالية من الخدمة، وإدخال تطبيقات ومنتجات جديدة.

للمرة الثانية فقط منذ مولد صناعة الهواتف الجوالة في ثمانينيات القرن الماضي، من المتوقع أن ينخفض عدد الأجهزة اليدوية الجديدة التي يتم شحنها هذا العام (2009). وبحسب بعض التقديرات، بما فيها التقديرات الصادرة عن نوكيا، قائدة السوق، يمكن أن تنخفض مبيعات الوحدة من الهواتف الجوالة بنسبة 10 في المائة هذا العام – أسوأ بشكل ملحوظ من نسبة الانكماش التي بلغت 6 في المائة التي تم تسجيلها عام 2001، بعد أن انفجرت فقاعة الإنترنت.

في واقع الأمر، في حين أن صناعة اتصالات الهواتف الجوالة هي بشكل مثير للجدل أكثر مرونة من بعض الصناعات الأخرى، إلا أن الانكماش أوقع فعلياً أول ضحاياه، بما فيها نورتيل Nortel، شركة صناعة معدات الاتصالات الكندية التي تقدمت بطلب لإعلان الحماية من الإفلاس من مقرضيها بحسب الفصل 11، وذلك في كانون الثاني (يناير) الماضي. بحسب تقرير "ديلويت لتوقعات الاتصالات العالمية".

ومن المرجح أن تتبعها المزيد من الإصابات في صناعة، على النقيض من غيرها، عليها أن تصارع جاهدة لمواكبة التغير التكنولوجي السريع، والتعقيد المتنامي، وتوقعات الزبائن المتزايدة بشكل دائم.

لا تبدو هذه التحديات أكثر حدة في أي مكان آخر مقارنة بالتطور سريع الوتيرة لأجهزة الهواتف الجوالة ذاتها، وتحديداً النمو السريع الأخير في سوق الهواتف الذكية. يقول مايك لازاريديس، المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك للشركة الكندية ريسيرش إن موشن Research in Motion، التي أصبح جهازها المصغر- كويرتي Qwerty المزود بلوحة مفاتيح أجهزة بلاك بيري BlackBerry العلامة المميزة للهواتف الذكية الخاصة بقطاع العمل: "إننا نعتقد أن كل الهواتف ستصبح هواتف ذكية".

ويضيف لازاريديس: "إن السوق في حالة انتقال"، مجادلاً بأن الهاتف الذكي يظهر وكأنه منصة لتقديم نطاق عريض من الخدمات الجوالة.

يوافق على ذلك كاي أويستامو، رئيس وحدة أجهزة نوكيا، قائلا: "ما تمت الإشارة إليه على أنه هاتف جوال قبل بضع سنوات، أصبح كمبيوتراً جوالاً في يومنا هذا". ويتوقع أن يجلب مستقبل الأجهزة الجوالة "مزيدا من القدرة على المعالجة، والذاكرة، والرسوم الغرافيكية، وخيارات الاتصال، وشاشات أعلى دقة في الوضوح". وستكون أجهزة الهواتف الجوالة قادرة على إجراء اتصالات بقوة مائة ميجابايت لكل ثانية وأكثر، وتجوال بلا أخطاء، ومعلومات ذات صلة تعتمد على الموقع، إضافة إلى الكيفية التي يلمس بها المستخدم تطبيقات المجسات، وأي اتصال إذاعي ربما يقوم المستخدم بتشغيله.

ويضيف: "مع المزيد من التقدم التدريجي لأجهزة هواتفنا الجوالة التي تبدي قدرات متقدمة في الوسائط الإعلامية المتعددة، سنشهد فرص أعمال جديدة تزيد ما نعرضه من خدمات الإنترنت إلى المستهلك، وتقديم هذه الخدمات بطريقة من السهل الوصول إليها".

بالمعنى التكنولوجي، توقع التقرير الذي صدر عن (ديلويت)، حول آفاق صناعة الاتصالات لهذا العام، أن الهاتف الجوال "سيتطور من كونه جهازاً مخصصاً لشبكة الهواتف الجوالة الخليوية، إلى جهاز لاسلكي بحق".

وقال التقرير: "للمرة الأولى، أجهزة الرقاقات التي تتكون من رقاقة واحدة ستكون متوافرة مع خمس تكنولوجيات لاسلكية منفصلة أو أكثر، وتقدم مزيجاً من الاتصالات قصيرة، ومتوسطة، وطويلة المدى، قادرة على العمل مع عدد لا يحصى من الشبكات المميزة. والأمر الجذري بالمثل، هو أن تكلفة أجهزة الرقاقات هذه يمكن أن تنخفض إلى أدنى من دولارين.

ويضيف مؤلفو التقرير: "بالنسبة لمشغلي الهواتف الجوالة، وشركات صناعة الأجهزة، فإن حجة العمل من أجل إدخال التكنولوجيا اللاسلكية في نطاق من الأجهزة، وليس فقط في الهواتف الجوالة التي تتمحور حول الصوت، يمكن أن تكون أقوى الآن".

ويتابع التقرير: "على الصناعة أن تأخذ في الاعتبار أي الأجهزة، مثل الكمبيوترات المحمولة، يمكن أن تستفيد من وجود معايير لاسلكية متعددة تدخل في التصنيع. وعلى مشغلي الهواتف الجوالة تحديداً أن يحددوا ما إذا كان عليهم أن يواصلوا تركيزهم على توفير معايير هواتف جوالة خليوية طويلة المدى، أو ما إذا كان عليهم أن يصبحوا كمركز تكتل لعدة معايير لاسلكية. وهناك البعض من مشغلي الشبكات ممن يستجيبون فعلياً لهذه التغيرات".

يقول غلين لوري، الذي تم تعيينه أخيراً ليرأس قسم "الأجهزة الناشئة" في AT&T: "لن تكون الهواتف الجوالة الأجهزة الوحيدة التي سيستخدمها المستهلكون والشركات بتوافر شبكات لاسلكية في المستقبل – ما عليك إلا أن تنظر إلى أجهزة الكتب على الإنترنت، وأجهزة القراءة الإلكترونية المتوافر فعلياً".

ربما تقتضي مثل تلك التطورات على أية حال، مشغلي شبكات لتبني نماذج عمل مختلفة. مثلا، يأتي جهاز القراءة كيندل إي بوك Kindle e-book من أمازون Amazon مع مودم خليوي يدخل في تصنيعه، لكن دون عقد خليوي شهري – يدفع المالكون دون أي جهد عند استخدام شبكة سبرينت نيكستل Sprint Nextel لتحميل كتاب إلكتروني.

كما يواجه مشغلو الشبكات أيضاً تحدياً – أو فرصة – مع بروز أسواق البرمجيات على الإنترنت، مثل آي فون أب ستور iPhone App Store الخاص بأبل Apple ، أو أندرويد ماركت بليس Android Marketplace الخاص بجوجل الذي يمكن مالكي الهاتف الذكي من تنزيل برمجية تطبيقات – مجاناً إلى حد كبير – مباشرة إلى أجهزتهم.

مما لا شك فيه أن نجاح "أب ستور" حوّل التركيز من الأجهزة إلى البرمجيات، ونقل ميزان القوى بعيداً عن الشركات الناقلة، إلى المستهلكين الذين بمقدورهم الآن تعديل الطريقة التي تعمل بها أجهزتهم.

وكما يشير تقرير ديلويت، فإن المشغلين كانوا منذ فترة طويلة معنيين بشأن التهديد من أطراف ثالثة ضد العلاقة الوثيقة في الأصل بين المشغل والزبون.

وبحسب التقرير: "في 2009، من المتوقع أن يقوم مستخدمو الهواتف الجوالة بتنزيل أكثر من عشرة مليارات تطبيق على هواتفهم الجوالة – الأغلبية من مواقع تديرها شركات صناعة الأجهزة الجوالة، وشركات إليكترونيات المستهلك ودور البرمجيات".

لكن، حسبما يجادل التقرير "رغم أنه من غير المحتمل أن يجني المشغلون أية عوائد مباشرة من تنزيل التطبيقات التي تقوم بها أطراف ثالثة، إلا أن هناك عدة خيارات أمامهم لتوليد الدخل من التنزيل، بما في ذلك دعم الجهاز، وإدارة نواقل التطبيقات، وخدمات متخصصة مقدمة لمخازن الطرف الثالث".

ربما يتمكن المشغلون من تحقيق العوائد من المطورين والمستهلكين بوجود البيع الشامل، وحساسية الموقع إزاء الخدمات. وسيستفيد المستهلكون من مخازن التطبيقات، لكن عليهم أن يدركوا المخاطر التي لا يمكن تفاديها، كما يبدو أن بعض التطبيقات يمكن أن تكون ملوثة بالفيروسات.

إن مشغلي الشبكات – إضافة إلى مزودي البنية التحتية – يجب أن يقرروا أيضاً بشأن توقيت ونطاق إدخال الجيل المقبل من تكنولوجيات شبكة البنية التحتية التي تعتمد على بروتوكول الإنترنت.

بعد سنوات من الخيبة والبدايات الزائفة، يبدو أن بيانات الهواتف الجوالة وإنترنت الهواتف الجوالة الذي تتيحه، تنطلق في النهاية. يقول تقرير ديلويت: "تجاوزت المبيعات العالمية من أجهزة حماية البرامج من الاستنساخ" لهواتف الموجة العريضة (أجهزة تثبيت تضبط الإشارات اللاسلكية) أربعة ملايين جهاز شهرياً خلال عام 2008، ويتوقع أن تزيد عن الضعف في 2009. ويمكن أن يكون الضغط الناتج على الشبكات، على الأخص الاتصالات البث في الزمن الفعلي، ملحوظاً للغاية.

"من أجل استيعاب العدد المتنامي من المستخدمين، فربما يتعين على المشغلين بشكل جماعي أن ينفقوا عشرات المليارات من الدولارات. ولأن البيانات تتجاوز الآن حجم الصوت في بعض شبكات الهواتف الجوالة، فيمكن أن تقضي التكاليف بسرعة على الهوامش الربحية. وربما يتعين على مشغلي الهواتف الجوالة أن يوازنوا بين رضا الزبون، والتنويع، والأرباح، ومستويات الاستثمار، مع إدارة حركة التنزيل".

لكن على الأقل، أصبحت خريطة الطريق إلى الجيل الرابع – الجيل التالي من اتصالات الهواتف الجوالة فائقة السرعة – أكثر وضوحاً في الـ 12 شهراً الماضية، إذ تبنى معظم مشغلي الشبكات (التطور طويل الأجل)، بدلاً من هاتف وي ماكس WiMaxالذي يبدو من المحتمل أن يكون أكثر شعبية في البلدان النامية، ومناطق انتشار المناطق غير المطورة" الأخرى.

يقول مايكل أوهارا، مسؤول التسويق الأعلى في اتحاد GSM الذي يمثل صناعة الهواتف الجوالة: "في الوقت الذي نتحرك فيه عبر التطور التكنولوجي، فإن التأثير الصافي هو اتصالات أسرع تدريجياً" ـ وخبرة موجة عريضة معززة. وستكون السرعات الأعلى قيّمة تحديداً لتطبيقات عرض الموجة العالية، مثل الفيديو، والمشاهدة متعددة الوسائط، والتنزيل".

في واقع الأمر، فإن اتحاد GSM يعتقد أن نقل التكنولوجيا سيخلق فرصاً لشركات نقل خدمة الهاتف الجوال، من أجل تعزيز خبرة المستخدم في أربعة مجالات رئيسية: أولاً، البحث، وعلى الأخص قدرة البحث المحلي التي تضم المعلومات المحلية من الشبكة، مع نتائج البحث من المستعرض، كي تقدم للمستخدم ما يصفه أوهارا على أنه "خبرة موضوعة في سياق معين".

ثانياً، إرسال الرسائل النصية من الجيل التالي. ويقول أوهارا: "شهدنا انتشاراً لإرسال الرسائل النصية الفورية، وتكنولوجيات اتصالات التشبيك الاجتماعي التي يمكن تنزيلها إلى الأجهزة. وفي العام المقبل، فإننا نتوقع أن يستخدم مشغلو الهواتف الجوالة تكنولوجيا جناح الاتصالات الغنية لإطلاق أنموذج متعدد لإرسال الرسائل، وتوفير المعلومات المحلية من ضمن قائمة الاتصال في الهاتف".

ثالثاً، النقود. ويقول أوهارا: "نتوقع أن نشهد انتشاراً مبدئياً لتكنولوجيا الاتصال اللاسلكي قصير المدى التي من شأنها أن تتيح استخدام الهاتف الجوال كبطاقة ائتمانية. وبإمكانك القيام بالمشتريات بتمرير هاتفك ببساطة أمام قارئ مخصص في المتجر".

أخيراً، محتوى الهاتف. وبحسب أوهارا "نتوقع أن نشهد انتشاراً لتطبيقات الموسيقى، والفيديو، والألعاب، التي يتم استخدامها على أجهزة الهواتف الجوالة. وفي جميع هذه الحالات، فإن خدمات الجيل التالي تستخدم شبكات الموجة العريضة من مشغلي الهواتف الجوالة، لكنها تضم معاً على نحو مهم قدرات شبكات الاتصالات والإنترنت لخلق خبرات الجيل التالي". بطبيعة الحال، معظم المشتركين في الهواتف الجوالة لا يدركون تعقيدات التكنولوجيا.

يقول ماسيمو ميجليولو، نائب رئيس الأسواق الناشئة في سيسكو Cisco، عملاقة الشبكات: "يريد المستهلكون، والشركات، ويتوقعون أن تقدم التكنولوجيا الأفضل خبرة حياة متصلة. ولا يعنيهم الأمر ما إذا كانت تقدم ذلك بواسطة تكنولوجيا الجيل الرابع أو الجيل العشرين. وستنبثق فرص السوق الحقيقية من تكنولوجيا تقديم الموجة العريضة العالية، والقدرة على التجوال بشكل موثوق في أي وقت، والوصول من أي مكان إلى محتوى وخدمات الوسائط المتعددة. ومن المهم أن يدرك المرء إمكانية الوصول، غير أن تقديم إمكانية وصول شفافة، وتوافرها، هما المعيار الذهبي".

ووفقا لمارتي بيرد، رئيس سيبيس 365 Sybase، ذراع خدمة إرسال الرسائل النصية لسيبيس، شركة البرمجيات: "في الوقت الذي تتقدم فيه الصناعة باتجاه نظام بيئي للهاتف الجوال أكثر اكتمالاً، ويعتمد على بروتوكول الإنترنت، فإننا نبدأ برؤية خدمات مختلفة تقتضي المزيد من مجرد إمكانية وصول حرة أو دون سيطرة إلى الإنترنت".

ويضيف: "سنشهد الصوت عبر الإنترنت، وإرسال رسائل الفيديو، والبث المتواصل، وحضوراً متعامد التشغيل، وخدمات أخرى جديدة ومبتكرة. التوسع باتجاه اقتصاد هواتف جوالة يعتمد بالكامل على بروتوكول الإنترنت بدأ فعلياً".

ويوافق على ذلك جوش سيلفرمان، رئيس سكايب Skype. ففي عالم الاتصالات الناشئ هذا، فإن الصوت ببساطة هو تطبيق آخر من تطبيقات بروتوكول الإنترنت الذي يجري على الجهاز اليدوي، أو الهاتف الذكي، أو الكمبيوتر الشخصي للكتاب الإلكتروني. وكمثال، فإنه يشير إلى نجاح هاتف سكايب إس 1. وفي المملكة المتحدة فقط، تم بيع أكثر من 150 ألف وحدة من "سكايبفون 3 إس "1 منذ إطلاق الجهاز اليدوي المبتكر في تشرين الأول (أكتوبر) 2007، ويجري أكثر من مليون دقيقة من الاتصالات بين هاتف سكايب إلى آخر من النوع ذاته يومياً على هواتف نوع 3.

لكن بدلاً من التكنولوجيا، يجادل الكثيرون في الصناعة بالقول إن التسعير وقابلية الاستخدام تعتبران الآن القضيتان الرئيسيتان اللتان تجب معالجتها. ويحذر ريموند كيم، المدير العام لـ ZTE USA، الذراع الأمريكي لشركة الاتصالات الصينية من "إن معظم شركات النقل ما زالت تعامل البيانات وكأنها عرض موجه لقطاع العمل، وليس عرض يعتمد على المستهلك. وتكون الخطط إما جميع ما تستطيع تناوله، أو عدم إمكانية الوصول على الإطلاق، دون أي شيء فيما بينها".

ويضيف: "ما يريده المستهلكون الآن هو المزيد من ضبط التكاليف. وحالما تبدأ بتقييم خططك بطريقة أكثر تحديداً، مثل مجموعات البيانات المدفوعة مسبقاً غير المكلفة للغاية، سيكون هناك المزيد من الاستخدام".

وبحسب كارل هافيرس، الشريك لدى إيرنست آند يونغ، ورئيس ممارسة التكنولوجيا الأوروبية في الشركة: يجب أن تعمل الأجهزة على تحسين قابلية الاستخدام، وليس سرعة وسهولة الاستخدام فقط. وأي شخص حاول أن يقرأ الجداول على جهاز بلاك بيري سيعرف ماذا أعنى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 11/آذار/2009 - 13/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م