أسئلة الفصول كلّها

جمعة اللامي

في الطبيعة، لا نتيجة من غير سبب، تفهم السبب أولاً، فلا يعود عليك سوى القيام بالاختيار”.

(دافنشي)

 

ماذا بعد شهر مارس/آذار الجاري؟

سيجيب أحد الظرفاء: “كذبة ابريل، في شهر ابريل”، غير أن هذه الإجابة، ستكون نوعاً من السذاجة المفرطة في عدم تقدير الظُرْف، واحترام الظرفاء، لأنها غير شعرية، وإن تبدت للبعض شعرية.

في الشعر، يقول عمر الخيام:

إن الحياة تنقضي قافلة سريعة

أوقف مركوبك، واسع إلى أن تكون سعيداً.

نعم، سيمضي “مارسنا” الحالي سريعاً، وعلينا إيقاف مراكبنا، ومطايانا، والسعي إلى السعادة، بالأسئلة التي تليق بهذا الشهر، مارس، الذي يشهد انقلاباً هائلاً في الطبيعة.

وعلى صعيدنا الثقافي الإماراتي، ثمة اسئلة تليق بهذا الشهر ايضاً.

ماذا بعد مهرجان دبي الدولي للشعر؟

ماذا بعد أيام الشارقة المسرحية في دورتها ال 19؟

وماذا بعد معرض أبوظبي الدولي للكتاب في ميقاته الحالي؟

وعلى مستوى أهمية هذه الأسئلة، من هي الجهة المؤهلة للإجابة عن أحد هذه الأسئلة، أو الأسئلة كلها؟ هل هو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات؟ جمعية المسرحيين؟ أم الدوائر والهيئات الثقافية المحلية في كل امارة؟ أم هم أهل القلم العربي بدولة الإمارات العربية المتحدة، بصرف النظر عن ألوان جوازات سفرهم؟

إن فكرة ان يكون لدينا موسم يعبر بالشعر والشعراء القارات والمحيطات، بعدما أسسنا بيوت الشعر، وأنشأنا مسابقات الشعر، أمر جيد وطيب.

ولكن هل دخل الشعر، بوصفه شعراً، بيوتنا من نفوسنا ذاتها؟

وهل لاحظ أحدنا، أو مجموعة منّا، التغيير الذي طرأ على “جمهور المسرح” عندنا، ليقول لنا إن أبا الفنون، عمل في مجالنا كما ينبغي له، بحيث يقول آخرون: ها نحن تماماً مثل مسرحنا.

وكيف تعامل الكتاب معه، بعدما تعاملنا معه بتلك الطريقة التي تذكر الكثيرين بالذهاب إلى سوق السمك، أو سوق الخضرة، ليلة الخميس؟

حسناً، هل صارت السيدة التي تذهب إلى “الكوافير” تحمل معها في حقيبتها كتاباً؟ وهل صار تقليداً لدى بعض العوائل الإماراتية والعربية، ملاحقة مواقيت عروض آخر الأفلام العربية، وأفلام هوليوود، وأفلام بوليوود؟!

هل أننا شعب يقرأ، حقاً؟

وكيف خلقت هذه “العملية الثقافية” منا مواطنين جدداً، بحيث تفاعلنا مع أحداثنا وظروفنا، بالطريقة التي تليق بانسان يقرأ ويكتب ويعيش؟

هل تغيرنا من الداخل؟

www.juma-allami.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 11/آذار/2009 - 13/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م