الرياضة: دواء لكل داء

النوم والرياضة خير وقاية من السرطان وامراض الشيخوخة

 

شبكة النبأ: تكمن اهمية الرياضة في كونها تولّد نتائج ايجابية تخص الحالة النفسية والجسدية معاً، وهي هنا تشكل تفوقا كبيرا على باقي انواع الاجراءات الوقائية التي عادة ما تختص بعلّة معينة دون غيرها.

وتبرز اهمية الحاجة الابدية للرياضة من ناحية انها مفيدة بل وضرورية لكل الأعمار والأجناس دون استثناء، فمثلاً، اظهرت دراسة نشرتها مجلة طبية بريطانية ان البدء في ممارسة الرياضة بعد سن الخمسين مفيد للرجال تماما مثل الاقلاع عن التدخين بل وأكثر فائدة. فيما ثبت علميا أن القيام بالتمارين الرياضية يمكن أن يقلل من نسبة حدوث مرض السرطان. بينما يتفوق عليها في الفوائد، النوم، إذ تقول دراسة حديثة أن النوم الليلي لمدة سبع ساعات على الأقل، يصل بهذه الفائدة إلى مستواها الأقصى.

بدء التمارين الرياضية بعد سن الخمسين ضروري جدا

اظهرت دراسة نشرتها مجلة طبية بريطانية ان البدء في ممارسة الرياضة بعد سن الخمسين مفيد للرجال تماما مثل الاقلاع عن التدخين.

وذكرت مجلة "بريتيش ميدكال جورنال" على موقعها على الانترنت ان الدراسة التي اجرتها جامعة اوبسالا اظهرت ان معدل حياة الرجال الذين يبدأون ممارسة التمارين الرياضية بعد سن الخميس مماثل بعد عشر سنوات لمعدل حياة الرجال الذين مارسوا التمارين الرياضية بانتظام قبل ذلك.

وشملت الدراسة 2205 رجلا في عمر الخميس عام 1970 وتم تقسيمهم الى اربع مجموعة: الاولى لا تمارس التمارين والثانية تمارس تمارين قليلة، والثالثة تمارس التمارين بشكل متوسط والرابعة بشكل كبير.وجرت متابعة هؤلاء الرجال حتى عمر 60 و 70 و77 و82.

واظهرت الدراسة ان بدء التمارين الرياضية بعد عمر الخمسين مفيد بنفس الدرجة التي يفيد بها الاقلاع عن التدخين، ولكن يجب ان تكون هذه التمارين منتظمة لمدة خمس او عشر سنوات حتى تثمر عن نتائج ايجابية.

وقالت الدراسة ان "زيادة النشاط الجسدي عند الرجال في منتصف العمر ينتج عنه انخفاض في معدل الوفيات الى نفس مستويات الرجال الذين مارسوا التمارين الرياضية باستمرار". بحسب فرانس برس.

وجاء في الدراسة ان "هذا الانخفاض يساوي ذلك المترتب على وقف التدخين".واشارت الدراسة الى ان نصف عدد الرجال الذين بلغوا منتصف العمر في الدول الغربية لا يمارسون التمارين الرياضية بانتظام.

الرياضة في الصغر تقوي عظم النساء في الكبر

ثمة دراسات تؤكد أن ممارسة النساء للرياضة في الشباب تمنح عظامهن فوائد لاحصر لها مع التقدم في السن.

فقد أظهرت دراسة حديثة، شملت نساء متقدمات في السن ممن مارسن نشاطا رياضيا كالجري، وكرة الطائرة، والتنس، وذلك خلال فترة الشباب والمراهقة، الأمر الذي منحهن فيما بعد عظاما أكثر قوة ممن لم يمارسن الرياضة على الاطلاق، أو اكتفين بممارسة رياضة السباحة فقط.

وأقترحت الدراسة أن التمارين الرياضية في سن المراهقة يمكن أن تساعد في المحافظة على عظام قوية خلال الحياة، وتعوض عن النقص الطبيعي الذي قد يحدث في قوة العظام عند النساء مع حلول سن اليأس.

هذه الدراسة التي نشرت في British Journal of sports Medicine قام خلالها الباحثون بمقارنة تأثير الرياضة في الشباب على 46 سيدة بلغن سن الضهي أو اليأس، تراوحت أعمارهن ما بين 52- 73 سنة، وذلك على مستويين: مكونات العظم العضوية، وكثافة العظم. بحسب سي ان ان.

ووجد الباحثون أن النساء اللواتي شاركن في ممارسة الرياضة (الجري، القفز، كرة اليد، كرة الطائرة) خلال المراحل الاعدادية والثانوية كانت قوة العظام لديهن أكبر من اللواتي لم يمارسن أي نوع من الرياضة.وظهر هذا واضحا في عاملين أساسيين: الكثافة والمكونات التركيبية.

ورغم عدم وجود أي فارق في كثافة العظم بين المجموعتين، إلا أنه ثبت أن تاثير الرياضة كان واضحا على مدى قوة كثافة مادة العظم الاساسية في العمود الفقري، وعظم الفخذ.

هذا وقد ذكر الباحث تاكيرو كاتو، من جامعة سوزوكا للعلوم الطبية في اليابان، أنه لم تمارس السيدات أي نوع من الرياضة خلال فترة إجراء الدراسة، مما يؤكد أن الفوائد التي يجنيها العظم من مثل هذا النشاط (ممارسة الرياضة) في فترة الشباب تستمر لأربعين سنة تالية، بل لربما أكثر.

إذا أردت الإبقاء على شباب دماغك فعليك بالرياضة

ثمة تجربة جديدة أجريت على فئران المختبرات، أثبتت أن التمارين الرياضية اليومية تحافظ على شباب الدماغ.

ومع هذا، يجب أن لا تنتظر طويلا حتى تبدأ بممارسة الرياضة، لأن تفاعل الدماغ مع هذه التمارين يقل مع مرور الزمن، ليختفي بسرعة مع الوصول إلى متوسط العمر.

هذا ما أكده مجموعة من الباحثين في مختبرات مركز يومينكو، التابع لجامعة شينغ كنغ الطبية الوطنية في تايوان. ففي السابق، وجد هؤلاء الباحثون أن الأدمغة الشابة تنتج خلايا جديدة تدفع بها إلى شبكة الدماغ الأصلية.

وبتجربة أجريت على فئران، تأكد لهم أنه مع تقدم الحيوانات بالعمر يأخذ هذا التفاعل بالتباطؤ بصورة كبيرة، مما يؤدي إلى نقص في تشكيل خلايا الدماغ الجديدة، مما يحدث حالة من ضعف الذاكرة، وقلة القدرة على التعلم.

السؤال المطروح هو: هل يمكن تحسين هذا التراجع العقلي المرتبط بالعمر من خلال ممارسة التمارين الرياضية؟

لمعرفة الاجابة على هذا السؤال، قام كو وفريقه بتدريب فئران على الجري فوق عجلات التمرين بقدرة تصل إلى 70 بالمائة من قدرتهم، وذلك بشكل يومي وعلى مدى خمسة أسابيع.

وفئران المراقبة التي لم تكن متمرنة على التمارين الرياضية، ورغم توفر جهاز الجري بالعجلات، بدأت الفئران بالتمرين في سن 8 شهور ( السن المتوسط لدى الفأر) أو في سن 12 شهرا( العمر المتوسط العادي لدى الفأر).

وتبين أن الفأر الذي يمارس الرياضة بشكل يومي ازداد نمو الخلايا الدماغية الجديدة لديه بمقدار 2.5 زيادة عن غيره من الفئران الكسولة التي احتفظ بها للمقارنة. بحسب سي ان ان.

كما تطورت لهؤلاء الفئران نسبة عالية من النورونات العصبية بصورة واضحة، واندمجت في الشبكة الأصلية للدماغ.

وتبين أن الجري على الجهاز الخاص بذلك لايزيد عدد النورونات العصبية الجديدة فحسب، بل إنه يحسن من نوعيتها أيضا.

ويضيف الباحثون أن " ممارسة الجري بصورة متواترة من شأنه أن يحرض العناصر الكيماوية الخاصة بالسن المتوسطة لمواجهة محيط يشبه ذاك الموجود في الأدمغة  الشابة."

كما تبين أن الفئران التي بدأت بممارسة الرياضة في بدايات متوسط العمر، استطاعت أن تحصل على نتائج أفضل من تلك التي ظهرت لدى الفئران التي لم تمارس الرياضة أصلا، إلا بعد بدء المرحلة المتوسطة من العمر.

ويختتم الدكتور كو دراسته، قائلا: "إن العمر المتوسط يمثل نقطة تحول مهمة جدا في الحياة."

ومن الملفت للانتباه أن التبدلات الحاصلة في الدماغ جراء ممارسة الرياضة لدى الفئران لم تنتج عن نقص في هرمونات الشدة كما سبق.

النوم والرياضة.. خير وقاية من السرطان

ثبت علميا أن القيام بالتمارين الرياضية يمكن أن يقلل من نسبة حدوث مرض السرطان. بينما يتفوق عليها في الفوائد، النوم، إذ تقول دراسة حديثة أن النوم الليلي لمدة سبع ساعات على الأقل، يصل بهذه الفائدة إلى مستواها الأقصى.

وتم الوصول إلى هذه النتيجة من خلال دراسة أجراها فريق من الباحثين في المؤسسة العالمية للسرطان بميريلاند، وتم تقديمها في اجتماع حول الوقاية من السرطان عقد في واشنطن، برعاية الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان.

وبدأت الدراسة، التي شملت 6000 سيدة، في عام 1998، حيث طلب منهن ملء استطلاع خاص حول نشاطهن الفيزيائي والعادات الرياضية، كذلك عدد ساعات النوم التي يحصلن عليها يوميا، وخلال التسع سنوات التالية سجلت إصابة 604 منهن بالسرطان.

وأظهرت الدراسة أن بين النساء ممن كان عمرهن أقل من 65 عاما، ويمارسن الرياضة بشكل منتظم لمدة ساعة يوميا، سجلت نسبة الإصابة بالسرطان لديهن أقل بحوالي 47 بالمائة من غيرهن، يدعمها حصولهن على سبع ساعات نوم كاملة في كل ليلة. بحسب فرانس برس.

الدكتور جيمس ماكلين، المشرف على الدراسة، قال: "ما نقترحه في دراستنا إنه من بين السيدات الشابات ومتوسطات العمر، كان هناك تأثيرا واضحا للرياضة والنوم في إنقاص نسبة حدوث السرطان."

وأكد ماكلين على حقيقة علمية معروفة أن فرص حدوث مرض السرطان لدى الشابات هي أصلا قليلة. وأوضح ماكلين أن هذه الفائدة لن تحدث بالحصول على القسط المناسب من النوم فقط، بل لابد من القيام بنشاط جسماني معتدل مقابل هذا القدر من الخمول أثناء النوم، أي بأختصار: " كن نشيطا.. واحصل على القدر الكافي من النوم."

كما أقترحت الدراسة في توصياتها ضرورة تغيير نمط الحياة لدى الشخص، بما يتناسب مع الفائدة الصحية المرجوة للوقاية من الأمراض عموما، وخاصة مرض السرطان.

الإرهاق الذهني يجعل التدريبات الرياضية أصعب

قال باحثون بريطانيون ان الارهاق الذهني يمكن أن يضعف قدرة الانسان على القيام بتدريبات رياضية. وأضافوا أن الاشخاص الذين قاموا بمهمة شاقة ذهنيا قبل القيام بتدريبات رياضية أصيبوا بارهاق بشكل أسرع من قيامهم بالتدريبات بعد الحصول على فترة راحة ذهنية.

وكتب صامويل ماركورا ووالتر ستايانو وفكتوريا مانينج من جامعة بانجور في ويلز في دورية جورنال اوف ابلايد فيسيولوجي Journal of Applied Physiology أن الارهاق الذهني لا يؤثر على أداء القلب أو العضلات ولكنه يؤثر على "الشعور بالجهد". بحسب رويترز.

وأضاف فريق الباحثين "دراستنا توفر أدلة جرى التوصل اليها بعد اجراء تجارب على أن الارهاق الذهني يحد من قدرة الانسان على التحمل أثناء القيام بتدريبات رياضية اذ يزيد شعوره بالاجهاد."

وأجرى الباحثون دراسة على 16 شخصا خضعوا لاختبار مرهق مدته 90 دقيقة تطلب انتباها ذهنيا كاملا أسفر عن شعور المشاركين بالتعب والخمول. بعد ذلك أجروا تدريبات على دراجة ثابتة للتمرينات الرياضية استمرت الى أن شعروا بارهاق وفي أثناء ذلك الوقت فحص الباحثون معدل ضربات القلب وعلامات حيوية أخرى لدى المشاركين. وفي يوم مختلف تابعت نفس المجموعة فيلما وثائقيا مدته 90 دقيقة قبل التدريب على الدراجة.

وتوصل الباحثون الى أن المشاركين توقفوا عن التدريب على الدراجة خلال فترة أقصر بنسبة 15 بالمئة في المتوسط عندما أجروا التدريبات بعد اصابتهم بارهاق ذهني بالرغم من أنه لم يكن هناك اختلاف يذكر فيما يتعلق بعمل القلب أو العضلات في المرتين.

وكتب الباحثون "هذا يقدم دليلا قويا على أن عمل المخ يمكن أن يحد من القدرة على التحمل."وقال الباحثون ان الخطوة المقبلة هي دراسة المخ لمعرفة على وجه التحديد السبب الذي يدفع الناس المصابين بارهاق ذهني للشعور بأن التدريبات الرياضية أصعب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9/آذار/2009 - 11/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م