التعليم في كربلاء بين الواقع المتردّي والطموح للأفضل

جدلية العلاقة بين العملية التربوية والتعليمية

عدسة وتحقيق: علي سامي المسعودي

شبكة النبأ: يعاني القطاع التعليمي في العراق كباقي القطاعات الاخرى من الارتباك والخلل وقد شهدت المرحلة التي تلت سقوط النظام البائد عام 2003 تداعيات كبيرة وخطيرة في الواقع التعليمي نتيجة الوضع الامني المتدهور الذي كان سائدا حتى نهاية عام 2008، مما انعكس بصورة سلبية على الطلبة وأدى  بالكثير منهم الى ترك مدارسهم وجامعاتهم بسبب تلك الاوضاع، مع الالتفات الى تطورات ايجابية كانت قد حصلت في مسالة المناهج الدراسية نحو طروحات اكثر وطنية وعلمية وموضوعية بعيدا عن التحزّب او الترويج لمؤسسات الحكم كالوضع الذي كان سائدا في مرحلة حكم النظام السابق.

عن الواقع التعليمي الحالي كان لـ(شبكة النبأ المعلوماتية) تساؤلات مع بعض المختصين عن سلوكيات الطلبة والمناهج التي تُدرس وهل هي بالمستوى المطلوب وماهي ابرز العوامل التي تؤدي الى نجاح الواقع التعليمي بأوجهه المختلفة...

يقول حسين كريم، مسؤول الاشراف التربوي في كربلاء، ان الواقع التعليمي في تطور مستمر ومتصاعد خصوصا بعد فترة التغيير وان الانسان بدأ يحس بقيمته وقيمة مايتعلمه، وان الوضع الامني والسياسي في افضل حالاته منذ فترة مابعد سقوط النظام البائد.

واضاف كريم لـ شبكة النبأ، ان العملية التعليمية ترتبط ارتباطا وثيقا بالعملية التربوية كما ان كل المجتمعات تسعى الى تحقيق هدف استراتيجي هو عملية نقل الموروث الاجتماعي والتقليدي وزيادة وتطوير القابلية للتمكن من تحقيق الاهداف المرجوة، اذن الهدف الاول هو الهدف التربوي، والهدف التربوي هو عملية بناء اللبنات الاساسية على اساس المنهج المتبع اي ان السياسه التربوية في محافظة كربلاء لاتبعد عن السياسة التربوية في البصرة او نينوى  ان الهدف الاستراتيجي هو تغير السلوك لاالهدف المعرفي وعندما يقترن الهدف المعرفي بالهدف السلوكي فنحن في هذه الحالة نكون قد وصلنا الى افضل النتائج.

وتابع كريم، اذن ليس الهدف المعرفي هو الاهم وانما الهدف السلوكي وهو عملية تعديل انماط السلوك اليومية لأولادنا وبناتنا ان كان فيه بعض الخلل...

الاستاذ زين العابدين جعفر، المعاون الاداري في كلية التربية بجامعة كربلاء،  قال لـ شبكة النبأ: نطمح ان تغير المناهج وفق تغير الوضع في المستوى العلمي بالنسبة للجامعات الاخرى خاصة الجامعات الاجنبية واذ قارنا جامعتنا بالجامعات العربية نرى هناك رصانة في الجامعات العراقية، إلا اننا نطمح الى المزيد نحو تقدم الافضل ونحن نريد ان نواكب التطورات العلمية التي تحث في العالم وان طبيعة الخلل الموجود في الواقع التعليمي يعود الى التدريسين انفسهم، فهم الذين يصنعون هذا الخلل وهناك سعي جاد نحو العمل الاداري المنظم والسبل العلمية  الراقية ونحو بصدد ان نرفع من مستوانا العلمي ونقضي على الثغرات التي تحدث هنا وهناك.

واضاف زين العابدين لـ شبكة النبأ، بالنسبة للمستوى العلمي للطالب فهو جيد وهذا يعتمد على ثقافة الطالب نفسه ولدينا طلبة يتمتعون بمستوى عالي وهذا شي جيد ونحن نفتخر بهذا المستوى وان الوزارة اعطت فسحة كبيرة للتدريسين اي انها وضعت آلية ومنهجية مناسِبة، وقد خصصت اموال كافية لشراء الكتب والمراجع لدعم الواقع التعليمي وبصورة اخرى، أرى ان التعليم في تطور متواصل والسنوات المقبلة سوف تشهد على ذلك.                    

اما الدكتور جعفر حسين، معاون العميد للشوؤن العلمية في كلية العلوم، فقال، برأيي ان الواقع التعليمي في العراق في أدنى مستوياته من السوء والانخفاض، وان السبل الرئيسية للارتقاء بالمستوى التعليمي هي اعادة النظر بخلفية التدريسين الموجودين بالجامعات، وعزل العناصر التي لاتصل لمواقعها بصورة شرعية.

واضاف جعفر لـ شبكة النبأ، أرى ايضا ضرورة الاهتمام بالطالب ماديا ومعنويا وتخصيص منحة مالية شهرية له، لأن كثير من الطلبة يعانون من سوء الحالة الاقتصادية كما ان كثير منهم اصبح لديهم نوع من اللامبالاة وعدم الاهتمام  بالمقررات العلمية بسبب تدني ظروفهم...

الطالب احمد كريم، اعطى رأيا مغايرا ييمل نحو التفاؤل والاشادة فقال، ان الواقع التعليمي هو افضل  بكثير من السابق والسبب هو وجود كوادر تعليمية اصبحت اكثر فعالية واكثر نشاط، واصبح الاستاذ قريب من الطالب ويفهم المعوقات التي تقف بوجهه، ولا ارى اي ارتباك بالواقع التعليمي ولكن هناك هفوات وزلات بسيطة الا وهي كيفية تعامل الاستاذ مع الطالب، وردة فعل الطالب مع الاستاذ ولكن اذا قدرنا نسبة الاندماج بين الاستاذ والطالب فسنجدها في الغالب جيدة.

حاتم كريم، طالب في كلية التربية، كان متشائما جدا فقال، اذا بقي التعليم بهذا المستوى فهو بانحطاط تقريبا والسبب يعود الى ركاكة المناهج وهذه المناهج ليست بالمستوى المطلوب، وانا أناشد الوزارة ان تشكل لجان مختصة في تطوير المناهج حتى نواكب التطور العلمي الحاصل في العالم.

عبد الهادي مونس، اعلامي قال، ان الواقع التعليمي منذ سقوط النظام السابق وحتى الان بدا يخطوا خطوات جيدة وان هناك امثلة كثيرة، فمثلا افتتحت في جامعة كربلاء (8) كليات جديدة وهذا دليل على وجود تطور علمي كبير.

اضاف مونس، ان الارتقاء بالمستوى التعليمي يجب ان يبدأ اولاً بالنهوض بواقع التعليم وكذلك الواقع الخدمي الموجود داخل المؤسسات التعليمية وان الطالب يحتاج الى محفزات خاصة وعامة، فعلى سبيل المثال الطالب يحتاج الى دعم الدولة المادي وكذلك توفير المعززات التعليمية كالمختبرات وبرامج التعليم الحديثة، واقول بصراحة ان الواقع التعليمي واقع كبير وواقع عملاق وان العراق يسموا الى مصاف الدول الكبرى ان بقي الاتجاه الحالي نحو الدعم والتوجيه. صحيح ان الكثير من الهفوات تتخلل التعليم في الوقت الحاضر ولكن بجهد الدولة الذي يجب ان يكون منصباً نحو دعم هذا القطاع سنستطيع تجاوز تلك الهفوات في السنوات المقبلة...

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 8/آذار/2009 - 10/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م