ثلاثة ملايين زائر احيوا ذكرى وفاة الامام العسكري (ع) في سامراء

 

شبكة النبأ: في مشاهدَ غاية في التاثير ومثالاً لجو الأخوة والمودة بين مكونات الطيف العراقي، احتشدَ مئات الاف العراقيين في مرقد الامامين العسكريين (عليهما السلام) في مدينة سامراء التي تبعد 125 كم شمالي بغداد لمناسبة ذكرى وفاة الامام الحسن العسكري عليه السلام. قادمين من العاصمة ومدن الوسط والجنوب العراقي...

وقال نائب محافظ صلاح الدين شمال بغداد، عبدالله حسين جبارة "ان عدد الزوار الذي زاروا مرقد الامامين لحد الان بلغ مليون و600 الف زائر، ولايزال العديد منهم لم يدخل المدينة، ومن المتوقع ان يصل العدد الى اکثر من مليوني زائر".

واضاف جبارة ان اية حوادث امنية لم تحصل وان جميع الزوار يؤدون مناسكهم ، مبينا ان كل مجموعة بعد ان تؤدي الزيارة تغادر المدينة متجهة الى بغداد عبر القطار او الباصات او حتى مشيا على الاقدام.

الى ذلك قال محافظ صلاح الدين حمد حمود الشكطي للصحافيين ان "عشرات الالاف من الزوار توافدوا الى المدينة والوضع الامني جيد فليس هناك خروقات امنية".

واضاف ان "القوات العراقية منتشرة على الطريق مع شيوخ عشائر بلد والدجيل وسامراء الى جانب قوات مجالس الاسناد ونصبوا خيما لتوزيع الطعام وتامين وسائل الراحة للزائرين اضافة الى مستشفى سامراء العام والهلال الاحمر"، مشيرا الى ان "القوة الجوية العراقية وطائرات مراقبة التابعة لها تحلق فوق سماء المدينة".

من جهته، قال اللواء رشيد فليح مدير عمليات صلاح الدين "توافد الزوار بكثافة والطريق لا يتسع السيارات لكثرة اعدادها بحيث تركها اصحابها خارج سامراء لكن هناك سيارات تنقل كبار السن الى الداخل".

بدوره، اوضح مصدر امني ان "الشارع الرئيسي المؤدي الى المرقد مكتظ بالزوار الذين يحملون اعلاما عراقية ورايات اسلامية وصورا للمرجع الاعلى اية الله علي السيستاني والصدر".

وكان مئات الالاف من الزوار قد توجهوا خلال اليومين الماضيين سيرا على الاقدام او عبر وسائط النقل من مختلف المحافظات العراقية لاداء مناسك الزيارة. بحسب رويترز.

ويذكر ان هذه اول زيارة كبيرة تشهدها مدينة سامراء بعد تفجير ضريح الامامين العسكريين في فبراير/ شباط عام 2006.

وقال محمد كمال السامرائي من اهالي المدينة "اشارك اهلي من العراقيين في زيارتهم للمرقد (...) على الرحب والسعة انهم في بلدهم وبين اهلهم".

بدوره، قال علاء مكي (27 عاما) "جئنا من كربلاء والحمد لله شاهدنا القوات العراقية منتشرة طوال الطريق والخدمات متوفرة والفضل الكبير في هذا يعود الى اهالي سامراء الذين وقفوا معنا بشجاعة وترفع ولولا مساعدتهم لا نستطيع دخول المدينة".

كما قال احمد عباس (23 عاما) "وصلنا من مدينة الصدر ووجدنا الطريق الى سامراء جيد جدا من حيث الامن (...) لا استطيع التعبير عن سروري لزيارة المدينة التي حرمنا منها طيلة اربعة اعوام".

ويداب الشيعة على ممارسة طقوس الزيارة بشكل سنوي لكن الاوضاع الامنية لم تكن تسمح بذلك في الاعوام المنصرمة.

وقد دفن الامام الحسن العسكري عليه السلام وهو الامام الحادي عشر للشيعة الاثني عشرية وعاش 28 عاما (861-889 ميلادي) بحيث استمرت فترة امامته ست سنوات، بجانب والده الامام علي الهادي عليه السلام  في سامراء.

وتم تشييد مقامين في مكان دفن الامامين وفوق القبو حيث غاب الامام الثاني عشر محمد (المهدي المنتظر) عجل الله تعالى فرجه.

وقد انتهى العمل في قبة المقامين عام 1905 وتم تغطيتها ب72 الف قطعة ذهبية. ويبلغ ارتفاعها نحو 20 مترا ومحيطها 68 مترا وبذلك فهي واحدة من اكبر القباب في العالم الاسلامي. ويبلغ ارتفاع كل من مئذنتي المقامين 36 مترا. ومقام الامامين واحد من اربع مزارات رئيسية يقدسها الشيعة في العالم.

والعتبات الاخرى الرئيسية تقع في النجف (الروضة الحيدرية او ضريح الامام علي) وكربلاء (مقام الامام الحسين واخيه غير الشقيق العباس) والكاظمية في شمال بغداد (ضريح الامام السابع موسى الكاظم وحفيده الامام التاسع جواد).

استعدادات شعبية ورسمية مشرِّفة

وكانت مدينة سامراء قد شهدت الخميس، إجراءات شعبية وأخرى رسمية مكثفة، لاستقبال  آلاف الزوار الذين يحيون ذكرى وفاة الإمام  الحسن العسكري (ع).

 وقال الشيخ خالد فليح رئيس مجلس اسناد مدينة سامراء  لوكالة أصوات العراق، ان “شيوخ ووجهاء مدينة سامراء اتفقوا على استقبال  أهلنا من الزوار الوافدين على المدينة والترحيب بهم شخصيا وتقديم كل المساعدات التي يحتاجها الزوار  من خلال نصب السرادق في جميع إحياء سامراء وعلى الطرق الخارجية وتقديم الطعام لهم وإيوائهم فيها.”

 فيما اكد مصدر امني كبير في عمليات مدينة سامراء” ان الوضع الأمني في المدينة وخارجها على الطرق الخارجية جيد جدا ولم يسجل أي خرق  امني وان عدد الزوار الواصلين الى سامراء بلغ حتى ظهر اليوم بحدود 20 الف زائر وهو اكبر عدد من الزوار يصل المدينة منذ حادث تفجير المرقدين الإثم في 2006.”

وتابع ان القوات الأمنية المشاركة في حفظ الامن في سامراء متكونة من عمليات سامراء وشرطة المدينة، فضلا عن قوات الإسناد على الطريق الدولي بغداد- تكريت،  وخاصة في المنطقة الممتدة من قضاء الدجيل وحتى مدينة سامراء، حيث انتشرت قوات الجيش العراقي والشرطة العراقية بشكل مكثف جدا.

وزاد “كما أقامت العشائر العراقية الساكنة على جانبي الطريق  السرادق والخيم  ورفعت الرايات السوداء احياء  لذكرى وفاة الامام الحسن العسكري ولتقديم المساعدة للزائرين وخاصة الذين يقومون بالزيارة مشيا على الاقدام.

ويقول ابراهيم المجمعي احد وجهاء منطقة الاسحاقي “نحن  نقيم الخيم والسرادق لمساعدة الزوار الذين يتوجهون الى سامراء ونقدم لهم الطعام والشراب منذ (الثلاثاء) ولنثبت للكل اننا شعب واحد وما تفرقنا  الطائفية الي جاء بها الاحتلال.

اما جعفر البلداوي 35سنة  والذي كان يسير وحيدا في منطقة الركة(5كلم جنوب سامراء) اخطر معاقل القاعدة في صلاح الدين سابقا، والتي شهدت مقتل واختطاف مئات المواطنين فيها، يحمل راية  كبيرة ويتوجه الى سامراء فيقول” انا نذرت نذر ان ازور سامراء مشياً من مدينتي بلد، وأود أن اشكر القوات العراقية التي أمنت الطريق والذي كان حلماً ان تمر فيه  وتخرج سالما بعد ان سيطر علية الإرهابيين  خلال الثلاث سنوات الماضية.” مثمنا “موقف العشائر الكريمة التي تقدم المساعدة وتضيف الزوار وتحميهم على طول الطريق.”

وأعلنت مديرية صحة صلاح الدين  أقصى درجات التأهب والاستعداد لتوفير كافة المستلزمات الطبية والصحية والعلاجية  للزائرين  وانتشرت مخيمات طبية على طول الطريق  جنوب سامراء تحوي مواد طبية وادوية وفرق صحية تقدم مساعداتها للزوار المتوجهين الى سامراء.

ويقول الدكتور سعد عبدالله  من صحة قضاء بلد ” بناء على تعليمات مديرية الصحة  سنقدم كافة الاحتياجات الطبية للزوار وتقرر فتح ( 14 ) مخيما طبيا لاستقبال الزوار الذين سيمثلون المسيرة المليونية في قضاء سامراء حيث تتوفر جميع الوسائل العلاجية وأمور الضيافة والتي  ستمتد هذه المخيمات من قضاء الدجيل وحتى مدينة سامراء. وتابع “كما  تم تهيئة جميع المستشفيات في المحافظة لاستقبال الحالات الطارئة و توفير سيارات الإسعاف والطعام ومركبات النقل وتوفير جميع وسائل الراحة للزائرين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 8/آذار/2009 - 10/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م