لقد كشفت الأحداث التي مرت على المجتمع السعودي انه ضحية لعدو مدمر
يسمى غير(..)، وتتحمل العديد من الجهات الحكومية والأهلية المسؤولية في
انتشار ذلك الوباء الخطير داخل جسد المجتمع السعودي، والأخطر انه ينتقل
من جيل إلى جيل، مما ساهم في وقوع العديد من الحوادث الخطيرة والمشاكل
والمعانات الأليمة، وعدم تقدم المجتمع السعودي بالشكل السليم والمأمول.
والإعلام المحلي من أهم تلك الجهات المسؤولة عن انتشار الوباء، بسبب
طريقة عمله ورسالته وتغطيته للأحداث التي مرت على الوطن والمنطقة، التي
تدل بأنه إعلام أصيل كأصالة المجتمع السعودي الذي يرى نفسه بفضل تلك
الثقافة والعدو المدمر انه مجتمع مميز غير!!
البعض يروج بشكل دائم ومتكرر ان المجتمع السعودي مجتمع غير بقية
المجتمعات في العالم. لأنه شعب أصيل قبلي متعصب لم يختلط دمه النقي
الذي يحكي عربي بأي دم غريب أعجمي (غير عربي)، يشعر انه الممثل الشرعي
للدين الإسلامي الأصيل والعروبة الأصيلة، ومن شدة إيمانه وتسامحه فهو
مستعد للتضحية بماله وروحه والاستشهاد في أي مكان ضد أي إنسان يختلف
معه في الفكر والعقيدة، ولو كان من دينه وعروبته ووطنه! شعب يفتخر
بالعادات العربية الأصيلة وان كانت جاهلية من عادات الأعراب(..)، وعقله
لازال كالحجر يرفض ظاهريا كل ما هو جديد وغريب من عالم التقنية
والتطوير والعادات والأفكار الحديثة، ومحاربة الانفتاح والحرية، بينما
في الخفاء تلك التقنية تملأ منزله المشيد حسب المواصفات الغربية
الحديثة، ويقوم بما هو غريب وعجيب من العادات والممارسات خارج الحدود،
وما يخجل من فعله أبناء تلك الدول!.
المرأة السعودية المحرومة من قيادة السيارات داخل وطنها، والأسيرة
لسائق أجنبي يعرف عنها ما لا يعرفه زوجها أو أهلها، ولا يصنف وجودها
معه في أي مكان بخلوة شرعية، بينما يتم توقيفها إذا قادت سيارتها التي
باسمها لضرورة كإنقاذ النفس، ويتم القبض عليها إذا شُهدت مع رجل في وسط
مكان عام مفتوح بين الناس وبحشمة على انه خلوة شرعية، وتمنع المرأة من
بيع الملابس النسائية الداخلية لإقرانها، ويجب أن تغطي وجهها لأنه عورة،
ولكن عندما تتجاوز المرأة السعودية الحدود تقود أفضل السيارات، ولا
يمكن للمرء أن يميزها في أناقتها عن النساء المشاركات في مسابقة الجمال!!.
ولقد اثبت الشعب السعودي انه غير باقتدار فرغم مشاكله الكثيرة
المتفاقمة وتواضع الخدمات في العديد من الوزارات وضعف البنية التحتية
والتنمية، واتساع رقعة الفقر والفقراء وعدد الذين لا يملكون منازل الذي
يقدر بأكثر من 60 بالمائة من الشعب، إلا انه مبادر محب لعمل الخير
ومساعدة المحتاجين في العالم، يتبرع بالمليارات ويساهم في بناء المدارس
والمستشفيات والمساكن والجسور، رغم غياب الجسور والتواصل وروح التسامح
بين أبنائه المواطنين، لأنه أسير أجندة التشدد والتطرف والعصبية
والقبلية والمناطقية والطائفية، أجندة ثقافة أنتجت فئات متشددة
وتكفيرية وضالة تشكل خطرا على الوطن والمواطنين.
كل ذلك وأعظم يحدث في المملكة وخارجها من قبل بعض المواطنين
الغارقين في بحر الضياع والتخبط والازدواجية، والمشتتتين بين مفرط
للتشدد والتطرف..، وبين عاشق للتحرر والانفتاح..، وبين أسير ثقافة تؤكد
بان للجدران عيون وأذان، يخاف من نقد أي شيء. في ظل صمت وعدم تحرك
الجهات المسؤولة لمعالجة الوضع الخطير، ومن تلك الجهات الإعلام المحلي
الأصيل، الذي لا يثير تلك الأحداث وتحويلها إلى قضية رأي عام، بل
يتعامل معها بتحفظ وحذر شديد وخوف لأنها ربما تصنف بأنها عملية تشويه
لسمعة الوطن والمواطنين، مفضلا الصمت، والتعامل معها بمنطق لا أرى لا
سمع لا أتكلم.. لأنها الطريقة الأسلم!
.... هذا ومازال الوباء الخطير الملقب بأسم ثقافة (غير) مستمرا في
الانتشار مؤديا إلى أضرار ومشاكل على جميع الأصعدة، وسقوط المزيد من
الضحايا من أبناء المجتمع السعودي الذي يفتخر بأنه غير، وارفع راسك أنت
سعودي!
وللكلام تتمة ...... |