ايران النووية.. حلم طهران يلوح في أفق ملبَّد بالغيوم

طغيان جدلية توقيت الحصول على النووي على كيفية منع حدوثه

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: بدأت السلطات الإيرانية التجارب التشغيلية على أول محطة للطاقة تعمل بالوقود النووي في بوشهر، والتي تم إنشاؤها بالتعاون مع روسيا، في خطوة وصفها مسؤولون إيرانيون بأنها يوم الاستقلال للجمهورية الإسلامية. وقد أجريت التجارب باستخدام وقود مزيف، يعتمد على قضبان الرصاص بدلاً من قضبان اليورانيوم، على أن يتم إجراء تجارب لاحقة باستخدام اليورانيوم المخصّب، لكن ذلك أثار حفيضة الولايات المتحدة ودعا قائد هيئة الاركان الامريكية المشتركة مولن الى القول، أن ايران اصبح لديها ما يكفي من المواد لانتاج قنبلة نووية لكن وزير الدفاع روبرت جيتس قال ان طهران ليست قريبة من امتلاك سلاح من هذا النوع...

هل تقترب ايران من امتلاك قدرة تفجير نووي؟

وصرح الاميرال مايك مولن بأنه يعتقد أن ايران لديها ما يكفي من المواد لانتاج قنبلة نووية لكن وزير الدفاع روبرت جيتس قال ان طهران ليست قريبة من امتلاك سلاح من هذا النوع. وكانا يعقّبان على تقرير لوكالة مراقبة نووية تابعة للامم المتحدة صدر الشهر الماضي جاء فيه أن ايران خزنت 1010 كيلوجرامات من اليورانيوم منخفض التخصيب وهي كمية يقول خبراء في الانتشار النووي انها تكفي نظريا لانتاج قنبلة اذا تم تحويله الى يورانيوم عالي التخصيب.

ورفضت ايران تصريحات مولن وقال متحدث باسم وزارة الخارجية "انها لا أساس لها من وجهة نظر فنية ولها دلالات دعائية."

والقاء نظرة عن كثب تكشف أن ايران تواجه مجموعة كبيرة من العقبات في الوصول الى عتبة انتاج قنبلة نووية في وقت قصير اذا كانت تتطلع الى هذا وهو الامر الذي تنفيه. فيما يلي توضيح للقضايا ذات الصلة.

- هل تملك ايران ما يكفي من المواد الخام لصنع قنبلة؟

المعلومات العلمية المتوافرة غير دقيقة. تترواح التقديرات من أقل من الف كيلوجرام بقليل الى 1700 كيلوجرام وهو التقدير التقريبي الذي يستخدمه علماء الفيزياء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. والحسابات الاعلى تصب مزيدا من التركيز على المسائل الفنية محل الشك مثل نوعية خام اليورانيوم الايراني والخسارة او الفقد الطبيعي للمادة نتيجة اخضاعها لمزيد من التخصيب. بحسب رويترز.

وتملك ايران قرابة أربعة الاف جهاز للطرد المركزي تقوم حاليا بتخصيب اليورانيوم كما أنها في طريقها الى تركيب او تشغيل الفي جهاز اخر. وبناء على القدرة الحالية للطرد المركزي ستحتاج ايران الى بضعة اشهر اضافية فحسب لجمع 1700 كيلوجرام.

- هل ايران على وشك امتلاك قنبلة نووية؟

كلا. ما لم تكن لديها منشآت سرية للتخصيب ولا توجد مؤشرات معروفة على ذلك. بخلاف هذا سيكون على ايران التغلب على سلسلة من التحديات الفنية أصعبها انتاج وقود نووي نوعي بكميات على نطاق صناعي. ويشمل هذا:

- تعديل محطة الطرد المركزي القائمة الخاصة بالتخصيب في نطنز لاعادة معالجة اليورانيوم منخفض التخصيب الى يورانيوم عالي التخصيب من الدرجة المستخدمة في انتاج الاسلحة او بناء منشآت سرية دون علم مفتشي الامم المتحدة.

- تحويل اليورانيوم عالي التخصيب الى معدن وضغطه ليصبح حجمه صغيرا بما فيه الكفاية ليدخل في مقدمة صاروخ او اي وسيلة أخرى للاطلاق.

- تصميم آلية تفجير نووية.

- القدرة على كيفية احداث تفاعل متسلسل بمصدر خارجي للنيوترونات.

- تجميع الرأس الحربية ووسيلة اطلاق يمكن الاعتماد عليها.. صاروخ على الارجح.

وقد يستغرق كل هذا ما بين عامين وخمسة أعوام ويتوقف على البراعة الفنية لايران لكن على الارجح وقتا أقل كثيرا من الاعوام العشرين التي استغرقتها ايران للحصول على المعدات والمعرفة الخاصة بالتخصيب من السوق النووية السوداء وتشغيلها.

- هل هناك عوامل مقيدة أخرى؟

أجل. سيكون من المستحيل فعليا بالنسبة لايران تحويل عملية التخصيب في نطنز الى عملية "تسلحية" دون أن تلاحظ الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذلك وتدق ناقوس الخطر حيث ان المحطة تخضع لمراقبة منتظمة من قبل المفتشين.

وتعهدت ايران بالالتزام بالتخصيب من أجل الاستخدامات المدنية للطاقة فحسب تحت مراقبة روتينية للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد قالت ان الاسلحة النووية تتعارض مع قيمها الاسلامية على الرغم من أن سجلها من الانشطة النووية السرية وفرضها قيودا على دخول مفتشي الوكالة الدولية الى مواقعها النووية أثارا الشكوك.

وبافتراض أن ايران لديها جدول أعمال لانتاج قنبلة وهو ما تنفيه فان من المرجح أن يتم اجراء التعديلات اللازمة للاستخدام في الاغراض العسكرية في مصنع سري. وسيكون من غير المتصور تقريبا أن تكتشف الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا حيث ان ايران غير ملتزمة بالبروتوكول الاضافي الخاص بالوكالة والذي يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة تتجاوز المواقع النووية المعلنة.

واذا اختارت ايران أن يصبح التخصيب لاغراض تسلحية في نطنز يرجح أن تطرد مفتشي الوكالة وتنسحب من معاهدة منع الانتشار النووي وهي خطوات قوية من شبه المؤكد أنها ستتسبب في شن هجمات اسرائيلية او امريكية لتدمير منشآتها النووية.

- هل التخصيب وامتلاك جدول أعمال لانتاج قنبلة وجهان لعملة واحدة؟

كلا. لكن المسألة ليست بهذه البساطة. تقول ايران انها لن تكرر اليورانيوم لاي غرض اخر سوى توليد الكهرباء. ولا ترقى القدرة على التخصيب على نطاق صناعي الى السعي لامتلاك سلاح نووي كما أنها حق سيادي للدول أعضاء معاهدة منع الانتشار النووي ما دام العمل مقتصرا على التطبيقات السلمية.

لكن المعضلة هي أن اكتساب البراعة في تكنولوجيا التخصيب يوفر قدرة كامنة لانتاج القنابل في المستقبل القريب. ربما يكون هذا هو كل ما تسعى اليه ايران ليكون الرادع الاكبر ضد اي هجوم ووسيلة لتأكيد نفوذها الاقليمي وما من شيء غير مشروع في امتلاك مثل هذه القدرة.

حقائق وأوهام فيما يقال عن برنامج إيران النووي 

وفي نفس السياق كتبَ روبرت دريغوس في صحيفة  ذانيشن مقالا جاء فيه: مَن يقرأ عناوين الصحف ويستمع لاخبار شبكات التلفزيون هذه الايام لابد ان ينتابه الخوف والقلق.

فبينما يُعلن مذيع شبكة »سي. ان. ان« بصوت مثير ان »ايران اصبحت جاهزة لصنع قنبلة نووية«، تقول صحيفة »نيويورك تايمز« ان »ايران نجحت في تخصيب كميات من اليورانيوم اكبر بكثير مما كان معتقدا سابقا«، وتزعم صحيفة »جيروزالم بوست« ان »لدى ايران ما يكفي من اليورانيوم الآن لصنع القنبلة«.

لكن مهلا ايها السادة، ولا تصدقوا كل هذا لانه ببساطة هراء ومحض اوهام. فما تمتلكه ايران من اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة لا يتجاوز في وزنه طنا واحدا وربما اقل او اكثر من ذلك بقليل، وهذا لا يكفي بالطبع لصنع القنبلة. اذ لكي تتمكن من ذلك على ايران اولا ان تعيد من جديد تخصيب كل تلك الكمية لتصبح من الدرجة التي يمكن استخدامها في صنع السلاح النووي وهذا لم يحدث حتى الآن.

واضاف الكاتب، كما ان كمية اليورانيوم التي بحوزة ايران اليوم تخضع لرقابة دائمة من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية مما يعني ان ايران تقف الآن امام خيارين اذا ارادت تخصيب تلك الكمية أولاً: ان تفعل ذلك امام عيون المفتشين او تطردهم وتمضي قدما في التخصيب بشكل سري.

لكن مهما اختارت سوف يعلم العالم ماذا تفعل، وسوف يستغرق ذلك وقتا طويلا ربما اشهرا عدة، هذا ان لم يكن سنة او حتى سنتين وهذا على افتراض ان كل شيء سار على ما يرام ولم يتعطل بعض اجهزة الطرد المركزي المستخدمة في عملية التخصيب.

اذاً، هل بمقدور الرئيس اوباما الاطمئنان ولو قليلا الآن؟ الحقيقة اني لست من اولئك المفرطين في التفاؤل الذين يعتقدون ان كل الايرانيين ابرياء، فانا ارى ان رجال الدين الذين يحكمون ايران يريدون »القنبلة« بل ويعتقد بعض المحللين ان رجال الدين هؤلاء يسعون بقوة وبسرعة للوصول اليها في حين يُعرب البعض الآخر عن اعتقاده ان ايران تريد ببساطة الوصول فقط الى القدرة على تصنيع القنبلة للقيام بصنعها اذا ما رأى العسكريون الايرانيون ان هناك حاجة لها فيما بعد.

على أي حال، لم تصل ايران بعد الى هذه المرحلة ولم يتخذ الايرانيون الخطوة الضرورية التالية وهي تحديدا تخصيب الوقود ليصبح من الدرجة المستخدمة في صنع السلاح النووي.

وتابع الكاتب، هذا ليس كل شيء، فنحن لسنا متأكدين تماما ما اذا كانت ايران تعرف فعلا اسرار صنع القنبلة حتى وان خصبت ما يكفي من اليورانيوم لهذا الغرض، كما ان اطلاقها قمرا اصطناعيا على صاروخ في الآونة الاخيرة لا يعني بالضرورة انها تمتلك القدرة على توجيه صاروخ يحمل رأسا نوويا، وثمة تطور مهم ايضا، فقد اعلن محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية اخيرا ان ايران لم تسرع بل ابطأت وتيرة برنامج تخصيب اليورانيوم، وذلك كمؤشر على ما يبدو لادارة اوباما الجديدة بانها تريد الحوار، ووصف البرادعي هذه الخطوة الايرانية بانها »قرار سياسي« اي ان ابطاء البرنامج لا يعود لاسباب فنية، لكن على الرغم من كل هذا، خرجت علينا صحيفة »لوس انجليس تايمز« هذا الاسبوع بعنوان يقول: »تسعى ايران الآن نحو القنبلة النووية، ووفقاً للمصادر الرسمية الامريكية«.

واضاف الكاتب، من الواضح ان الصحيفة استندت في عنوانها هذا الى مبرر ضعيف، فثمة رغبة لديها بأن تبين ان ادارة اوباما لم تعد تصدق تقرير الاستخبارات القومية الامريكية الصادر في ديسمبر 2007 الذي افاد ان ايران اوقفت العمل في برنامجها النووي العسكري، حول هذا قالت: الآن وبعد اكثر من سنة من قول وكالات الاستخبارات الامريكية ان ايران اوقفت العمل في برنامج سلاحها النووي، تبين لادارة اوباما ان ايران تسعى نحو القنبلة بالتأكيد.

غير ان هذا الزعم مجرد هراء مُطلق، فالدليل الذي تسوقه هذه الصحيفة ليس له علاقة على الاطلاق بنتيجة تقرير وكالة الاستخبارات القومية، وما ورد في تقرير الصحيفة الذي كتبته حول هذه المسألة لم يكن سوى سوء اقتباس عن تصريح كان قد ادلى به باراك اوباما خلال مؤتمر صحفي وتطرق فيه الى موضوع تطوير ايران لسلاح نووي ثم عاد وصحح ما كان قد ذكره في هذا المجال.

واستطرد الكاتب، على اي حال، لايزال هناك متسع من الوقت امام اوباما للتوصل لاتفاق مع ايران يمكن ان يتضمن قيام ايران بمساع حميدة في العراق وافغانستان ومع حماس وحزب الله بالاضافة لتعاونها في مسائل اخرى مثل ملفها النووي، وذلك كجزء من ترتيبات اوسع مع الولايات المتحدة.

ومن المؤكد على ما يبدو ان اوباما يدرك مدى اهمية مساعدة روسيا في تعامل واشنطن مع طهران، لذا تعهدت ادارته بإعادة النظر في خلافاتها مع موسكو، فقد كتب جون هيوز، الذي عمل سابقاً في وزارة الخارجية الامريكية خلال فترة ادارة الرئيس ريغان، مقالا في صحيفة كريستشن سايس مونيتور هذا الاسبوع قال فيه: تبين كل المؤشرات ان البيت الابيض سوف يتخلى الآن عن مشروع الدفاع الصاروخي الذي خططت ادارة الرئيس السابق بوش لبنائه قرب بوابة روسيا مقابل موافقة موسكو للضغط على ايران كي تنهي برنامجها النووي العسكري.

ومضى هيوز قائلاً: لكن هل تستطيع روسيا بما بقي لها من نفوذ كبير في ايران ان تؤثر على طهران لوقف برنامجها النووي العسكري؟ بالطبع، لا تميل روسيا لرؤية ايران وقد اصبحت قوة نووية في الشرق الاوسط، لكن ينبغي ان يكون الثمن الذي ستحصل عليه ملائما قبل ان تُنفق رأسمالها السياسي في منع ايران من ذلك، لذا، يتعين ان ننتظر لنرى ما اذا كان الغاء مشروع الدفاع الصاروخي الامريكي في اوروبا الشرقية ثمناً مقبولا لدى موسكو. ومهما يكن الامر من الواضح ان التوصل اتفاق مع ايران سيتطلب الكثير من الجهود الدبلوماسية المعقدة وسوف يستغرق وقتاً ايضاً.

ايران تؤكد مجددا انها لا تسعى لحيازة سلاح نووي

وجددت ايران التأكيد انها لا تسعى لحيازة سلاح نووي بعدما اكد جنرال اميركي الاحد انها تملك ما يكفي من المواد الانشطارية لانتاج قنبلة ذرية.

وقال حسن قشقوي المتحدث باسم الخارجية الايرانية خلال مؤتمر صحافي تعليقا على تصريحات رئيس اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن ان "هذه التصريحات كلها لا اساس لها".

وكان مولن قال ردا على سؤال حول ما اذا كانت طهران تمتلك ما يكفي من المواد النووية لصنع قنبلة ذرية "نعم بكل صراحة نعتقد ذلك"، في اول مرة تؤكد فيها واشنطن هذا التقييم. واكد قشقوي ان ايران لا تعتزم حيازة سلاح نووي ولا يمكنها القيام بذلك دون ان يلاحظه المجتمع الدولي. بحسب رويترز.

وقال "ليكون ذلك صحيحا من الضروري ان يحدث امران .. اولهما ان تخرج ايران من معاهدة الحد من الانتشار النووي، والثاني هو اثبات ان ايران تسعى الى الحصول على اليورانيوم العالي التخصيب".واكد قشقوي ان برنامج طهران النووي خاضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واوضح "من الناحية الفنية توجد كاميرات تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تجري اختبارات على نقاء المواد الايرانية (...) فكيف يكون ممكنا مع هذه الدرجة من المراقبة ان يتم تحويل مواد ضعيفة التخصيب الى مواد عالية التخصيب".

إيران تبدأ تجارب التشغيل لأول محطة نووية بوقود مزيّف

وبدأت السلطات الإيرانية التجارب التشغيلية على أول محطة للطاقة تعمل بالوقود النووي في "بوشهر"، والتي تم إنشاؤها بالتعاون مع روسيا، في خطوة وصفها مسؤولون إيرانيون بأنها "يوم الاستقلال" للجمهورية الإسلامية.

وقد أجريت التجارب باستخدام "وقود مزيف"، يعتمد على قضبان الرصاص بدلاً من قضبان اليورانيوم، على أن يتم إجراء تجارب لاحقة باستخدام اليورانيوم المخصب، وفقاً للمسؤولين الإيرانيين، دون أن يتم الكشف عن موعد تلك التجارب.

وجاء في بيان وزعته السلطات الإيرانية على الصحفيين في بوشهر بجنوب إيران الأربعاء، أن التجارب الأولية تعتمد على "قياس الضغط ودرجة الحرارة" في المفاعل النووي، للتأكد من أنها تسير وفق المعايير والمستويات المطلوبة.

وقال المهندس في محطة بوشهر للطاقة النووية، محسن شيرازي، لـCNN: "بالطبع نحن فخورون، محطتنا للطاقة تسير في طريقها حتى تكون جاهزة للتشغيل"، مشيراً إلى أن تلك التجارب يجري الإعداد لها منذ عشرة أيام.

وقد شارك في الإشراف على التجربة الإيرانية، رئيس وكالة الطاقة النووية الروسية، سيرغي كيريينكو، ورئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية، غلام رضا آغا زاده، وبحضور نحو 70 صحفياً رافقهم مسؤولو المحطة في جولة شملت بعض أجزائها.

وفي تصريحات للصحفيين في بوشهر، أعلن كيريينكو أن روسيا وإيران تنويان توقيع عقد قريباً حول إمدادات الوقود النووي لفترة 10 سنوات كحد أدنى، وفقاً لما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء.

يُشار إلى أن بناء محطة "بوشهر" بدأ في عام 1975 من قبل شركات ألمانية، لكن الأخيرة فسخت العقد بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران.

وفي يناير/ كانون الثاني 1995 وقع في طهران العقد الخاص بإكمال بناء المفاعل الأول للمحطة، بين شركة "زاروبيج آتوم ستروي" الروسية، ومؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية.

وكان من المتوقع أن ينجز بناء المحطة في الثامن من يوليو/ تموز عام 1999، ولكن جرى تأجيل مواعيد تشغيل المحطة، التي تم بناؤها تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، ولكن تعثر إنجازها اضطر السلطات الإيرانية لتأجيل افتتاحها عدة مرات.

لاريجاني: من المستحيل حرمان ايران من التكنولوجيا النووية

وفي نفس السياق صرح رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني امام المستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر انه من "المستحيل" حرمان ايران من التكنولوجيا النووية لاغراض مدنية.

وقال لاريجاني كبير المفاوضين سابقا حول الملف النووي في لقائه مع شرودر في طهران ان "ايران تحترم الاتفاقيات الدولية وحرمانها من الحصول على التكنولوجيا والطاقة النوويتين لاغراض سلمية مستحيل"، على ما نقل التفزيون الرسمي.

واعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير ان ايران تواصل تخصيب اليورانيوم بالرغم من قرارات مجلس الامن الدولي المطالبة بوقفها وعدم احراز اي تقدم "ملموس" في التحقيقات في برنامج نووي عسكري ايراني محتمل.

وتشتبه الولايات المتحدة ودول اخرى في الاتحاد الاوروبي في سعي ايران الى التزود بسلاح نووي، غير ان طهران تؤكد ان برنامجها مدني الاغراض فحسب.

والتقى شرودر الذي يجري زيارة خاصة الى ايران رئيس البلاد محمود احمدي نجاد ووزير خارجيتها منوشهر متكي والرئيس الاسبق علي اكبر هاشمي رفسنجاني.ورحب شرودر في لقائه مع لاريجاني "بالدور الايجابي والبناء الذي تلعبه ايران في افغانستان".

كما اشار شرودر في لقائه مع رفسنجاني ان مشاكل المنطقة لا يمكن حلها بلا "التعاون بين ايران والولايات المتحدة"، على ما نقلت وسائل الاعلام الايرانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 5/آذار/2009 - 7/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م