د. أحمد النفيس في حوار: بمعيّة القرضاوي هناك حملة تشويه كبرى للشيعة في مصر

 

شبكة النبأ: تزامنا مع هجمات الترهيب والترويع والقمع التي قامت بها سلطات النظام الوهابي المتطرف في السعودية بحق زائري مدينة الرسول (ص) من المسلمين الشيعة، كشفَ الدكتور أحمد راسم النفيس عن وجود حملة دعائية واسعة تهدف لتشويه سمعة شيعة أهل البيت في (مصر)، مشيرا إلى قيام دار العفاني للنشر بنشر كتاب تحت اسم "الخطر الشيعي الرافضي". وقال النفيس بأنه توجّهَ للقضاء لمعاقبة دار العفاني على طباعة مثل هذا الكتاب ومطالبتها بالتعويضات المعنوية والمادية.

وتسائل النفيس بقوله لماذا يُعتبر (التمويل) حقاً مشروعا حلالاً زلالاً للوهابية والوهابيين الذين ينشرون العنف والتطرف والارهاب في انحاء العالم، ولا يتمتع شيعة محمد وآل محمد بأية حقوق؟

وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته (آفاق) مع د. احمد النفيس:

* ما هي قضيتكم مع دار العفاني للنشر وكيف بدأت؟

- القضية لا تقتصر على دار العفاني حيث أن هناك حملة دعائية واسعة تهدف لتشويه سمعة شيعة أهل البيت وهذه الحملة لم تبدأ أمس ولا أول أمس بل بدأت منذ تفجر الصراع بين الإمام علي بن أبي طالب والأمويين الذين وضعوا نصب أعينهم هدف إقصاء أهل البيت ووصم أتباعهم والمتمسكين بنهجهم بشتى التهم والافتراءات بدءا من الانحراف الأخلاقي وصولا للخيانة.

الأمر من هذه الناحية ليس بجديد.

الحملة المعاصرة على الشيعة بدأت مع انتصار الثورة الإيرانية ثم الحرب التي شنها النظام الصدامي على إيران ويومها بدأنا نرى هذا النوع من الكتب الدعائية مثل كتاب (وجاء دور المجوس) وكتب المدعو إحسان إلهي ظهير وغيرها.

ما زالت هذه الحملة متواصلة وقد اكتسبت زخما إضافيا مع بدء تحشيد عرب الاعتدال ضد إيران وإطلاق ما سمي بالمحور (السني الإسرائيلي) ضد المحور الشيعي وفقا لنصيحة سيء الذكر (مارتن إنديك) ويمكنك الرجوع إلى موقع صحيفة هاآرتس بتاريخ 28-10-2006 لتقرأ هذه التوصية.

وهناك ما كتبه سيمور هيرش عن خطة بندر بن سلطان ومن ثم فنحن نعرف أن من يدير ويحرك هذه الحملة الدعائية هو هذا التحالف القذر الذي نبرئ منه الغالبية العظمى من الشعوب العربية والمسلمة كونها آخر من يعلم.

نعود لقصة العفاني هذا..

الرجل أصدر كتابا يتحدث عما أسماه الخطر الشيعي الرافضي ولا أعتقد أن ثمة جديد في الأمر فهنالك عشرات الكتب من هذا النوع التي تحمل مضمونا واحدا ونصوصا متطابقة والاختلاف الأهم بينها هو اسم الكاتب والكتاب.

طبعا هناك حملة على العبد الفقير وصولا للزعم بأني أنا (الملياردير الشيعي)!!.

طيب خليها مليونير مع حسابها بالجنيه المصري!! وعندها يمكن القبول بمناقشة الأمر وإجراء تخفيضات كبرى بنسبة 90% خاصة وأننا في موسم الأوكازيونات، ولكن (ملياردير) هذه تمثل فجورا وإمعانا في الكذب والتضليل رغم أننا في كل الحالات لا هذا ولا ذاك ولكننا لسنا معنيين بتقديم إقرار ذمة مالية لأي كان.

في سبتمبر الماضي جاء الشيخ القرضاوي إلى مصر مدشنا حملة من الافتراءات وتحدث عن مليارات وخطط وبرامج ولكنه لم يذكر أسماء بعينها ومن ثم فلم يكن لدينا فرصة للإمساك به متلبسا بالكذب عكس صاحبنا العفاني الذي ذكر اسم العبد لله وتحدث عن لائحة رواتب شهرية أقوم بتوزيعها على من أسماهم بالمتشيعين الجدد، فضلا عن وصف العبد لله بالزنديق.  لذا قررنا أن نعطيه الفرصة الثمينة التي (يتمناها) بالذهاب إلى المحكمة وإثبات ما يدعيه والقاعدة الشرعية تقول إن (البينة على من ادعى)!!.

فليتفضل الأخ العفاني ويقدم الدليل على زندقة العبد لله وليقدم للملأ صور التحويلات التي (تأتي من طهران) وصورا من إيصالات تسليم الرواتب الشهرية للمتشيعين الجدد أو حتى شهاداتهم باستلام خمسمائة دولار شهريا حسب زعمه.

ويمكنه الاستعانة بصديق ونحن نقترح عليه اسم الشيخ القرضاوي خاصة وأنه كان قد وعد على هامش أزمة سبتمبر (أيلول الأسود!!) الأخيرة بتقديم الأدلة والبراهين على صحة ما ادعاه (فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الكَاذِبُونَ) سورة النور 13.

من حقنا أن نسأل الأخ الطبيب سيد حسين العفاني من أين لك بدار للنشر في قلب القاهرة في حي الأزهر ومن الذي ينفق ويمول هذه الدار وعشرات دور النشر الوهابية، كما أن من حقنا أن نسأله ونسأل رموز هذا التيار من أين لكم بالتمويل اللازم لإنشاء عديد القنوات الفضائية ومن أين لكم التمويل اللازم لإنشاء عشرات المدارس والمستشفيات؟؟!!.

لماذا يعتبر التمويل حقا مشروعا حلالا زلالا للوهابية والوهابيين ولا يتمتع شيعة محمد وآل محمد بحق مساو؟؟!!.

أليس هذا هو الكيل بمكيالين، أليست هذه هي المعايير المزدوجة بعينها وذاتها؟!.

لماذا يفترض الأخ العفاني (مستندا لحائط السلطتين الوهابية والمصرية التي ألقت القبض على الشيعة ذات يوم واتهمتهم بالتمويل لأن أحدهم كان يمتلك قطعة أرض ثمنها مائة ألف جنيه (أي ما يوازي 25 ألف دولار وقتها) أن علينا أن نطأطئ رؤوسنا ونقدم للملأ من بني عبد الوهاب إقرارات بالفقر والحاجة والعوز صباحا ومساء وأن نعلن براءتنا من إيران وخامنئي وأحمدي نجاد وحسن نصر الله من دون أن يلزموا أنفسهم بتقديم إقرارات مشابهة ومن دون أن يكلفوا خاطرهم التوقف عن تمويل القتلة والإرهابيين الذين يفجرون الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين صباحا ومساء. ولن نطالبهم بالتبرؤ ممن ارتكب كل هذه الجرائم بدعم وإفتاء منهم ومن رموزهم في الماضي بل نطالبهم بالتوقف عن ارتكاب المزيد من الجرائم في المستقبل.

طبعا لا يفهم الأخ العفاني وكل من كان على شاكلته لماذا هناك الآن في مصر (أحمد راسم النفيس) تطبع له عديد الكتب من قبل دور للنشر ليست شيعية ولا يحزنون ويجري توزيعها رغم الحصار والتضييق والمنع داخل وخارج مصر، ولا يفهمون لماذا بعد كل هذه القرون وبعد كل حروب القمع والإبادة التي تعرض لها أهل البيت وشيعتهم ما زال هذا النهج الإسلامي الأصيل يواصل تواجده ويكسب أرضا جديدة ولا يجدون تفسيرا إلا (التمويل ثم التمويل) لأنهم لا يعرفون إلا لغة التمويل والتضليل.

لقد أجريت مسحا سريعا لموجودات بعض الجمعيات الوهابية في مصر وفقا لما هو منشور على شبكة الإنترنت وتبين بحسبة سريعة أن قيمتها تتجاوز الستة مليارات دولار وهذا أمر منطقي بالنسبة لحجم تمويل هذه الجماعات الذي تجاوز الآن ثمانين مليار دولار خلال الثلاثين عاما الماضية.

غريب أمر هؤلاء البشر!!

تموت الأسد في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله ال.........

* هل تعتبر أن إصدار مثل هذا الكتاب في هذا الوقت بالذات له دلالات معينة؟

- لا أعتقد أن الكتاب قد صدر بالأمس القريب فحملة التضليل والافتراء ماضية منذ فترة وقد بلغت قمتها بعد انتصار المقاومة في لبنان وهو ما يوحي به عنوان الكتاب.

عموما نصيحتي للجميع: فتش عن الرابط الوهابي الصهيوني وعندها يمكن لنا أن نفهم الكثير مما يجري في المنطقة والعالم وآخر هذه الأحداث هو العدوان على غزة الذي جرى بدعم من هذا الحلف.

* هل تتهم جهة او جماعة معينة بالوقوف وراء نشر هذا الكتاب؟

- يمكنك أن تأتي للقاهرة وتمر على باعة الصحف والكتب الموجودين على الأرصفة وسترى رشة جريئة من هذه الكتب التي يعتقد من يقف وراءها أنها تكفي وتفي بحاجات المسلمين الثقافية بعد أن مضى وولى عهد الفكر والفلسفة والثقافة والتدين الحقيقي وتفرغ أهل المال والسلطة لتفريخ هذا النوع من الوحوش الكاسرة العاجزة عن استخدام عقلها حيث نجحوا (بحول الله وقوته!!) في نشر تواجدهم على مساحة تمتد من وزيرستان وسجن قاعدة باغرام في أقصى الشرق وصولا إلى قاعدة غوانتانامو في أقصى الغرب.

ولكي تتعرف على الطريقة التي يفكر بها هذا الصنف من البشر يمكنك أن تطلع على ردود الأخ العفاني على جريدة اليوم السابع بتاريخ 22-2-2009  حيث (قال إن الكتاب بالفعل نفد من السوق منذ فترة لكنه على أتم استعداد لطبع 1000 نسخة جديدة منه وتوزيعها مجاناً، طالما أن الكتاب أثار غضب النفيس لهذا الحد، مؤكداً أن كل ما ورد بالكتاب من معلومات صحيحة بنسبة 100%، وأن النفيس يتلقى أموالاً من إيران وعلى اتصال دائم بحسن نصر الله وهناك مخطط للمد الشيعى فى مصر يتم تنفيذه عن طريق النفيس. كما أكد أن هناك قرى بعينها فى مصر بمحافظات الجيزة والمنصورة تشيعت بالكامل، وأن النفيس يدفع لكل متشيع راتباً شهرياً، وعن وصف النفيس بـ "الزنديق"، قال العفانى إنه بالفعل زنديق، متسائلاً "كيف يكفر الصحابة ويتهمهم بالكفر ويصف صلاح الدين بالسفاح واللص ولا نرد عليه، كيف يسمح لنفسه بتكفير الصحابه ولا نكفره". كما أكد أنه لا يبالى بالدعوة المقامة أمام النائب العام وأكد أن سهام حسين العفانى صاحبة الدار لا علاقة لها بالموضوع وأنه المسؤول الوحيد بالدار وعلى أتم الاستعداد لمواجهة النفيس وكل شيعة مصر للحفاظ على سنة الرسول وكرامة الصحابة).اعتراف واضح وصريح بالجريمة المنسوبة إليه!!. فلنذهب إذا إلى المحكمة!!.

* ما هو مطلبكم من النائب العام تجاه المسؤولين عن نشر هذا الكتاب؟

- من الناحية القانونية هناك شقّان: الأول هو طلب منع توزيع الكتاب والثاني هو دعوى السب والقذف، والمهم بالنسبة لنا هو الشق المعنوي والأدبي وهو أن نثبت أن القوم لا بضاعة لهم إلا الكذب والدجل والافتراء.

وطبعا أنا أجزم أن الرجل لم يقرأ بنفسه حرفا واحدا مما كتبته لأنه لو فعل هذا لما تورط في هذه التخرصات في كل المجالات حتى في قضية صلاح الدين الأيوبي ناهيك عن تهمة (سب وتكفير الصحابة) تلك التهمة الأزلية التي لا يقوم عليها أي دليل من الأساس.

وبالتالي فنحن سنقدم للناس الدليل المادي على أن تهمة سب الصحابة وتكفيرهم من قبل الشيعة هي تهمة زائفة ومجرد تكرار لأهازيج أموية أكل عليها الدهر وشرب، بل وبال عليها!!.

وبالتالي أرجو ألا يتخيل الأخ العفاني أنه مقصود لذاته أو لكتابه أو أنه عبقري زمانه الذي جاء في كتابه بما لم يأت به الأوائل فهو مجرد نسخة باهتة يوجد مثلها مئات النسخ وهو مجرد نموذج وتطبيق عملي على طريقة (اضرب المربوط يستحي السايب)!!.

وأخيرا هناك شق التعويض المالي وسنصر عليه لأننا بالفعل بحاجة إلى تمويل لطبع بعض الكتب ولا بأس أن نحصل على حصة مهما كانت صغيرة من أموال المسلمين المنهوبة التي تستخدم في إعاشة وتسمين هؤلاء ومساعدتهم على الاستمرار في تضليل الناس.

* ما المطلوب من الجهات المعنية في الحكومة المصرية لمنع تكرار مثل هذا الحدث؟

- لا نريد منهم إلا أن يكفوا أذاهم وأن يتركوا القانون ليأخذ مجراه لعل هذا يساهم في استعادة مكانة وهيبة الدولة التي توشك أن تتحول إلى إمارة طالبانية على يد هؤلاء ومن يمدهم في غيهم وطغيانهم.

* ماذا تقول لمن يقف وراء نشر وتأليف هذا الكتاب والكتب المماثلة   

- أقول لهم وللعفافنة القدامى والجدد ما قالته السيدة زينب في مجلس يزيد: (كد كيدك، واسعَ سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحوا  ذكرنا، ولا تميت وحينا، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد).

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/آذار/2009 - 5/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م