
شبكة النبأ: أثارت مسألة انسحاب
القوات الأمريكية من العراق التي طرحها الرئيس الامريكي باراك أوباما
في خطابه أمام الكونغرس الرأي العام، حيث عبر محللون سياسيون عن آرائهم
في أن أوباما يرسم منهجية واضحة من خلال خطته لإنهاء الحرب في العراق.
وهناك ثمة موعدا نهائيا لسحب القوات من العراق رغم نيّة الإبقاء لـ
50.000 الف جندي، وأنهاء حقبة مريرة أسفرت عن جلب الكوارث.
تفاؤل وحذر تجاه خطة أوباما
و رحب سياسيون عراقيون، بقرار الرئيس الامريكي القاضي بإنهاء الحرب
ولكن هذا التفاؤل كان حذرا. النائبة في البرلمان العراقي سميرة الموسوي
المقربة من المالكي قالت "ليس هناك شيء جديد في كلام أوباما" مضيفة أن
ذلك يأتي ضمن الاتفاقية المبرمة بين الأميركيين والعراقيين.
أما النائب مهدي الحافظ "وزير التخطيط السابق" فقد رحب بالخطوة
واعتبرها حكيمة، لأن الجنود الأميركيين سيبقون خلال فترة الانتخابات
الوطنية أواخر العام2009.
وعلى عكس هذا فأن التفاؤل أنقلب الى مخاوف هذا ما ذهب إليه رجل
الدين صلاح الحيدري التابع للسيد مقتدى الصدر الذي قال إن على الولايات
المتحدة أن تخفض وجودها الدبلوماسي في العراق.
الاكراد من جهتم أيدوا فكرة أوباما ولكن مع حذر جراء مخاوف من
اندلاع صراع مع العرب بشأن الخلافات القائمة. حيث قال الوزير في حكومة
كردستان فلاح مصطفى نريد انسحابا مسؤولا، وهذا يعني المساعدة في
التعاطي مع القضايا العالقة، معربا عن أمله بتعيين أوباما لمبعوث خاص
لحل المشكلة الكردية في العراق على المدى البعيد.
استياء الديمقراطيين
الديمقراطيين من جهتهم أعربوا عن استيائهم من قرار أوباما بإبقاء
قرابة 50.000 جندي في العراق بعد انسحاب 90.000 مطلع أغسطس/آب من العام
القادم.
و أن هذا القرار كان آخر خطوات أوباما التي خيبت آمال اليسار الذين
لديهم قناعة بأن الوجود الأميركي في العراق يجب أن ينتهي كليا.
رئيسة البرلمان نانسي بيلوسي من جهتها عبرت عن استيائها قائلة إني
لا أرى أي مبرر لوجود خمسين ألفا، وجاء ذلك مع امتعاض كل من القائد
الديمقراطي في مجلس الشيوخ هاري ريد وغيره من الديمقراطيين البارزين في
الشيوخ مثل تشارلز تشمر.
أماالجمهوريون فجاء هذا القرار مناسبا لإستراتيجيتهم، حيث قال أحد
كبار المسؤولين الجمهوريين في لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب جون
ماكهوغ إن أوباما طمأنه بأنه إذا ما تداعت الظروف الأمنية في العراق
فإن خطة الانسحاب قد تخضع للمراجعة.
معقولية خطة الانسحاب
وعلى مايبدو إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يسعى لإنجاح
إستراتيجيته بشأن العراق، و أن خطابه أمام الكونغرس يأتي ليفي على نطاق
واسع بوعوده التي قطعها أثناء حملته الانتخابية.
كما تضمن الخطاب بعض التعديلات المهمة على خططه بشأن العراق، وأعتبر
البعض أن تلك التعديلات تستحق الثناء.
وجاء من بين تلك التعديلات تمديد الرئيس جدول انسحاب قواته من
العراق من ستة عشر شهرا إلى تسعة عشر شهرا، مبقيا على 50 ألفا من
القوات متمركزة هناك.
و إن النقطة الأهم في خطاب الرئيس المتمثلة في إشارته إلى أن العراق
يشكل "أمة عظيمة" وأن مستقبل العراق لا ينفصل عن مستقبل الشرق الأوسط
بشكل عام.
وأن أوباما يهدف إلى إيجاد "حقبة جديدة من الإدارة والمشاركة" في
المنطقة تعمل على تعزيز دور الحكومة في بغداد بحيث لا يكون العراق
ملاذا آمنا "للإرهابيين".
كما يمكن لأوباما تعديل خططه بشأن العراق، إذا أشار عليه قادة قواته
بذلك، خاصة عند مواجهة أي أخطار.
....................................................................................
المركز الوثائقي والمعلوماتي في مؤسسة النبأ للثقافة
والاعلام: للاشتراك والاتصال arch_docu@yahoo.com//wwwannabaa.org |