شبكة النبأ: عرضت إيران التوقف عن
مهاجمة الجنود البريطانيين في العراق في محاولة لاكتساب الغرب للتخلي
عن معارضته لبرنامجها النووي، وتسلط هذه المعلومات التي أدلى بها
الدبلوماسي البريطاني ساورز لبرنامج وثائقي للبي بي سي أضواء جديدة على
مفاوضات الكواليس بين إيران والغرب.
وبينما أنكرت إيران أي دور فيما كان يحدث من العنف بالعراق، كان
المسؤولون البريطانييون يغلفون اتهاماتهم بالقول إن لديهم أدلة مفصلة.
والآن يكشف الديبلوماسي البريطاني ليس عن اعتراف الإيرانيين بضلوعهم
وحسب بل وعن عرض مثير للدهشة للتوقف عن هذه الهجمات في العراق مقابل
توقف الغرب عن الاعتراض على برنامج إيران النووي المثير للجدل.
وقال السير جون ساورز إن الإيرانيين عرضوا الاقتراح خلال محادثات
غير رسمية بأحد فنادق لندن.
وأضاف قائلا لبي بي سي: "اتصل عدد من الإيرانيين جاؤوا إلى لندن
واقترحوا جلسة شاي في هذا الفندق أو ذاك. إنهم يحاولون نفس الشيء في
باريس وبرلين. بعدها نقارن بين ما سجلناه."
وزاد موضحا: "كانوا يريدون الحصول على صفقة يتوقفون بموجبها عن قتل
قواتنا في العراق مقابل السماح لهم بالاستمرار في تطوير برنامجهم
النووي: ؟نتوقف عن قتلكم في العراق، وتتوقفون أنتم عن نسف العملية
السياسية هناك تسمحون لنا بالاستمرار في برنامجنا النووي دون
عراقيل."وبعد أن رفضت بريطانيا العرض استؤنفت عمليات تخصيب اليورانيوم
بعد وقت قصير.
إنه حادث واحد يكشف عن نمط من صفقات الكواليس التي أبرمت مع
الإيرانيين منذ عام 2001. ويبدو من اللقاءات مع المسؤولين الإيرانيين
والأمريكيين أن طهران ومنذ سبتمبر/ أيلول عام 2001 تعاونت عن قرب مع
الولايات المتحدة لقلب نظام طالبان في أفغانستان، وبلغ هذا التعاون حدا
كشفت فيه عن معلومات استخباراتية للأمريكين.
تصر إيران على حقها في الحصول على برنامج نووي وتتذكر هيلاري مان
وكانت عضوا في إحدى البعثات كيف ضرب مسؤول عسكري إيراني بقوة على
الطاولة للضغط على الأمريكيين حتى يغيروا الهدف.
وقالت للبي بي سي موضحة: "إنه نشر الخارطة ثم أشار إلى الأهداف التي
ينبغي أن يركز عليها الأمريكيون. ولقد حملنا معنا الخريطة إلى مركز
القيادة، واعتمدنا بالفعل هذه الخطة."
وفيما يتعلق بالعراق عرض الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي التعاون من أجل
الإطاحة بصدام حسين بحجة أن الزعيم العراقي كان عدوا لإيران أيضا.
لكن العلاقات ساءت بعد أن أدرج الرئيس السابق جورج بوش الإبن إيران
ضمن ما سماه "محور الشر". ولم تسفر محاولات الأوروبيين لفتح مفاوضات عن
أي نتيجة.
ووفقا لنيك بيرنز المكلف بالملف السياسي في وزارة الخارجية على عهد
الإدارة الأمريكية السابقة يبدو أن اللهجة المتشددة مع إيران لم تكن
مثمرة.
وقال بيرنز: " لقد أيدنا تغيير النظام، لقد فضلنا موقف التهديد خلال
عدة سنوات. ولم يؤد ذلك إلى أي نتيجة إيجابية إطلاقا."
إن لقطات البرنامج الوثائقي عن سلسلة القاءات غير الرسمية التي
أجريت على امتداد عدة سنوات وأثمرت تعاونا حقيقيا قد تبدو مشجعة. لكن
مجموعة اللقاءات الصحافية المذهلة لا تكشف عن آفاق مستقبل العلاقات وعن
إمكانية تحسنها.
وتبقى العقبة الأساسية قائمة: فكل الساسة وأصحاب القرار في إيران -حتى
الرئيس الإصلاحي الذي سيتقدم إلى انتخابات الصيف المقبل- يصرون على حق
إيران في تطوير برنامجها النووي دون عراقيل.
وفي المقابل يصر الغرب على الاعتقاد أن هذا البرنامج ستار لتطوير
سلاح نووي، ويطالب بوقف نشاط تخصيب اليورانيوم.
ويبدو أن عرض الرئيس الأمريكي بـ"ـمد يده" إذا ما قررت إيران "فك
قبضتها" غير كاف للخروج من النفق المسدود.
بريطانيا: ايران على بعد سنوات فقط من امتلاك
قدرة نووية
وفي نفس السياق قال وزير بريطاني ان بلاده تعتقد أن أمام ايران بضع
سنوات لامتلاك قدرات نووية وان بريطانيا مستعدة للمضي قدما وحدها
لتشديد العقوبات اذا دعت الضرورة. وأضاف بيل راميل وزير الدولة للشؤون
الخارجية أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان "تقديرنا هو أن ايران
يمكنها أن تكتسب قدرة (نووية) خلال سنوات وليس عقود.. وأعتقد أن العام
القادم سيكون حاسما."بحسب رويترز.
وتحدث راميل بينما قالت القوى العالمية بعد اجتماع لها في ألمانيا
انها ملتزمة بالتوصل الى حل دبلوماسي للنزاع بشأن برنامج ايران النووي
ورحبت بعرض الرئيس الامريكي باراك أوباما باجراء محادثات مباشرة مع
طهران.
وتشتبه القوى الغربية في أن الانشطة النووية الايرانية تهدف الى صنع
قنبلة ذرية لكن طهران تقول انها تقتصر على الاغراض السلمية الخاصة
بتوليد الطاقة.
وقال محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا
الاسبوع ان ايران يمكنها أن تمتلك القدرة على صنع سلاح نووي خلال فترة
تتراوح بين عامين وخمسة أعوام لكن هناك متسعا من الوقت لمعالجة المسألة.
وقال راميل ان بريطانيا تحث ايران على دراسة عرض طرحته العام الماضي
القوى العالمية الست وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا
وبريطانيا وألمانيا.
واضاف خلال جلسة بشأن أنشطة منع الانتشار النووي "أشارت الادارة
الامريكية الجديدة الى أن هذا سيكون أولوية لها. أشاروا الى أنهم
سيتحدثون مباشرة مع الايرانيين لكن في سياق يوضح أنه من غير المقبول
امتلاك ايران أسلحة نووية."يوجد هنا خيار لايران. اما المشاركة والحصول
على كل الامتيازات المتاحة من خلال عملية (القوى الست الكبرى) ... أو
مواجهة تشديد للعقوبات."
وقال ان بريطانيا تحاول التوصل الى توافق دولي بشأن العقوبات على
ايران.وقال "هذا السبب الذي كنا نعمل من أجله في مجلس الامن.. سبب
عملنا في الاتحاد الاوروبي.. لكننا أوضحنا أننا سنمضي قدما وحدنا اذا
دعت الضرورة."
وتابع قوله "يمكنني أن أؤكد لكم أن هناك رسالة قوية للغاية توجهها
الحكومة الى البنوك والى الصناعة البريطانية بشأن عدم الرغبة في
الاستثمار في ايران."
إيران: تعليق نشاط المجلس الثقافي البريطاني
غير سياسي
وقال المتحدث بإسم الحكومة الإيرانية، غلام حسين إلهام، في مؤتمر
صحفي أن بريطانيا ربما قررت تعليق نشاط المجلس الثقافي لأسباب اقتصادية،
وأن إيران لم توقف نشاط المجلس على الرغم من عدم حصوله على ترخيص
بمزاولة النشاط في إيران.
ويقول المجلس الثقافي البريطاني أن تعليق نشاطه في إيران اعتبارا من
31 يناير/كانون الثاني جاء نتيجة لتعرض موظفيه الإيرانيين للتخويف (من
قبل السلطات الإيرانية).
ونسبت بي بي سي للرئيس التنفيذي للمجلس الثقافي مارتن دفيدسون قوله
انه تم استدعاء معظم الموظفين الستة عشر الى مكتب الرئيس الإيراني في
ديسمبر/كانون الأول، وطلب منهم الاستقالة من وظائفهم.
وبرغم نفيه عرقلة الحكومة الإيرانية لعمل المجلس، الا ان المتحدث
باسمها أضاف أن الحكومة (الإيرانية) تمتلك الحق في التدخل في القضايا
الخاصة بتوظيف مواطنيها.
يشار الى أن بريطانيا هي بين الدول التي تطالب إيران بتلبية مطالب
الأمم المتحدة بشأن برنامجها النووي، فيما في ذلك تعليق نشاطات تخصيب
اليورانيوم، وهو البرنامج الذي تقول إيران إنه يهدف لتوليد الطاقة
الكهربائية، وليس لبناء ترسانة نووية عسكرية كما يقول الغرب.
شرودر ينتقد في ايران تصريحات نجاد بشأن المحرقة
وانتقد المستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر خلال زيارته لايران
تصريحات الرئيس محمود احمدي نجاد التي شكك فيها في حدوث المحرقة و في
حجمها كما جاء في موقع تابع لوكالة الانباء الايرانية.
وقال شرودر في كلمة امام غرفة التجارة والصناعة الايرانية في طهران
ان "المحرقة واقعة تاريخية ولا معنى لانكار هذه الجريمة التي لا سابق
لها" كما افاد موقع بورنا التابع للوكالة الرسمية الايرانية.
وقام المستشار الالماني السابق بزيارة خاصة الى ايران لكنه التقى
الرئيس الايراني ووزير الخارجية منوشهر متكي ورئيس البرلمان علي
لاريجاني. واشار شرودر ايضا الى وجود فرصة مع الادارة الاميركية
الجديدة لنزع فتيل التوتر مع الغرب.
وقال وفقا لوكالة مهر الايرانية للانباء "مع الادارة الاميركية
الجديدة هناك فرصة لنهج متعدد ليس حيال العالم الاسلامي فحسب وانما
حيال العالم اجمع. وهي فرصة جيدة لايران".
وقد اعرب الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما الاسبوع الماضي عن
الامل في حدوث "انفتاح" خلال "الاشهر القادمة" بين الولايات المتحدة
وايران يتيح "الجلوس الى طاولة وجها لوجه".
وتختلف الولايات المتحدة وايران، اللتان لا تقيمان علاقات دبلوماسية
منذ 1980، بشان العديد من الملفات من بينها البرنامج النووي الايراني
الذي يشتبه الغرب في انه يخفي طموحات عسكرية وتؤكد طهران انه مدني بحت.
ألمانيا تحذر إيران بمزيد من العقوبات
ولاحقا وجهت ألمانيا تحذيرا إلى ايران بأنها ستؤيد فرض عقوبات أكثر
تشددا على إيران بهدف دفعها للتخلى عن السعي لامتلاك أسلحة نووية.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال مؤتمر الأمن الأوروبي
في ميونيخ إنها ستؤيد أي تغيير في التعامل مع ايران يتبناه الرئيس
الأمريكي باراك أوباما.
وناشد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي روسيا الانضمام إلى حملة
الضغوط الدولية على إيران من أجل دفعها للتخلي عن برنامج تخصيب
اليورانيوم.
وتقول ايران إنها ترغب في الحصول على اليورانيوم لتوليد الطاقة
النووية لأغراض سلمية وليس لإنتاج أسلحة نووية.
وتقوم روسيا بإنشاء أول مفاعل نووي ايراني، ويتوقع أن يبدأ هذا
المفاعل العمل في نهاية العام الجاري إلا أنها تصر على أنه مخصص
بالكامل للأغراض السلمية ولا يمكن استخدامه لأغراض عسكرية.
وقد أكدت ميركل استعداد بلادها إجراء اتصالات مع ايران إتساقا مع
خطة الرئيس أوباما إلا أنها شددت على أنها مستعدة أيضا لتأييد فرض مزيد
من العقوبات الأكثر تشددا عليها. بحسب رويترز.
وخلال الكلمة التي ألقاها أمام المؤتمر قال الرئيس ساركوزي إن تعاون
روسيا في فرض العقوبات مسألة أساسية.
ايران تؤكد ان الفتوى بحق سلمان رشدي لا تزال
سارية
من جهة ثانية اعلنت السلطات الايرانية ان الفتوى بإهدار دم الكاتب
البريطاني سلمان رشدي والتي اصدرها اية الله الخميني قبل عشرين عاما
"لا تزال سارية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حسن قشقوي خلال مؤتمر
صحافي في طهران ان "الفتوى لم يتم الغاؤها بعد وهذا يعني انها لا تزال
سارية". بحسب فرانس برس.
واثار صدور كتاب "آيات شيطانية" لرشدي والذي اعتبر مهينا للاسلام
استياء عارما في العالم الاسلامي. وفي 14 شباط/فبراير 1989 اصدر الامام
الخميني فتوى باهدار دم رشدي ما اجبره على العيش متخفيا في ظل حماية
الشرطة لاكثر من عشرة اعوام.
وفي كانون الثاني/يناير 2005 اعلن المرشد الاعلى في ايران اية الله
علي خامنئي انه لا يزال يعتبر ان الكاتب البريطاني مرتد مؤكدا ان
الاسلام يبيح اغتياله.
وكان حصول رشدي على لقب فارس من الملكة اليزابيث الثانية العام 2007
اثار احتجاجات في دول اسلامية عدة. |