البصرة مركز العراق النفطي بين احلام الرفاهية وواقع البؤس

مراسل بريطاني.. البصرة أكثر أمناً من مانشستر

 

شبكة النبأ: فيما قال مراسل بريطاني عن انطباعه عمّا آلت اليه الاوضاع الامنية في مدينة البصرة النفطية جنوب العراق، ان البصرة الان أكثر أمناً من مدينة مانشستر البريطانية، جددَ المسؤول العراقي احمد الجلبي انطباعه عن التناقض بين الغنى النفطي الذي يزخر به البلد وبين واقع الحال البائس للمستوى المعيشي والخدمات والبنى التحتية المتهالكة..

وفي غضون ذلك حذر خبراء بيئيون، خلال ندوة علمية عقدت في مركز دراسات البصرة، من احتمالات تعرض المحافظة إلى كوارث بيئية في المستقبل القريب بسبب تراكمات التغيرات المناخية التي طرأت في جنوب العراق خلال العقود القليلة الماضية التي تخللتها العديد من الحروب والتلوث البيئي والمائي.

البصرة أكثر أمناً من مانشستر

تحت هذا العنوان كتب جيمس كوركوب تقريراً قارن فيه بين المدينتين، وكانت تكفيه للمقارنة الصورتان اللتان بدتا على صدر الصفحة؛ إحداهما لفتاتين تتسوقان في أحد محلات الملابس بالبصرة والثانية لشابين يقفان في الظلام في أحد أزقة مانشستر وقد غطيا وجهيهما وهما يقفان بالقرب من مبنى عليه كتابة جدارية.

وينقل كوركوب عن الميجر جنرال أندي سالمون قوله إنه بعد أشهر من التحسن المتواصل في الأوضاع الأمنية بالبصرة، انخفض معدل الجريمة في ثاني مدن العراق إلى أقل مما هو عليه في بعض المدن البريطانية.

ويضيف سالمون إنه بالمقارنة مع عدد السكان فإن البصرة تعتبر أكثر أمناً من مانشستر. ويقول التقرير إن البصرة شهدت 11 عملية اغتيال خلال يناير/ كانون الثاني الماضي مقارنة بـ 22 عملية خلال أكتوبر/ تشرين الأول أي بانخفاض مقداره 50 في المئة خلال ثلاثة أشهر.

وينقل كوركوب عن أحد القادة العسكريين في البصرة قوله إنه يذهب إلى وسط المدينة في أمسيات السبت، مضيفاً أن المدينة تشهد اهتمام الناس بأعمالها التجارية ولعب الأطفال في الحدائق العامة.

العراق بلاد غنية وشعب فقير

وانتقد رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي الوضع الاقتصادي السائد في العراق، معتبرا أن إنعاش الوضع الاقتصادي يكمن في النهوض بالقطاعين الزراعي والصناعي وعدم الاعتماد كلياً على عائدات النفط في رسم الموازنات المالية للبلاد.

وأوضح الجلبي في كلمة له لدى اجتماعه بعدد من شيوخ وأبناء العشائر في محافظة البصرة، أن "العراق أغنى بلد في العالم من ناحية امتلاك الثروات وبالأخص النفط والغاز لكن الشعب العراقي ما يزال من أكثر شعوب العالم فقراً"، مضيفا أن "هناك 18 حقلاً عملاقاً للنفط في العالم تسعة منها في العراق وسبعة من التسعة في محافظة البصرة".

وقال الجلبي إنه "على الرغم من ثروات البلاد فإن 80% من الأسر العراقية تعتمد في معيشتها على الرواتب التي تمنحها الدولة"، مشيرا إلى "وجود أكثر من مليوني موظف حكومي ومليون و800 ألف متقاعد".

وطالب الجلبي "الدولة العراقية بتوفير فرص عمل إنتاجية للمواطنين وأن تسعى من أجل تغيير ثقافة الاعتماد على الدولة ومؤسساتها في كسب الرزق".

وأعرب الجلبي الذي ينشط في مجال الاستثمار المصرفي فضلاً عن احترافه العمل السياسي عن اعتقاده بأن "الحل الأمثل لإنعاش الوضع الاقتصادي في العراق يكمن في دعم وتشجيع الأعمال الصناعية والتجارية والزراعية"، لان العراق حسب تعبيره أصبح "بلداً مستهلكاً بامتياز" مضيفا أن "العراق في العصر العباسي كان تعداد سكانه بحدود 30 مليون نسمة لكنهم لم يأكلوا يوماً القمح الاسترالي أو الأمريكي وإنما كانوا يتمتعون باكتفاء ذاتي أما في الوقت الحاضر فأن العراق يستورد سنوياً ما لا يقل 4 ملايين طن من القمح لان الإنتاج المحلي بالكاد يكفي لثلاثة أسابيع".

وأشار الجلبي إلى أن "النهوض بالوضع الاقتصادي يتطلب إعداد إستراتيجية متكاملة وشاملة تقوم أساسا على تشجيع الاستثمار ومن أهدافها خلق فرص عمل ضمن إطار القطاع الخاص لان العراق مازال يفتقر إلى وجود مشاريع تجارية وصناعية مربحة وفق المقاييس العالمية".

وقال الجلبي إن "ميزانية العراق لعام 2009 تعتمد على النفط بنسبة 94% في حين أن اعتماد العراق على النفط بلغ 10% في الموازنة المالية العامة لعام 1949".

يذكر أن أحمد عبد الهادي الجلبي يعد من أبرز الشخصيات السياسية المعارضة لنظام حكم صدام حسين وهو صاحب فكرة اجتثاث البعث التي أدى تطبيقها بعد عام 2003 إلى إقصاء عدد كبير من الأشخاص الذين كانوا ينتمون إلى حزب البعث عن مواقعهم الوظيفية، وشغل الجلبي منصب نائب رئيس الوزراء في التشكيلة الحكومية السابقة برئاسة إبراهيم الجعفري، لكن حزبه لم يتمكن من الفوز في الانتخابات السابقة، كما لم ينجح في الحصول على تمثيل في معظم مجالس المحافظات ومنها محافظة البصرة التي وصل إليها الجلبي منذ يومين، في زيارة الهدف منها الترويج إلى القائمة الانتخابية التي يترأسها.

خبراء بيئيون يحذرون من كوارث بيئية قد تشهدها البصرة

حذر خبراء بيئيون، خلال ندوة علمية عقدت في مركز دراسات البصرة، من احتمالات تعرض المحافظة إلى كوارث بيئية في المستقبل بسبب تراكمات التغيرات المناخية التي طرأت في جنوب العراق خلال العقود القليلة الماضية.

وقال أستاذ المناخ والتلوث البيئي في جامعة البصرة الدكتور كاظم عبد الوهاب الأسدي إن "الوضع المناخي في محافظة البصرة يوحي بإمكانية حدوث كوارث بيئية في المستقبل بسبب تسارع وتيرة التغيرات التي تطرأ على المناخ في جنوب العراق".

وأشار الأسدي، في حديث لـ نيوزماتيك إلى أن "أزمة الاحتباس الحراري التي يشهدها العالم القت بظلالها بشكل مؤثر على محافظة البصرة وأدت الى حدوث الكثير من التغيرات والتقلبات المناخية الحادة التي أسفرت حتى الآن عن تدهور القطاع الزراعي الى حد بعيد".

وقال الأسدي إن "محافظة البصرة حتى منتصف القرن الماضي كانت تشهد حدوث ظاهرة الصقيع باستمرار لكنها اختفت بشكل كامل منذ عدة سنوات، كما تراجعت ظاهرة الضباب مؤخراً الى حد النصف، وأيضاً درجة الحرارة الصغرى ارتفعت درجتين في حين أن معظم مدن العالم شهدت في السنوات السابقة ارتفاع درجة الحرارة الى سبع درجات على الأقل".

وأوضح الأسدي أن "سرعة الرياح ازدادت الى 0,4 ومعدل الرطوبة النسبية تراجع من 60% الى 40% وكذلك انخفضت كمية الأمطار بفارق كبير وغير مسبوق".

وأشار الأسدي إلى أن "تلك التغيرات سوف تؤدي إلى حدوث اختلال خطير في التكوين المناخي لمحافظة البصرة بسبب موقعها الجغرافي"، مضيفا أن "القطاع الزراعي حالياً في العراق، وفي محافظة البصرة على وجه التحديد، يدفع ثمن تلك التغيرات المناخية التي ترتبط جميعها بالتغيرات التي يشهدها المناخ العالمي".

وقال الأسدي إن "نباتات عديدة في محافظة البصرة مهددة بالانقراض في حين انقرضت فعلياً بعض الأنواع ومنها أشجار المشمش والزيتون والموز والعنب".

وطالب الدكتور الأسدي الحكومة العراقية بإنشاء "محطات متطورة للرصد الجوي والسعي باتجاه تشريع قوانين لحماية البيئة إضافة الى الإكثار من مشاريع التشجير".

وأوضح الأسدي أنه "حالياً توجد محطة واحدة للرصد الجوي في محافظة البصرة تقع في كلية الطب وهي محطة قديمة لا يمكن الاعتماد عليها في إجراء البحوث والدراسات".

وقال الأسدي إنه "ما لم تسارع الحكومة العراقية إلى تشريع قانون لحماية البيئة وتشجيع الزراعة فإن العواقب ستكون وخيمة وتدفع ثمنها الأجيال القادمة".

وفي السياق نفسه قال رئيس جامعة البصرة الدكتور علي عباس علوان إن "جامعة البصرة مقبلة على تكثيف دعمها للأبحاث المتعلقة بالجوانب البيئية والمناخية"، مشيرا إلى أن "هناك تغيرا واضحا في مناخ المحافظة لكننا بحاجة إلى دراسات وبحوث علمية تشخص بدقة مدى خطورة الأمر".

وأضاف علوان، الذي كان أحد المشاركين في الندوة، أن "القضية ليست قضية مناخ فحسب إنما تتعلق بمستقبل الأجيال اللاحقة، وعلينا أن نبذل ما بوسعنا لتشخيص الحقائق وإيجاد الحلول في إطار علمي".

وتضمنت الندوة التي عقدت في موقع جامعة البصرة في منطقة باب الزبير عددا من الدراسات والبحوث التي سلطت الضوء على الوضع المناخي والزراعي في محافظة البصرة 560 كم جنوب بغداد وحذرت جميعها من خطورة تفاقم التدهور البيئي وانحسار رقعة المساحات الخضراء.

مؤتمر يحذر من تدهور الاوضاع الصحية للأطفال في البصرة

وحذر عدد من الأطباء وخبراء التغذية في مؤتمر عقدته دائرة صحة محافظة البصرة، من تدهور الاوضاع الصحية الأطفال العراق، بسبب سوء التغذية وارتفاع نسب الاصابة بفقر الدم ونقص الوزن والتقزم.

وكشف أخصائي التغذية وطب المجتمع محسن أحمد جاسم في محاضرة قدمها في المؤتمر أن "آخر مسح أجري من قبل معهد بحوث التغذية يشير إلى أن 9% من أطفال العراق يعانون من نقص الوزن وأن 21% يعانون من التقزم و4% يعانون من الهزال". بحسب رويترز.

وأضاف جاسم أن "الدراسات المتوفرة تشير إلى أن نسبة فقر الدم لدى الأطفال العراقيين دون سن الخامسة بلغت نحو 45%"، مؤكدا أن "هناك العديد من البرامج التي تهدف إلى تطوير واقع التغذية وجميعها تنفذ من قبل وزارة الصحة بالتعاون مع وزارات التجارة والصناعة والتخطيط، فيما ينفذ بعضها تنفذ بدعم من منظمة الصحة العالمية".

ولفت أخصائي التغذية إلى أن "معهد بحوث التغذية يسعى لتقليص تلك النسب من خلال الارتقاء بواقع التغذية لاسيما بالنسبة إلى الأطفال والنساء الحوامل، من خلال تقليل فرص الإصابة بأمراض فقر الدم والأمراض الناتجة عن سوء التغذية، وخصوصاً نقص اليود وفيتامين A ، علاوة على نشر المفاهيم الصحية المتعلقة بالتغذية السليمة".

وأضاف جاسم أن "من أبرز المشاريع والبرامج التي تهدف إلى مكافحة سوء التغذية هو برنامج تطعيم ملح الطعام بمادة اليود، وبرنامج تدعيم الطحين بمادة الحديد والذي يجري العمل به منذ العام 2006 حيث استلمت المطاحن 148 جهازاً يقوم بتطعيم الطحين بالحديد بهدف الحد من مرض فقر الدم".

من جهته قال مدير صحة محافظة البصرة رياض عبد الأمير إن "مشاكل سوء التغذية تحظى باهتمام متواضع في المرحلة الراهنة، بسبب وجود مشاكل صحية كثيرة في المجتمع العراقي".

وأعرب عبد الأمير في كلمة له خلال المؤتمر، عن امله في "أن تتصدر مشاكل سوء التغذية سلم أولويات وزارة الصحة، لأنها قضية خطيرة وتتطلب جهداً كبيراً"، حسب قوله.

ويقوم معهد بحوث التغذية بين الحين والآخر بحملات وندوات إرشادية من أجل تثقيف المواطنين وأصحاب الأفران ومعامل ملح الطعام وتلاميذ المدارس، إضافة إلى كوادر المؤسسات الصحية، ويواجه المعهد بحسب المصادر المطلعة، العديد من المعوقات في عمله، ومنها قلة الكوادر التخصصية وافتقاره إلى المباني المؤثثة، فضلاً عن عدم توفر مواد التطعيم بانتظام.

صدمة وألم عند زيارة بريطاني من أصل عراقي لمسقط رأسه البصرة

محمد عباس مراسل رويترز في بغداد، ولد في البصرة وفي عام 1980 هاجر مع ابويه الى بريطانيا عندما كان يبلغ من العمر عاما واحدا، في القصة التالية يصف عباس تجربة عودته الى البصرة ولقاء عائلته للمرة الاولى: تُجادِل أسرتي في بريطانيا مع جيرانها بشأن الضوضاء لكن احدى الشكاوى لأولاد عمومتي في العراق كانت استضافة جيرانهم لمقاتلي تنظيم القاعدة المتخفّين في زي النساء!!!.

قابلت عمّاتي واعمامي وأولادهم للمرة الاولى في زيارة قمت بها في الاونة الاخيرة الى البصرة بجنوب العراق ذي الاغلبية الشيعية والتي اضطررت الى مغادرتها قبل 28 عاما للعيش في بريطانيا. كان بعض اولاد اعمامي يشبهونني وكانوا في مثل سني تقريبا لكن حياتنا مختلفة جدا.

كانت البصرة في وقت من الاوقات خط المواجهة الامامي في حرب العراق مع ايران وفرت عمتي الشيعية واولادها الخمسة في الثمانينات وذهبوا للعيش في الانبار بغرب العراق وهي محافظة ذات اغلبية سنية.

اخبرتني عمتي انهم كانوا محل ترحيب من الناس هناك الى أن بدأت أعمال العنف الطائفي بعد وقت قصير من الغزو بقيادة الولايات المتحدة للعراق عام 2003 .

حضرت مجموعة كبيرة ممن بدا أنهن نساء جميعهن ترتدين عباءات سوداء تلف اجسامهن الى باب جيرانها ثم رفعن النقاب ليتضح انهم مقاتلون ملتحون من تنظيم القاعدة.

وجاء أعضاء تنظيم القاعدة وهم من السنة وغيرهم من المسلحين السنة الذين جرى تهريب كثير منهم من دول مجاورة ليسيطروا على الانبار في ذروة أعمال العنف المناهضة للولايات المتحدة.

واضطر أبناء عمومتي الى السماح لاعضاء من تنظيم القاعدة بدخول منزلهم وتظاهروا بأنهم من السنة ومع تقديم 700 دولار لهم "كتبرع" تظاهر أعضاء القاعدة بأنهم يصدقونهم.

ومضى ابن الجيران في نسف نفسه في تفجير انتحاري فاشل ووزعت امه الحلوى احتفالا "باستشهاده".

وبلغ الحقد الطائفي درجة من السوء خرجت معها نداءات من ماذن المساجد تطالب السنة بقتل الشيعة وكان المسلحون يأتون لباب عمتي يسألون عن ابنائها ومن ثم فرت الاسرة مرة اخرى عائدة الى البصرة.

وبالنسبة لعمة اخرى وهي سنية لم تكن البصرة ملاذا. فقد اختطف أخو زوجها واحتجز مقابل فدية. وعاد وقد اوسع ضربا.

والى أن شنت حملة أمنية حكومية في مارس اذار الماضي كانت المدينة الغنية بالنفط ذات الاغلبية الشيعية تديرها الميليشيات والعصابات المسلحة.

ورغم العنف الطائفي فان عائلتي ذات الخليط الطائفي في البصرة كانت منسجمة. فكثير من العائلات في العراق تضم بين أفرادها سنة وشيعة مخالفين بذلك تصوير وسائل الاعلام للجانبين على أنهما منفصلان ويريد كل منهما دم الاخر.

لكن على طول الطريق الذي استمر ست ساعات من بغداد جنوبا تلاشى تدريجيا املي في ان تكون البصرة تلك المدينة الخضراء الغنية بالنخيل والقنوات المائية كما وصفها لي ابواي.

وبالاضافة الى الحرب العراقية الايرانية شهدت المدينة حربي الخليج الاولى والثانية وعقوبات منذ غادرها ابواي للدراسة في بريطانيا في الثمانينات. كانا معارضين للرئيس العراقي الراحل صدام حسين وقررا عدم العودة.

كنت لم اكمل عامي الاول عندما تركت البصرة. ورغم انني لا احمل ذكريات للمدينة فقد كونت صورة مما ابلغت به من زيارات اسرتي الى الشرق الاوسط. واخذت والدتي افضل ما في المنطقة وزرعت البصرة في رأسي.

ولكن كان اول ما وقعت عليه عيناي عند زيارتها الاحياء العشوائية الواقعة على مشارفها والتي كانت تسبح في برك قذرة من مياه الامطار.

وكانت اكوام القمامة على جانبي الطريق بما في ذلك جيف حصان وكلاب وجاموسة وقطط واغنام وجمل على وشك النفوق.

كانت البصرة توصف في وقت من الاوقات بأنها "فينيسيا الشرق الاوسط". ويمكنك بكثير من التخيل فيما تسد أنفك ان تكون فكرة عن ماضي المدينة التي تنتشر فيها القمامة.

تقطع الجسور العديد من القنوات لكن المياه غير نظيفة. ورغم وجود بعض النخيل الا أن الحرب مع ايران دمرت الكثير منه. وهناك ميناء شط العرب والكورنيش الخاص به لكنه مليء أيضا بالقمامة والسفن الغارقة التي يعلوها الصدأ. ويقف احد يخوت صدام على جانبه.

وكما هو الحال في انحاء العراق يرتدي اهل البصرة زيا محافظا فالنساء ترتدين الحجاب ومعظم الرجال يرتدون زيا داكن اللون اغرق البلاد صنع اغلبه في الصين.

وعندما تصفحت البوم صور عمتي شعرت بالصدمة ازاء ما وصلت اليه البصرة التي كانت مزدهرة في وقت من الاوقات. ففي الستينات والسبعينات كانت تكتسب شهرة أنها مدينة عالمية.

ولم تحسدني عائلتي في البصرة على حياتي في بريطانيا الاكثر راحة وامانا بل كانت مسرورة لاني لم امر بما مرت به.

وذات مساء اخذتني عمتي السنية الى حيث عاش ابواي في وقت من الاوقات في الجزء القديم من البصرة. وكان المكان كما وصفاه لي تماما.

اضاء القمر في تمامه فيلات كبيرة بابواب ونوافذ تتخذ شكل أقواس فيما اطلت شرفات على قناة ضيقة اسفل المنزل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 25/شباط/2009 - 29/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م