
شبكة النبأ: بينما تشير مصادر
دبلوماسية غربية الى أن مخزون إيران من يورانيوم (الكعكة الصفراء) على
وشك النفاد خلال الأشهر القليلة المقبلة، بدأت ست دول هي بريطانيا،
وفرنسا وكندا وأستراليا وألمانيا إلى جانب الولايات المتحدة، تحركات
دبلوماسية مكثفة لمنع المنتجين الرئيسيين لليورانيوم من بيعه لطهران.
ومع ذلك فقد كشف تقرير صادر عن معهد العلوم والأمن الدولي أن
العلماء الإيرانيين بلغوا مرحلة تحقيق اختراق نوعي في مجال القدرات
النووي بما يمكن أن يؤمّن لهم قدرة انتاج قنبلة أو قنبلتين أو رأسين
حربيين نوويين خلال عام من الآن.
إيران حققت تقدما في مجال القدرات النووية
وكشف تقرير صادر عن "معهد العلوم والأمن الدولي" ISIS أن العلماء
الإيرانيين بلغوا مرحلة "تحقيق اختراق نوعي في مجال القدرات النووية"،
رغم أنه يخلص إلى أن طهران لم تصل مرحلة صنع أسلحة نووية حتى الآن،
ولكنها باتت تمتلك ما يكفي من اليورانيوم متدني التخصيب لصنع سلاح نووي
واحد.
وتوصل معهد ISIS معتمداً على تحليل النتائج التي صدرت في تقرير
الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA حول البرنامج النووي الإيراني الذي
يعود تاريخه إلى 19 فبراير/ شباط الجاري.
وبحسب تقرير وكالة الطاقة الذرية، الذي نشر على موقع المعهد على
الإنترنت، فإن نوعية اليورانيوم لدى إيران تحتاج إلى مزيد من التخصيب
لصنع سلاح نووي.
كذلك خلص تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أنه في الوقت
الذي زادت فيه إيران وبصورة كبيرة عمليات تركيب وتنصيب أجهزة الطرد
المركزي التي يمكن أن تستخدم في تخصيب اليورانيوم، من 4000 جهاز إلى
5400 جهاز، فإن علماءها لم يستخدموا الأجهزة الجديدة بعد. وأشار
التقرير إلى أن هذه الأجهزة مازالت "في مرحلة البحث والتطوير."بحسب سي
ان ان.
كذلك أفاد تقرير الوكالة إلى أنه لم يتم تحقيق تقدم جوهري في مسألة
حل قضية إمكانية وجود "أبعاد عسكرية" للبرنامج النووي الإيراني، في
إشارة إلى "دراسات مزعومة" تحدثت عن أبحاث وتطوير تقوم بها إيران
لتحويل التكنولوجيا إلى سلاح.
هذا وتنكر إيران بصورة دائمة مزاعم تسليح برنامجها النووي، معتبرة
هذه المزاعم بأنها "لا أساس لها من الصحة" و"مزورة"، وتصر على أنه
برنامج للأغراض السلمية.
وكانت تقارير صدرت مؤخراً قد نقلت أن دولاً غربية بدأت تحركات دولية
محمومة للحيلولة دون حصول إيران على إمدادات جديدة من اليوارنيوم إثر
بوادر تشير إلى نفاد مخزون طهران منه.
إيران تستطيع إنتاج (الكعكة الصفراء)
من ناحية ثانية، أكد المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة
الذرية، علي أصغر سلطانية، أن مناجم اليورانيوم في إيران قادرة على
تأمين حاجة البرنامج النووي السلمي الإيراني من اليورانيوم.
وصرح سلطانية بعيد إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية آخر
تقاريرها عن الأنشطة النووية الإيرانية، أن إيران لا تواجه مشكلة في
إمدادات الوقود النووي، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي."
وقال إن مناجم اليورانيوم لدى إيران تعمل ويمكنها إنتاج "الكعكة
الصفراء."وأكد سلطانية أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا
يتضمن أي شيء جديد، مشدداً على أن إيران تتعاون كلياً مع الوكالة في
إطار معاهدة عدم الانتشار النووي والتزاماتها القانونية.
ما يفعل العالم إذا أصبحت إيران دولة نووية
وكتب روبرت فوكس مقالا في صحيفة الـ غارديان جاء فيه، مع احتفالاتها
بالذكرى الثلاثين لثورتها الاسلامية، تتخذ إيران على ما يبدو مواقف
صارمة في سياساتها ولاسيما المتلعق منها بمسألة التطور النووي.
يحدث هذا في وقت اعرب فيه الرئيس باراك أوباما عن استعداده لمد يد
الصداقة لطهران شرط ان يكون لديها استعداد مماثل.
كما بدأت المملكة المتحدة بتقديم بعض الحوافز اذا كان لدى
الإيرانيين رغبة بتعديل موقفهم ازاء امتلاك ترسانة نووية.
هذا ما بدا واضحاً على الأقل عندما تحدث وزير خارجية بريطانيا ديفيد
ميلباند في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ليبدأ مناقشة وثيقة
جديدة تحمل العنوان التالي: »إبعاد الشبح النووي: ايجاد الظروف
الملائمة للتخلص نهائيا من الاسلحة النووية«.
وبالطبع استحوذ عرض أوباما على الكثير من النقاش لانه تضمن استعداد
الولايات المتحدة لتقليص ترسانتها بمقدار %80 ليصبح لديها 1000 رأس
حربي فقط شرط ان تفعل روسيا الشيئ نفسه بالطبع.
الا ان ما اثار الشعور بالقلق خلال المناقشات كان بالتأكيد ذلك
التهديد الخطير الذي يواجهه ليس الشرق الاوسط فقط بل والعلاقات الدولية
ايضا في حال استحوذت ايران على السلاح النووي. فهذه المسألة اصبحت
مرجحة اكثر من اي وقت مضى برأي الخبراء الذين يقولون ان إيران يمكن ان
تمتلك قنبلة أو قنبلتين أو رأسين حربيين نوويين خلال عام من الآن.
ولاشك ان اطلاق إيران قمر اتصالات على صاروخ متعدد المراحل الاسبوع
الماضي اضاف المزيد من القلق لدى المعنيين بوقف الانتشار النووي فهذا
العمل يعني ان إيران تطور الآن قدرة لصنع صواريخ ذاتية الدفع ومتعددة
المراحل بحيث تستطيع القاء رؤوس حربية نووية على اسرائيل والمناطق
الشرقية من البحر الابيض المتوسط وشرقي اوروبا.
واضاف الكاتب، يبدو ان احداً بما في ذلك اسرائيل وروسيا والصين لا
يدري مايفعل ازاء امتلاك إيران مثل هذا السلاح النووي.
ففي الوقت الراهن ترتكز السياسة التي ينتهجها الرئيس أوباما ووزيرة
خارجيته هيلاري كلينتون على اساس بذل اقصى ما يمكن من جهود لجذب الرئيس
الايراني احمدي نجاد وكبار مستشاري القائد الروحي الاعلى آية الله علي
خامنئي للدخول في حوار بنّاء حول هذه المسألة.
وعلى الرغم من ان هذه الجهود لم تُسفر بعد عن شيء يذكر بسبب تعدد
مراكز اتخاذ القرار في ايران إلا انها لا تزال مستمرة ولو على مستوى
منخفض طبقا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز أخيرا.
بيد ان الرئيس اوباما أكد اكثر من مرة انه لا يمكن استبعاد اي اجراء
بما في ذلك استخدام القوة اذا استمر نظام طهران في رفض المقترحات
الدولية والكشف عن نشاطاته النووية بوضوح. هذا الموقف اكده ايضا وزير
الخارجية البريطاني كخط رسمي للدولة.
واستنتج الكاتب، غير ان الكثيرين في واشنطن ولندن يشعرون بالخوف من
اي تجعل اية ضربة لايران الموقف اكثر سوءا لان ذلك يحمل معه خطر اندلاع
صراع اقليمي أو حتى عالمي، فالرئيس بوش نفسه رفض كما يُقال مرة طلب
اسرائيل للحصول على قنابل اعماق وعلى تكنولوجيا تزويد الطائرات بالوقود
جوا وغير هذا من الاجهزة والمعدات كما رفض السماح للطائرات الاسرائيلية
بالتحليق فوق العراق.
بل وعلى الرغم من زعم سياسة اسرائيل الرسمية ان ايران هي اصل كل
الشرور بما تقدمه من دعم لحماس وحزب الله تبدو اسرائيل مترددة هي
الاخرى في استخدام القوة ضد ايران طبقا لما جاء في تعليق نشرته صحيفة
هآرتس قبل أيام قليلة.
ففي العام الماضي ذكر البروفيسور مارتن فان كريفيلد ان لدى اسرائيل
قدرة مضادة للصواريخ تمكنها من صد معظم ما يمكن ان تطلقه ايران عليها
خلال السنوات القليلة المقبلة على الاقل. وقال: اما اذا نشب تراشق
صاروخي بين البلدين فإن بلدان الخليج هي التي ستكون الضحايا على الارجح
لانها ستصبح ميدان المعركة الرئيسي عندئذ.
مسؤول امريكي: تقرير التفتيش مثار إزعاج بالغ
صرح نائب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، غوردون
دوغود، بأن الولايات المتحدة تعتبر التقرير الصادر عن فريق التفتيش
النووي الدولي الذي يبين أن لدى إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب
لصنع قنبلة نووية مثار إزعاج بالغ.
وقال دوغود في بيان تلاه يوم 19 الجاري إن تقرير الوكالة "يشير إلى
أن إيران رفضت العمل مع الوكالة بالنسبة إلى هذا الموضوع منذ آب/أغسطس،
2008"، مضيفا أنه "في غياب امتثال إيران لالتزاماتها النووية الدولية
وعدم الشفافية مع الوكالة، فإن الأسرة الدولية لا يمكن أن تثق بالطبيعة
السلمية الحصرية لبرنامج إيران" النووي.
وقال دوغود إن التقرير يشير الى أن إيران واصلت رفض تعليق نشاطاتها
النووية ذات الحساسية لناحية الانتشار النووي كما يقتضي ذلك منها مجلس
الأمن الدولي.
وقال المتحدث: "إننا نحض إيران مجددا على تعليق العمل بنشاطاتها
المتعلقة بتخصيب اليوروانيوم والماء الثقيل، وأن تصرح بالكامل الى
الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن جميع نشاطاتها الخاصة بالأسلحة
النووية وأن تيسّر عمليات التثبت من برنامجها النووي التي تقوم بها
الوكالة." وتابع قائلا: "إننا نرى في هذا التقرير فرصة أخرى تفوتها (إيران)
لتبديد الهواجس الدولية."
ايران تقلل حجم مخزون اليورانيوم لوكالة
الطاقة الذرية
وقال دبلوماسيون ان ايران قللت في الاونة الاخيرة بمقدار الثلث حجم
اليورانيوم الذي قامت بتخصيبه وان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية
التابعة للامم المتحدة يعملون مع طهران للتأكد من عدم تكرار مثل هذا
الفرق الكبير.
وتعتقد الوكالة ان التباين جاء نتيجة لخطأ فني وليس حيلة لكن
الموضوع مهم بسبب القلق حيث تنفي طهران انها تحاول سرا تطوير اسلحة
نووية.
وأظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس ان هناك
زيادة كبيرة في المخزون الذي ابلغت عنه ايران بشأن اليورانيوم منخفض
التخصيب منذ نوفمبر تشرين الثاني والذي وصل الى 1010 كيلوجرامات قال
محللون امريكيون انه يمكن تحويلها الى يورانيوم عالي التخصيب وهو ما
يكفي لصنع قنبلة واحدة.
وحتى انذاك فان الخطوات الفنية اللازمة "لصنع اسلحة" من اليورانيوم
المخصب ربما تستغرق بين عامين وخمسة اعوام. بحسب رويترز.
وكشفت الارقام الجديدة في التقرير ان ايران قللت من حجم اليورانيوم
المنخفض التخصيب الذي لديها مما اثار تساؤلات جديدة بشأن مهمة المفتشين
التي تخضع لقيود صارمة في ايران لرصد التقدم النووي الذي حققته ايران.
وقال التقرير ان المخزون الذي يبلغ 1010 كيلوجرامات يستند الى اضافة
171 كيلوجراما من الانتاج الجديد بالاضافة الى 839 كيلوجراما من
الانتاج السابق الذي تحقق منه المفتشون في نوفمبر تشرين الثاني. لكن
اخر تقرير لوكالة الطاقة الذرية في ذلك الوقت وضع الكمية عند 630
كيلوجراما استنادا الى التقدير الايراني.
وقال دبلوماسيون على علم بالموضوع ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية
خلصت الى ان التباين يرجع الى تقديرات خاطئة يمكن ان تثير تعقيدات في
عملية التخصيب ولا ترجع لاي مناورة لتحويل الانتباه عن اليورانيوم
المنخفض التخصيب.
وأكد التقرير ان كل المواد النووية التي في منشأة نطنز لتخصيب
اليورانيوم التي تقع تحت الارض في ايران باستثناء بعض النفايات
والعينات تخضع للمراقبة المنتظمة من جانب الوكالة الدولية للطاقة
الذرية.
لكن الدبلوماسيين قالوا ان حجم اليورانيوم المنخفض التخصيب المتحقق
منه يستند الى فحص المخزون الذي يقوم به المفتشون مرة واحدة كل عام.
ومن الناحية النظرية هذا يعني انه توجد مخاطر من ان أي تهريب
لليورانيوم المخصب خارج نطنز للاستخدام في موقع سري قد لا يلاحظ لبعض
الوقت.
وقال الدبلوماسيون ان مفتشي الامم المتحدة يبحثون مع ايران كيفية
تحسين سجلات التشغيل لمنع أي تكرار لهذه الفروق الكبيرة في الحسابات في
المستقبل.
وكالة الطاقة الذرية: ايران لم توقف تخصيب
اليورانيوم لكنها ابطأته
واكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران لم توقف نشاطات تخصيب
اليورانيوم التي يمكن ان تسمح بانتاج قنبلة ذرية لكنها ابطأتها.
وقالت الوكالة في تقريرها الاخير حول البرنامج النووي الايراني "خلافا
لقرارات مجلس الامن الدولي، لم تعلق ايران نشاطاتها المرتبطة
بالتخصيب".ويستخدم اليورانيوم المخصب في انتاج وقود نووي ومواد
انشطارية لقنبلة ذرية.
لكن مسؤولا كبيرا قريبا من الوكالة اكد ان نشاطات ايران في مجمع
نطنز تباطأت "الى حد كبير". واضاف "كما رأينا تباطأ النشاط بشكل كبير
منذ تقريرنا الاخير".وتابع "لم يعطوا اي تفسير او توضيح لذلك".
وقالت الوكالة انه يتم تشغيل 3964 جهازا للطرد المركزي لتخصيب
اليورانيوم في نطنز، بزيادة تبلغ 164 جهازا عما سجل في تشرين
الثاني/نوفمبر. الى ذلك، هناك 1476 جهازا يتم اختبارها بدون مواد نووية
بينما اضيف 125 جهازا لم يتم تشغيلها بعد.
واوضح التقرير ان مفتشي الوكالة تمكنوا من التحقق من ان ايران تمكنت
من جمع 938 كلغ من اليوارنيوم القليل التخصيب. وقالت ايران للوكالة
انها اضافت اليها 171 كلغ هذا الشهر.
ورغم تفاوت التقديرات، يقول المحللون ان اي كمية بين الف و1700 كلغ
تكفي لتحويلها الى يورانيوم عالي التخصيب يكفي لقنبلة واحدة.
وقال السفير الايراني لدى الوكالة علي اصغر سلطانية ان التقرير "لا
يتضمن اي جديد".واكد سلطانية من فيينا لوكالة الانباء الايرانية ان "ايران
تتعاون كليا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكن في اطار معاهدة عدم
الانتشار النووي والتزاماتها القانونية".واضاف "لا شيء سيجرى خارج هذه
التعهدات ولا يوجد سبب لمثل هذه المطالب". واضاف "ننتظر من الوكالة
الدولية ومديرها (العام محمد البرادعي) ان يعلنا عمليات التفتيش
العادية وان يضعا حدا للمناقشات المتكررة في مجلس الامناء".
وقال التقرير "للاسف ونتيجة للنقص المتواصل لتعاون ايران في ما يتصل
بالقضايا العالقة التي تثير قلقا حول الابعاد العسكرية لبرنامجها
النووي، لم تتمكن الوكالة من تحقيق تقدم بشأن هذه المسائل". |