سيدي يا رسول الله

نورك أزلي للبشرية

جعفر المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم: (ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيئ عليما) الآيه 40 من سورة الأحزاب.

ياهذه الدنيا أصيخي واشهدي

انا بغير محمد لانقتدي

سيدي يا أبا الزهراء يامن أطلقت الأرواح في فضاءات النقاء والصفاء. وأطلقت النفوس من أسر الجاهلية البغيض بأمر خالقك العظيم. أيها الحبيب الأبهى. والشفيع الأعظم، والنبي الأكرم، والمصطفى الأطهر.

يانبي العدل والهدى، والصدق والتقى، والسمو والسلام والرحمة والخلق الأعلى.

يامتمم الأخلاق, ويا نبع الرجاء، والنور الأزلي البقاء، أيها البلسم الشافي لجراحات الأمم، ويا أيتها النفس المطمئنة التي بوأها الخالق في قمة القمم، يا أيها النور البهي الذي يكشف أحلك الظلم.

سيدي يا أبا الزهراء البتول ياقرة عيون المظلومين، ونصير المستضعفين لا سعادة للبشرية ألا بذكرك، ولا خلاص لها ألا بالسير على هديك، والاقتداء بسيرتك البهية النقية المعطاء لأنك أسوتنا الحسنة الكبرى وهو أمر الخالق الجليل الذي بعثك رحمة ومنقذا وهاديا للعالمين بسم الله الرحمن الرحيم:(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) الآية 21 من سورة الأحزاب.

أيها المعلم العظيم، والنبي الكريم لو طرزت مناجاتي ونسجت كلماتي من أغلى المعادن في الدنيا، ومرغت وجهي برفاتك الطاهر وكتبت لك أروع القصائد بحقك لوجدت نفسي مقصرا وجاحدا بحقك ياسيدي وسيد كل البشر الأنقياء الذين خلق الله لهم العقول النيرة، والنفوس المهدية، فتتبعوا أثرك، واقتدوا بك وساروا على نهجك القويم، وعاشوا في رحاب خلقك العظيم. ونهلوا من رحيق صفاتك المثلى المتوهجة ألى يوم الدين.

ألم يقل فيك حبيبك ووصيك علي بن أبي طالب عليه السلام: (لقد كان رسول الله ص أجود الناس كفا، وأوسعهم صدرا, وأصدقهم لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه هابه، ومن خالطه فعرفه أحبه، لم أر مثله قبله ولا بعده) سفينة البحار.

ألم يقل فيك الشاعر حسان بن ثابت الذي عاصرك:

وأجمل منك لم تر قط عيني

وأحسن منك لم تلد النساء

خلقت مبرأ من كل عيب

كأنك قد خلقت كما تشاء

فماذا عساني وأنا الفقير في كلماتي والصغير أمام سموك وطهرك ونجابتك وعظيم صفاتك الأخرى أن أقول في حقك وفي هذه العجالة ياسيدي يارسول الله ؟؟؟

لقد أختارك الله لتبليغ هذا الدين السماوي العظيم الذي هو الأسلام دين السلام والعطف والمحبة والوئام، فكنت خير من حمل الأمانة وأدى الرسالة حتى أتاك اليقين ولو أهتدت البشرية جمعاء بنواميسه وطبقت تعاليمه لأصبحت الأرض جنة من الجنان، وفردوسا للحب والرحمة والأمان، لاانتهاك ولا ظلم ولا حقد ولا فتن ولا حروب ولا فساد ولا جبروت ولا طغيان فأين نحن الآن من سيرتك المثلى وتعاليمك السمحة الكبرى سيدي يارسول الله ؟؟؟. لقد انزلقنا في مهاوي الفرقة، وأخذتنا العزة بالأثم، وهرولنا وراء المكاسب الدنيئة، ولوثنا أنفسنا بالتهام المال الحرام لا بل راح البعض من الضالين يسفك الدماء، ويقطع رؤوس الأبرياء ويفجر نفسه بينهم وهو يصرخ بكلمة (الله أكبر) والله يتبرأ منه والأرض والسماء وكل من يملك ذرة من الوعي والحس الأنساني والضمير الحي.

فأي أسلام هذا الذي يتمشدقون به ظلما وعدوانا، وأي أسلام يبيح لوعاظ السلاطين التستر على عورات حكامهم الباغين الظالمين الذين يسخرون كل موارد الأوطان لأشباع غرائزهم وشهواتهم ؟؟ وأي أسلام هذا الذي يسمح لهم بتوريث أبناءهم وأحفادهم لظلم البلاد وهتك حرية العباد ؟؟ أنا على يقين ياسيدي ومعي كل أنسان حر شريف في هذه الدنيا أنت بريء من هؤلاء العتاة الطغاة الذين أساءوا أليك أكثر من الأعداء الجهلة الذين أرادوا النيل من شخصيتك الجليلة الطاهرة.

لقد كثر الغش، وكثر الرياء، وكثرت المفاسد، وسادت الرذائل والفحشاء التي تقف بالضد من الإسلام باسم الإسلام الذي ماجاء الا ليكرم الإنسان ويرفع من قدره لا أن يجعل منه بهيمة أو أمعة تسعى لنيل غاياتها المحرمة على حساب الملايين دون وخز للضمير أو اكتراث وكأن لسان حال هذه النفوس الشريرة التي تتبجح بالإسلام زورا وكذبا يقول لأشبع كل رغباتي المحرمة في هذه الدنيا وليكن من بعدي الطوفان.

سيدي يارسول الله يامن أدبك ربك فأحسن تأديبك يامن أخرجتنا من الظلمات ألى النور وخاطب الله أمتك العظيمة التي بعثك الله لها (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكروتؤمنون بالله)الآية 110 آل عمران.

 أتساءل كمسلم آمن بك نبيا وآمن برسالتك الهادية ويتساءل معي الملايين من الشرفاء ماذا جرى للبعض من هذه الأمة حتى لجئوا إلى انتهاج هذا السلوك الشاذ والمنحرف والبعيد كل البعد عن رسالتك العصماء؟ هذا هو حالنا اليوم نشكوه اليك يا سيدي يا رسول البشرية العظيم.

فسلام عليك يا سيدي في يوم مولدك العظيم الذي أنار الأرض ويوم انتقالك إلى الرفيق الأعلى راضيا مرضيا ويوم تولد حيا فتشفع لنا ياسيدي عند ربك العظيم. ونتوسل اليك أن تنقذنا من هذه الفتنة الكبرى التي تكاد تأخذ بخناق أمتك وتعصف بها وترميها في مهاوى الضياع.

فسلام عليك في الأولين، وسلام عليك في الآخرين، وسلام عليك إلى يوم الدين. بسم الله الرحمن الرحيم: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) الآية 69 - النساء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 25/شباط/2009 - 29/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م