يا أيُّها الفَلَكُ المَهِيْبُ قداسَةً
|
|
أعيى النُجومَ إلى عُلاكَ تَطَلُّعُ
|
يا أيها اللحنُ الذي هتَفَتْ بهِ
|
|
سوَرُ القصيدِ فآيُها لكَ تَتْبَعُ
|
يا أيُها البحرُ الذي فُتِنَتْ بهِ
|
|
سُفُنُ المَدِيحِ فما حوَتها الأشْرُعُ
|
للهِ دَرُّكَ من نشيدٍ خالِدٍ
|
|
وحِكَايَةٍ بِفَمِ المَكَارِمِ تَسْجَعُ
|
ورِوايَةٍ كَتَبَتْ بَياضَ فُصُولِها
|
|
بينَ السَدَائِمِ، والفَضَائِلِ أشْمُعُ
|
في مَخْدَعِ التوحيدِ شَعَّ هِلالُها
|
|
فبِهِ خِتَامُ فُصُولِها والمَطلَعُ
|
حمَلَتْهُ لَبْوَةُ هاشِمٍ وسَرَت بهِ
|
|
للهِ، هل تحوي الجِبالَ الأسْبُعُ؟
|
وتشَققت جُدُرُ الضُراحِ فأعذَرَت
|
|
بيتَ المُهيمِنِ إذ بِنُورِكَ يُصْدَعُ
|
(وَضَعَتهُ في حَرَمِ الإلهِ وأمْنِهِ)
|
|
وبِبُرْدَةِ البيتِ العَتِيقِ مُلَفَّعُ
|
وعلى سَنامِ العَرْشِ هَلَّ وليدُها
|
|
فجْراً يُقَبِّلُهُ السنامُ الأرْفَعُ
|
|
*** |
|
يا صِنْوَ مبعوثِ السَماءِ وخِدْنَهِ
|
|
حارَ القريضُ، فما بمدحِكَ يَصْنَعُ؟
|
مُنذُ الطُفولَةِ كُنتَ ناصرَ أحمَدٍ
|
|
والنورُ يحمِلُهُ المنارُ ويرفَعُ
|
بالدارِ كُنتَ ربيبَهُ ونَجِيَّهُ
|
|
وبدَرْبِهِ أنتَ القضيمُ الأمنَعُ
|
في الغارِ رَجْعُ صدىً لصوتِ دُعائِهِ
|
|
وبِِسَفْحِهِ أنتَ الحُسامُ الأقْطَعُ
|
في الليلِ أنتَ سُكُونُهُ ونسيمُهُ
|
|
وإذا انجَلى صُبحُ الجهِادِ فزَعزَعُ
|
أَثْقَلْتَ أملاكَ السماءِ زَنَابِقاً
|
|
فعبيرٌها مما أفَضْتَ يُضَوَّعُ
|
غَبَِطَتكَ في لَيلِ المبيتِ فجلجَلَت
|
|
أصواتُها لذُرى الخلودِ تُلَعلِعُ:
|
عَشِقَتْكَ أسرارُ المعالي، كُلَّما
|
|
قد أُفرِدَت في الناسِ فيكَ تَُجْمََّعُ
|
|
*** |
|
يا فارِسَ الهيجاءِ والسيفَ الذي
|
|
بِشَبَاهُ فُرسانُ الضَلالَةِ صُرِّعُوا
|
في يومِ "بَدْرٍ" كُنْتَ بَدْرَ سمائِها
|
|
فوق "القليبِ" وماؤُهُ يتَضَرَّعُ:
|
خضِّبْ رِشاءَكَ من دَمِ الكُفْرِ الذي
|
|
ماضِيْكَ ينزَحُهُ ورُمحُكَ يتْرَعُ
|
فحَطَمْتَ هامَةَ كُفْرِهِم وتَرَكْتَهُمْ
|
|
ذُعراً تغورُ دِماؤهم وتُرَوَّعُ
|
وبِِأُحْدَ و الأحزابِ يا ليْثَ الوَغى
|
|
أعْجَلتَ نَفْخَ الصُورِ نحوَكَ يَهْرَعُ
|
وقَتَلْتَ "عَمْرَهُمُ" ونَكَّسْتَ اللِوا
|
|
وعلى لِوائِكَ ألفُ نصرٍ يَسطَعُ
|
مِنْ قَبْلِ "خيبَرَ" لم تَرَ الدُنيا فتىً
|
|
يَدَعُ الحصونَ حواطِماً تتوَزَعُ
|
وشَطَرْتَ "مَرْحَبَهم" فماذا "مرْحَبٌ"
|
|
ما البابُ؟ ماذا (الأربَعونَ وأربَعُ)؟
|
(أأقولُ فيكَ سُمَيْدَعٌ) يا سيدي؟
|
|
(حاشا لِمِثْلِكَ أن يُقالَ سُمَيْدَعُ)
|
أعْطَيْتَ تيَّارَ البُطولَةِ رَشفَةً
|
|
وبقيْتَ أنت بها المُحيطُ الأوْسَعُ
|
|
*** |
|
يا مَجْمَعَ الأضْدَادِ والنورَ الذي
|
|
تاهَ البرايا في سَنَاهُ وضَيَّعوا
|
قُلْ لي بربِّكَ ما لأنَّاتِ الدجى؟
|
|
هذا الوجودُ بِفَيء مجدِكَ يَضرَعُ
|
ما زَفْرَةُ المِحرابِ ما هَجْرُ الكَرى؟
|
|
شوقاً إلى جنبيك عَجَّ المَضْجَعُ
|
ما عبرَةُ الأيتامِ ما الكَفُّ التي
|
|
مَسَحَتْ جَدَائِلَهُم فَجَفَّ المَدْمَعُ
|
ما ثوبُ قنبَرَ ما الرِداءُ وما بِِها
|
|
قُبَلُ الحصيرِ على خُدُودِكَ تُطْبَعُ؟
|
ما المِلحُ ما الخلُّ الذي غُمِسَت به
|
|
شُوبُ الليالي والرَزايا الوُلَّعُ
|
يا أعزَبَ الدُنيا ومِطْلاقَ الهوى
|
|
ما عادَ فيكَ لِذَي المطَامِعِ مَطْمَعُ
|
تطوي على سَغَبٍ وعِندَكَ تِبْرُها
|
|
لِيَذُوقَ من كفَّي عَطاكَ الجُوَّعُ
|
وتَجُوبُ في غَلَسٍ ومِلؤُكَ رحمَةٌ
|
|
لِتَمُرَّ طَيْفاً يشتَهِيْهِ الهُجَّعُ
|
قَصَدَتْكَ دُنياهُم فما ساوَت سِوى
|
|
نعلٍ خصيفٍ من يَمِيْنِكَ يُصْنَعُُ
|
وقطيفَةٍ رقَّعْتَها مُتَفاخِراً
|
|
هل من أميرٍ للباسِ يُرَقِّعُ؟
|
وبَقيتَ صِفْرَ الراحِ لم تملُك سِوى
|
|
كيسٍ ختَمتَ، بهِ القناعَةُ تقْنَعُ
|
رُحماكَ يا دَربَ الرشادِ وَنَهْجَهُ
|
|
تفنى الدُروبُ وذا صِراطُكَ مَهْيَعُ
|
|
*** |
|
سَتَظَلُّ ذِكْراكَ الخَصِيبَةُ مَنْهَلاً
|
|
ترتَادُهُ عُجْفُ الدُهورِ فتُمْرِعُ
|
وتَظَلُّ لَحناً لا يُحَدُّ لهُ صدىً
|
|
فلأنتَ أعذَبُ ما وَعاهُ المسمَعُ
|
وتَظَلُّ نَجماً لا يزيدُ بَرِيقَهُ
|
|
حَلَكُ اللياليَ غيرَ وَهْجٍ يَسْطَعُ
|
ويَظَلُّ سِرُّكَ قصَةً مكنونَةً
|
|
بين الإلَهِ وأحمدٍ تُستَودَعُ
|
وتَظَلُّ ليثاً لن تُرِيْعَ عرينَهُ
|
|
"حِمَمُ النسورِ" المُرْجِفاتُ الرُوَّعُ
|
ويَظَلُّ قَبْرُكَ ملجأً يهفو لــــه
|
|
خَوْفُ "الغَرِيِّ" وأمنُهُ المتَضَرِّعُ
|
سيعودُ جيشُ الكُفْرِ يسحَبُ ذيلَهُ
|
|
ويقََرُّ في المهْدِ المَروعِ الرُضَّعُ
|
فكما كفَيتَ المؤمِنِينَ قِتالَهًُم
|
|
فاكْفِ العِراقَ وأهلَهُ يا مفزَعُ
|
|
*** |
|
جُنَّتْ عُرُوقيَ واستَقامَت مِرَّتي،
|
|
من حُبِّكَ الصافِي دِمائِيَ تَجْرَعُ
|
ها قَد أتَيتُكَ في يمينيَ وَردَتي
|
|
فاسكُبْ عبيرَك فوقََها يتَضَوَّعُ
|
ومَدَدْتُ كفِّي نحو حَوضِكَ أنتَ لي
|
|
-لِجلاءِ هَمِّي- (شافِعٌ ومُشَفَّعُ)
|
يا ساقياً قتَّالَهُ اللبَنَ، اسقِني
|
|
لا لن أخيبَ وحَوضُ جُودِكَ مُترَعُ
|
سأظَلُّ أهتِفُ يا "عليٌ" كُلَّما
|
|
جَثتِ الخُطوبُ على دُروبيَ تَقبَعُ
|
وأظَلُّ بينَ عِداكَ أشْنَأُ بغيَهم
|
|
وأَصُفُّ مَدْحَكَ لُؤْلُؤاً يتَرَصَّعُ
|
أكَل التُرابُ الشانِئِينَ وحِقدَهم
|
|
و "أبو تُرابٍ" مجدُهُ يتَرعرعُ
|