تجاهل انتشار مرض الإيدز في البلدان العربية.. وفي ايران لم يعد الحديث عنه محظورا

 

التحسب من تدني وفقد السمعة الطيبة التي يعتد بها على المستويين الشخصي والاجتماعي في بلدان العالم العربي، يمكن اعتباره سبب رئيسي بتجاهل وجود فعلي يحاط بسياج من التحفظ حول حقيقة إصابة آلاف الناس بمرض الإيدز الخطير على حياة الجميع دون استثناء وهذا ما دعا (برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز) وإلى إصدار تقريره الطبي السنوي الذي حذر فيه بلهجة شديدة من عواقب وخيمة، إذا واصلت بعض الدول العربية (سياسة التعامي) عن انتشار الإيدز بين أفراد مجتمعاتها، حيث أوضح التقرير الآنف أن عدد المصابين في العالم العربي قد ازداد خلال هذه السنة 2002م (المشرفة بعد زهاء شهر من الانتهاء) بمقدار (80) ألف إصابة جديدة، وبذاك فقد وصل الحد الإجمالي – بحسب التقرير – إلى (550) ألف حالة إصابة.

وبسبب عدم اعتراف بعض السلطات العربية بجدية الوضع وخطورة ما يمكن أن يؤدي إليه انتشار أكثر لمرض الإيدز في العالم العربي، يلاحظ أن هناك حالة من التستر الرسمي على المعلومات الفعلية المتعلقة بزحف الإيدز إلى عدد من المجتمعات العربية المحافظة كما هو معروف عنها. ومن المؤكد فإن برنامج الأمم المتحدة بمكافحة الإيدز قد انتبه إلى هذه النقطة، وحذر من نقص في المعلومات الكاملة التي ينبغي أن يزود بها البرنامج المذكور من أجل المساهمة بمحاصرة مرض الإيدز في أقل مساحة اجتماعية، إذ أن التحفظ في إعطاء المعلومات الحقيقية المطلوبة، سيحجب المساعدة الدولية العلاجية والوقائية التي تساهم في الحد من عدد المصابين.

ويشير التقرير السنوي الآنف لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، رغم المعلومات غير الكاملة المتوفرة لديه عن انتشار مرض الإيدز في البلدان العربية، إلى أن المعطيات المستحصلة من عموم الوضع الصحي العربي، تدل على ارتفاع بمعدل حالات الإصابة بالإيدز التي وصلت خلال هذه السنة إلى (83) ألف حالة جديدة... كما أدى المرض حتى الآن إلى وفاة (37) ألف شخص.

وخلص تقرير برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، إلى جملة أمور أوصى بضرورة تلافي سلبياتها إينما كانت، فحول قلة عدد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في الوطن العربي، نصح التقرير المذكور أن لا يكون ذلك مدعاة للاعتقاد بأن المنطقة العربية أكثر حظاً من غيرها. وأن عدم وجود أنظمة وقاية فعالة في العالم العربي، يعرقل من تقديم إحصائيات وتوقعات يمكن الوثوق بها. لذلك يحذر التقرير من ظاهرة التغاضي عن كوارث صحية كامنة في العالم العربي، ممكن أن تطفوا على السطح بأي وقت، نظراً لغياب وسائل الرقابة الفاعلة. إلا أن التقرير يستشهد بأن الدول العربية، مثل لبنان وسوريا والأردن) التي انتهجت.. أساليب وقائية أكثر نجاعة، ركزت الاعتقاد لدى دول عربية أخرى من إمكانية تطور الأوضاع حول محاصرة عدد المصابين بمرض الإيدز بشكل اكثر دقة.

وفي دراسة قام بها فريق طبي تابع لـ (البرنامج الوطني لمحاربة الإيدز في المغرب) ظهر وجود ارتفاع في عدد حالات المصابين بالأمراض المنقولة جنسياً. ومع أن الدراسة لم توضح ماهية تلك الأمراض (وفيما إذا كان الإيدز أحدها!) ولو من باب إحصائي. إلا أن الاستنتاج المستحصل من تلك الدراسة يوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن العلاقات الجنسية الممارسة لدى شرائح اجتماعية مغربية أخرى تتم بدون الانتباه للوسائل الوقائية.

ومع الإقرار أن بعض بلدان الأقاليم العربية بدأت تدرك حجم خطورة الموقف من مرض الإيدز، وأخذت تعمل جاهدة على تعزيز وسائل الوقاية، إلا أن دراسة أنماط السلوك الشخصي في القضايا الجنسية لأسباب نفسية واجتماعية، وعدم اكتفاء القطاعات الصحية العربية بمعالجة حالات المصابين طبياً فقط، ستوصل حتماً لاتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة انتشار مرض الإيدز الخبيث، قبل أن يأخذ مداه المخيف تحت سماء الوطن العربي.

 

 

اما في ايران فان الحديث عن مرض الايدز لم يعد من الموضوعات المحظورة في ايران الاسلامية حيث العلاقات الجنسية خارج اطار الزواج ممنوعة.

فالى جانب حملات الارشاد الاعلامية باتت البرامج التلفزيونية تتطرق الى هذا الموضوع وقد عرض احدها حالة شاب اصيب بالايدز.

وبمناسبة اليوم العالمي للايدز استضاف التلفزيون والاذاعة الرسميان اطباء لشرح المرض وسبل الوقاية منه، ويفترض توزيع كتيبات بذلك على 500 الف موظف، وعلى المدرسين.

وعرض التلفزيون شهادات مصابين بالفيروس تحدثوا عن مأساتهم من دون اظهار وجوههم واقروا امام ملايين المشاهدين بانهم «اقاموا علاقات جنسية غير شرعية».

والجديد ان الصحف تحدثت اخيرا عن اعتداءات قامت بها شابتان تحملان سكينا وتهددان ضحاياهما بانهما مصابتان بالايدز لسرقتهم، كما نشرت ان مريضة بالايدز تركت لعشيقها رسالة تقول له فيها «اهلا بك في عالم مرضى الايدز»!.

وحاليا بات الواقي الجنسي يباع بشكل حر في الصيدليات او السوبر ماركت باسعار مقبولة.

ورسميا، تم احصاء 4237 حالة اصابة بالايدز بينها 4028 من الرجال، غير ان السلطات الطبية نفسها تقول ان عدد المصابين يبلغ ما بين عشرين وثلاثين الفا والايدز ينتشر بشكل رئىسي في السجون المليئة بالمدمنين على المخدرات، حيث ان 65% من ايجابيي المصل الذين تم احصاؤهم هم من المدمنين على المخدرات بالحقنة، وخصوصا في السجون.

وافيد ان اكثر من مائة الف من اصـــل 180 الف سجين في ايران، من متعاطي المخدرات والمتاجرين بها.