في الذكرى السنوية الاولى لرحيل المرجع الديني الاعلى للطائفة الشيعية آية الله العظمى الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي رضوان الله عليه

الامام الشيرازي معلم التاريخ ومرجعيته مدرسة للأجيال

كتب يوسف البحارنة

 بعد أقل من اسبوعين تمر علينا الذكرى السنوية الأولى لرحيل المرجع الأعلى للطائفة الشيعية آية الله العظمى الامام الشيرازي رضوان الله تعالى عليه، حيث ستقام مراسيم العزاء في 2 شوال 1423م الموافق 7 ديسمبر 2002م في مسجد زين العابدين في مدينة  قم المقدسة في ايران، وفي بقية دول العالم الاسلامي ودول العالم.

لقد أحدث الامام الشيرازي قدس سره فراغا كبيرا من الصعب جدا ملؤه، حيث جاء في الحديث الشريف :"اذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شيء". نعم ان الساحة الاسلامية بحاجة له في الوقت الحاضر وبحاجة لأن يرفدها بالعطاء والعلم والهداية والادارة، خصوصا وأن مرجعيته كانت المرجعية الأبوية التي كانت كالخيمة التي خيمت  بضلالها على جميع شرائح الأمة والمجتمع. وكانت محبوبة القلوب ومحبوبة الأبصار كلما نظر اليها البصر ازداد ايمانا وتقربا الى الله برؤية ذلك الوجه النوراني والرباني والالهي الذي كان يقرب الناس الى الله والى الايمان ويدفعهم باتجاه الدين والتمسك بالقيم الالهية والمناقبية والرسالية.

الا أن هذه المرجعية الناهضة التي تحملت أعباء الأمة الاسلامية وتحملت مسئولية تبليغ رسالات الله في الأرض، والتي مثلت الامتداد الطببعي لحركة الأنبياء والرسل والأئمة الأطهار قد خلفت من بعدها أساطين للعلم والفقه والجهاد والتقوى، هذه الأساطين هي الآن تتحمل مسئولية الاضطلاع بمهام المرجعية الدينية في الأمة وتحمل مسئوليات الدفاع عن الاسلام.

ويسعى تلاميذه ومن سار على دربه التعويض عنه والسير على دربه ومسيرته وانجاز ما لم يقوم الامام الراحل بانجازه من بناء حضاري مسئول. لقد خلف الامام الشيرازي من بعده مراجع عظام هم آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله وسماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله.. وهما يسعان لملء الفراغ الذي تركه المرجع الراحل لمحبيه ومقلديه. ويقومان بجهود جبارة من أجل استمرار الحركة المرجعية التي أسسها رضوان الله تعالى عليه قبل أكثر من أربعين عاما في كربلاء المقدسة.

وبعد رحيل فقيدنا الغالي ومرجعنا الكبير الامام الشيرازي فان تلامذته من المراجع والعلماء والخطباء والمثقفين والكسبة وسائر فئات المجتمع وشرائحه لا تزال تواصل دربه وطريقه مسترشدة بتلاميذه الذين تصدوا لمهام المرجعية الدينية والتزموا بنهجه وساروا على دربه بعزم وارادة ونذروا أنفسهم بنشر منظومته الفكرية المتميزة والرائدة وبيانها الى الناس وسعوا منذ اللحظة الأولى لرحيله بتحمل مسئولية التثقيف العملي لمختلف أبعاد شخصيته الفذة والجبارة وتعريفها للمسلمين في العالم.

ونحن الرساليون السائرون على منهج الامام الشيرازي الراحل من طلبة وعلماء دين واساتذة أفاضل في الحوزات العلمية والمقلدون له والسالكون لدربه وطريقه مسئولين أمام الله وأمام التاريخ بأن نرفع العلم الذي رفعه المرجع الراحل والسير على نفس النهج والخط الرسالي والالهي باتباع علمائنا ومراجعنا الربانيين، الذي حافظوا على الوحدة الاسلامية وتحملوا مسئولية السير على هذا الخط وهذا الطريق الالهي والرباني لاحياء معارف أهل البيت عليهم الصلاة والسلام وبيان حقائق مدرسة الامام الشيرازي الفقهية والعلمية والفكرية والثقافية والسياسية للعالم وايصالها لأبناء الأمة الاسلامية لكي يسترشدوا بهداها، هذه المرجعية المؤسساتية الرشيدة التي كانت بحق مجددة للدين والمذهب.

ان المسئولية الشرعية والتاريخية تحتم على جميع المؤمنين والمخلصين من الرساليين لهذه المرجعية أن يسعوا لاحياء هذه المناسبة وهذه الفاجعة الأليمة باحياء أفكاره وتوجهاته وتعريف مدرسته واستراتيجيته في العمل الاسلامي والرسالي للأجيال المعاصرة والأجيال القادمة، ويكتبوا سفرها الخالد بأحرف من نور,  هذه المرجعية الربانية التي لن يخمد وهجها بتقادم الزمان وتعاقب الأجيال باذن الله.

ان مدرسة الامام الشيرازي الراحل رضوان الله تعالى عليه هي مدرسة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، مدرسة الاسلام المحمدي الوجود، العلوي التربية، الحسيني البقاء، والتي طالما بذل المرجع الراحل جهدا جبارا لتأصيلها فكرا ومنهجا وممارسة.

ان احياء الذكرى السنوية الخالدة للمرجع الشيرازي الراحل تحتم علينا أن تكتب أقلامنا عن حياة هذا الامام الهمام وعن هذه الشخصية التاريخية الفذة التي حيرت القلوب والأبصار بأخلاقها وتواضعها وعلمها الواسع الذي كان بحرا زخارا سوف تخلده الأجيال القادمة بعد أن تتعمق في علومه ومعارفه.

وكما جاء في بيان مؤسسة الامام الشيرازي  رضوان الله تعالى عليه العالمية (مكتب الثقافة والاعلام) في واشنطن  في 8/شعبان 1423 هجريه  في هذا الصدد ومن أجل احياء هذه المناسبة في ذكراها السنوية الأولى بما يليق ومقام المرجعية الشامخ للامام الشيرازي فاننا نضم صوتنا مع بيان واعلان هذه المؤسسة التي اقترحت التالي :

-أولا : تشكيل غرفة عمليات مشتركة في كل موقع في العالم لتبني أحياء هذه الذكرى.

- ثانيا: إقامة الاحتفالات التأبينية والسعي لإشراك اكبر عدد ممكن من الشخصيات في برامجها.

- ثالثا: كتابة المقالات وبمختلف أشكالها وموادها، والسعي لنشرها في مختلف وسائل الإعلام.

- رابعا: إجراء المقابلات مع مختلف وسائل الأعلام المرئية والمقروءة والمسموعة للتحدث عن شخصية الإمام المرجع الراحل وأفكاره ومنهجه ومدرسته واستراتيجياته.

- خامسا: إقامة مجالس الفاتحة.

- سادسا: عقد الندوات والموائد المستديرة بدعوة نوعيات متميزة للحضور لتعريفهما عن كتب صاحب الذكرى.

- سابعا: إقامة معارض الكتاب والصور والسعي ما أمكن لطباعة كتب الراحل ونشرها في الأفاق.

- ثامنا: طباعة التقاويم السنوية والسعي لتثبيت أبرز المحطات التاريخية التي مر بها الإمام المرجع الراحل، إضافة إلى تاريخ ابرز مواقفه السياسية وفتاواه الجهادية والحضارية المتميزة.

- تاسعا: تخصيص إحدى خطبتي صلاة عيد الفطر من كل عام للحديث عن المرجع الراحل كون ذكرى رحيله تصادف الثاني من شوال.

- عاشرا: طباعة بوسترات خاصة لتخليد الذكرى.


باحث ومفكر اسلامي