التقدم بالعمر يغير من طباع النفس.. وطوله يرجع لاسباب وراثية

 

أشارت دراسة علمية قام بها أساتذة من جامعة (امبيريال) للطب بأن الأشخاص الـ(غريبي الطباع) تزداد عندهم العادات الغريبة والخارجة عن المألوف، وهم معرضون للإصابة بأنماط إضافية من السلوك الغريب. ويعزو البروفيسور (بيتر تايرير) ذلك إلى (أن الأشخاص الأكبر في العمر من غريبي الطباع معرضون للإصابة بأنماط غريبة من السلوك بقدر أقل مما يصيب الأشخاص الأصغر سناً لكن ذلك لا يمنع أن يكون أولئك الشباب أكثر قدرة في السيطرة على سلوكهم).

ويستكمل (تايرير) الاستنتاجات التي توصل إليها فيقول: (إن المخ يكون أقل مرونة كلما تقدم الإنسان في العمر.. وإن الأشخاص في السن المتقدمة تكون خلايا الأعصاب لديهم أقل عدداً وذلك ما يجعلهم أقل قدرة نسبياً على التأقلم مع المواقف الجديدة)

ويعتقد (تايرير) بأن الأعراض الهستيرية وحالة السلوك المظهري تقل بشكل ملحوظ مع تقدم العمر في حين كان أطباء علم النفس يعتقدون أن محصلة سلوك الأشخاص ممن يثبت إصابتهم بمرض (انفصام الشخصية) أو (جنون العظمة) أو (جنون الاضطهاد) يظل ثابتاً مع تقدمهم في السن.

وفي دراسة اخرى تم عرضها في المؤتمر العلمي السنوي ‏لجمعية القلب الامريكية قالت ان طول عمر الانسان يرجع لاسباب وراثية على اساس ان ابناء ‏‏المعمرين اقل عرضة للاصابة بعدد من الامراض الخاصة بالقلب والأوعية الدموية.‏   

‏ واوضحت شبكة الاخبار الامريكية (سي ان ان) ان الدراسة التي اشرفت عليها ‏الدكتورة دولارا تيري شملت 177 من ابناء معمرين تجاوزت اعمارهم 100 عام وكانوا ‏يعتمدون على انفسهم ويعيشون بشكل مستقل خلال فترة التسعينيات من اعمارهم.‏   

‏ وقارنت الدراسة بين هؤلاء و166 آخرين من ابناء ازواج آخرين توفوا في عمر 73 ‏عاما وحرصت الباحثة على أن يكون أبناء المجموعة الثانية لازواج ولدوا في العام ‏ذاته.‏   

‏ وبالمقارنة ثبت ان احتمالات اصابة ابناء المعمرين بأمراض القلب والأوعية ‏الدموية التي تؤدي الى الوفاة المبكرة اقل من احتمالات اصابة أبناء غير المعمرين.‏   

‏ وتتضمن تلك الأمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري وعدم انتظام ضربات القلب.‏

واكتشف الباحثون ايضا ان اصابة ابناء المعمرين بتلك الامراض تأتي في وقت متأخر ‏من العمر كما ان قلة منهم يتلقى علاجا دوائيا ويتميزون بوزن أقل نسبيا وبالتالي ‏فان نتيجة البحث هي أن طول العمر يرجع لاسباب وراثية.

وقال علماء ان الابناء الذين يولدون لاباء او امهات يعمرون حتى ما بعد المئة يصابون بأمراض القلب وغيرها من المشاكل الصحية بنسبة تقل كثيرا عمن يتوفى اباؤهم في السبعينيات من العمر. وقالت ديلارا تيري من المركز الطبي بجامعة بوسطن «ينتشر طول العمر في بعض الاسر ولكن حتى الان يصعب التكهن بدور كل من الوراثة وتأثير البيئة وأسلوب الحياة».

وقالت تيري في تقرير نشر في الاجتماع العلمي السنوي لجمعية القلب الاميركية «تدل بحوثنا على ان أبناء من يعمرون حتى المئة أو ما بعدها تختص صحة الاوعية الدموية في قلوبهم بمميزات اكثر من غيرهم. لكن بوسع الاميركين الحصول على صحة افضل وعمر أطول بالامتناع عن التدخين والحفاظ على الوزن والمواظبة على الرياضة.