ندوات ومؤتمرات وملتقيات

 

شهدت  الأيام الماضية توالي انعقاد ندوات عديدة ومهمة تبحث في عدة أمور ومجالات حيوية، تتعلق باستراتيجيات الفكر واللغة والثقافة والسياسة على المستويين العربي والدولي، وفي هذا الوقت الذي تكتسب فيه المجتمعات خلاصة وزبدة الآراء المطروحة خلال الندوات أول بأول، وذلك بفضل تقدم التكنولوجيا الحديثة، فإن تلبية إشباع الحاجات الروحية ستبقى متطلعة لانتهال المزيد والمزيد من المعلومات لمواكبة تطورات العصر.

* ندوة حول التوازنات الجيواستراتيجية

بدأت مؤخراً في تونس العاصمة أعمال الندوة الدولية الرابعة عشرة تحت عنوان: (التوازنات الجيواسترايتجية الجديدة في عالم اليوم) التي ينظمها التجمع الدستوري الديمقراطي .

ويشارك في الندوة عدد من وفود الدول العربية. ويمتاز برنامج الندوة بالتنوع والشمولية، التي وضعت على طاولة المناقشات ملفات أهم قضايا العالم الراهنة.

ومن المؤمل أن يجري تسليط الضوء على موضوعات من قبيل (المعوقات الحالية والآفاق المستقبلية للتوازنات الجيواستراتيجية في العالم) و(سيادة الدول في ظل التوازنات الجيواستراتيجية الجديدة) و(من أجل مشاركة فاعلة للبلدان النامية في التوازنات الجيواستراتيجية الحديثة).

* ندوة في مراكش حول واقع اللغة العربية

احتضنت مدينة مراكش المغربية مؤخراً ندوة دولية تحت عنوان: (اللغة العربية.. إلى أين؟) لتدارس واقع حالة اللغة العربية، والمؤثرات الإيجابية والسلبية التي تحيط بها. وشارك في الندوة العديد من كوادر المنظمات والمؤسسات ومجامع اللغة العربية، كما شارك نخبة من أساتذة الجامعات العربية، إضافة لعلماء لغة، ومندوبو الإعلام، من عدة بلدان عربية وإسلامية. وكان من بين المدعوين ممثلون عن المنظمات الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – الايسيسكو – بالتعاون مع جهات أخرى، من ضمنها (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) و(مكتب تنسيق التعريب في المغرب) و(المجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر) و(مؤسسة هندسة اللغة العربية) في القاهرة...

ولعل أهم ما تم بحثه في الندوة تحديد (7) أهداف لعملها وهي:-

- التأكيد على أن اللغة العربية هي من المقومات الفاعلة للتضامن الإسلامي.

- التعليم بغير اللغة العربية سيرسخ التبعية الثقافية ويكرس مفهوم عجزها وقصورها في استيعاب المعطيات العلمية.

- إبراز قدرة اللغة العربية على مسايرة ركب الحضارة باستيعابها كافة المفاهيم المعاصرة، والمستجدات العلمية والفكرية.

- استهداف الإبداع الأدبي والفكري كي يكون أساساً في برامج اللغة العربية.

- تطوير اللغة العربية في المناهج والوسائل وطرق التدريس والتعريب والترجمة.

- نقد الوسائل المكونة حالياً لمهارات القراءة والكتابة في اللغة العربية وبحث سبل تطورها.

- الاستفادة من تجارب الأمم المتقدمة في تطوير تعليم لغاتها الحية مع مراعاة خصوصية اللغة العربية فيما يتعلق وروح الثقافة الإسلامية.

* ندوة (تاريخ العلوم العربية والتفاعل العلمي بين الثقافات)

في مدينة طرابلس اللبنانية، انعقدت مؤخراً ندوة عربية أوربية واسعة حول تاريخ العلوم عند العرب وتفاعل هذه العلوم بين ثقافات الكون وأكد المشاركون في الندوة على أهمية تواصل الحوار من أجل النهوض في المساحة، التي كانت تتفاعل فيها العلوم في العالم القديم، وبالذات بلدان – العرب واليونان والهند والصين – إذ تجسدت في تلك الفترات السحيقة من التاريخ فكرة الحوار والتواصل، رغم مصاعب الاتصال وعوائق اللغات، وهذا ما أعطى نتائج إيجابية خدمت تقدم وتطوير الأبحاث العلمية، على اعتبار أن الحضارات تشكل امتداداً لبعضها البعض، حين شهدت مجالات علمية عديدة كالفلك والطب وغيرهما تعاوناً فاعلاً طور الاكتشافات فيهما، ويمكن أن يكون ذلك أساساً صالحاً ومتجدداً بقدر وآخر، لدعم الحركات والنشاطات العلمية التضامنية بين العلماء والباحثين.

وكانت الندوة قد أكدت على الطابع العلمي في حواراتها بعيداً عن أي تعصب أو موقف سياسي يمكن أن يعكر أجواء الندوة وربما يحولها إلى منبر لاستعراض الادعاءات السياسية التي تثقل روح الندوة ببعض توافه الكلام.

* المؤتمر العربي الثالث للمكتبات والمعلومات

عقدالاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات أعمال مؤتمره الثالث  في العاصمة اللبنانية بيروت تحت شعار: (إدارة المعلومات في البيئة الرقمية: المعارف والكفاءات والجودة) بالتعاون مع جمعية المكتبات اللبنانية وبرعاية من وزارة الثقافة اللبنانية.

وكان المؤتمر قد عقد عدة جلسات قدمت خلالها دراسات قيّمة ألقاها بعض المؤتمرين ومنهم (الدكتور وحيد قدورة) الرئيس الحالي للاتحاد والذي تطرق في كلمته إلى مؤشرات أداء المكتبات العربية، نحو خلق نموذج ناجح لإدارة المعلومات وقد نالت الكلمة استحساناً لدى الحضور، هذا في حين تضمنت بقية الكلمات التي ألقاها أعضاء المؤتمر مواضيع شتى حول تقويم جودة العمل المكتبي، والدور المؤمل لتفعيل أكثر لفرق العمل في المؤسسات المعلوماتية، وكذلك تبيان الرؤية المستقبلية في التطلع للوصول إلى دور كفؤ لإدارة المعرفة في مجال المعلوماتية.

كما وطرحت محاور تتعلق بالتخطيط لوضع سياسات المعلومات في الوطن العربي.