تحدث الدكتور محمود كاشاني الأستاذ في كلية
الشهيد بهشتي إلى مراسل وكالة /إيسنا/ الخبرية الجامعية، حول التقرير
الأخير الذي قدمه الرئيس الإيراني محمد خاتمي إلى مجلس الشورى،
قائلاً: مشكلة السيد خاتمي ووزرائه، هي عدم الإجابة على الانتقادات
الموضوعية التي توجهها لهم الصحف والناس والجهات المسؤولة.
وأضاف: رغم أن السيد خاتمي يوجه انتقادات حادة
للديكتاتورية إلا أن سياسات حكومته التي تثير الحيرة، توجد في
النهاية حالة من الفوضى والاضطراب، الأمر الذي يعدُّ أخطر من
الديكتاتورية.
وأشار الدكتور كاشاني إلى الفوضى الناشئة عن
المشاكل الاقتصادية والمادية التي يعاني منها المجتمع الإيراني،
قائلاً: بالطبع نحن نشهد الفوضى والاضطراب في جميع المجالات. وصرح
بالقول: إن هذه الفوضى أخطر من الديكتاتورية.
وضمن تأكيده على أن أجهزة الحكومة لا تجيب من
الناحية العملية على الأسئلة العريضة التي توجهها وسائل الإعلام،
قال: ما يثير الدهشة أن خاتمي قد أعفى نفسه وحكومته في تقريره
الأخير، من المسؤولية بإزاء الكلام غير اللائق والمليء بالسب والشتم،
الذي يوجه إلى النظام.
وتابع بالقول: دعي خاتمي ووزرائه بصورة مكررة،
للحضور في المؤتمرات الصحفية والردّ على الانتقادات الكثيرة الموجهة
إليه، إلا أنه لم يوافق، هذه الطريقة مخالفة للدستور فضلاً عن كونها
مخربة. مضيفاً القول: هم يدعون في شعاراتهم أنهم يرحبون بالانتقاد،
إلا أنهم في الواقع ليسوا كذلك.
وقال أستاذ كلية بهشتي في جانب آخر من حديثه:
ادعى خاتمي في تقريره أنه أبرز الوجه الإنساني والمحب للعدالة، من
الدين، في حين أننا نشهد تزلزل المعتقدات الدينية لدى الناس في
الكثير من المجالات، وفي المجتمع الذي يسرع الفقر والفساد والتمايز
الطبقي بمدّ جذوره فيه؛ تصبح البرامج الدينية عديمة الأثر.
وأردف يقول: الذي عرفناه من تعاليم ديننا
القويم أن المجتمع الذي يلفه الفقر والفاقة، فإن عاقبة أمره ستؤول
حتماً إلى انهدام دعائم معتقداته الدينية، وأضاف: في مثل هذه الظروف
علينا أن نسأل الرئيس خاتمي، كيف يمكن أن نبرز الوجه المحبوب للدين،
مع كل هذا الفقر والفساد والبطالة والعنف والتمايز الطبقي.. إلخ،
الذي يعصف بالمجتمع؟!!.
ومضى للقول: التجارب البشرية دلتنا على أن
الناس إذا لم يعيشوا حياةً كريمةً من النواحي الاقتصادية والاجتماعية
والثقافية، فإن سائر القيم والمثل سيكون مصيرها إلى الاضمحلال
والزوال.
واعتبر كاشاني استشراء ظاهرة الانحراف،
والاحتيال، والسطو على أموال وأعراض الناس... إلخ، نتيجة طبيعية لمثل
هذه الأوضاع.
وصرح بالقول: إن مظاهر الفقر والفاقة قد برزت
إلى السطح على العهد الخاتمي، حيث تضاءلت القدرة الشرائية للناس
بصورة مستمرة. فعندما لا يستطيع الناس توفير حاجاتهم اليومية بشكل
يحفظ كرامتهم، تتفاقم ظاهرة الانحراف عن المباني الأخلاقية والقيم
الدينية.
وأشار الدكتور كاشاني إلى تقرير خاتمي، وقال:
الإحصاءات التي وردت في التقرير لا تستند إلى الواقع.
وفي ختام حديثه صرح بالقول: ألقى اليأس بظلاله
الكثيفة على سائر الناس، لا سيما الشباب، ومن علائم هذا اليأس هروب
العقول والكفاءات. تقرير خاتمي لم يحيي أي أملٍ في القلوب.
طهران.. اعتقال مسؤولي
ثاني مؤسسة استطلاع رأي إيرانية
أصدر القضاء الإيراني حكماً بإغلاق مؤسسة
(المستقبل) للدراسات واستطلاع الرأي، وأوقف باحثين بتهمة التواطوء مع
المعارضة المسلحة وانتقاد عقيدة النظام الإيراني. وأشارت وكالة
الأنباء الإيرانية الرسمية /ايرنا/ إلى أن الباحثين هما:
محسن كودرزي مستشار وزير الثقافة والإرشاد وقد
كان يدير مشروعاً وطنياً في الوزارة، وحسين غازيان وهو أستاذ جامعي
متخصص في العلوم الاجتماعية وقد كان يتعامل مع (المستقبل).
من جهتها ذكرت وكالة /إيسنا/ الخبرية الجامعية
أن السلطات أفرجت عن كودرزي قبل أيام، وتأتي هذه الخطوة القضائية بعد
إغلاق معهد استطلاع آخر (المعهد الوطني لاستطلاعات الرأي) في منتصف
تشرين الأول، واعتقال مديره بهروز غيرانباي.
وكان المحافظون قد حملوا بشدة على نتائج
استطلاع أجراه المعهد وجاء فيه أن 75% من الإيرانيين يؤيدون استئناف
الحوار بين طهران وواشنطن إذا تطلبت المصلحة الوطنية ذلك.
واتهم القضاء الإيراني مسؤولي مؤسسة
(المستقبل) بالتجسس والتواطؤ مع المعارضة المسلحة (مجاهدي خلق).
ويدير هذه المؤسسة الإصلاحيان عباس عبدي وعلي رضا علوي تبار اللذان
يدعوان إلى المضي بقوة في طريق الإصلاحات في مواجهة المحافظين.
وكان عباس عبدي قد دعا الرئيس الإيراني محمد
خاتمي قبل أشهر إلى تقديم استقالته إذا كان لا يستطيع تطبيق
الإصلاحات التي وعد بها بسبب العراقيل التي يضعها أمامه المحافظون.
|