واشنطن تتوقع انهياراً سريعاً للنظام الإيراني.. وخاتمي يقول: لا يمكننا اللجوء الى العنف باسم الدين

 

توقعت الولايات المتحدة الاميركية، انهياراً سريعاً للنظام الاسلامي في ايران، عن طريق الاطاحة به من قبل الشعب أو تحت تأثير صعوباته الذاتية والانقسامات الداخلية، فيما اعتبر محمد خاتمي الرئيس الايراني ان مكافحة الارهاب اصبحت ذريعة لتوسيع العنف والحرب في العالم.

وقال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي خلال برنامج اذاعي امس الاول: اعتقد اننا سنشهد تغييرا في الوضع هناك وان الشباب والنساء والذين يؤمنون بالحرية سيطيحون بهذه الحكومة الدينية وانها ستسقط بطريقة ما بسبب مشاكلها الذاتية. واعتبر رامسفيلد ان ايران تقودها مجموعة صغيرة جدا من رجال الدين وان النساء والشباب لا يوافقون على الطريقة التي تدار بها.

وردا على سؤال حول احتمال شن عمل عسكري للاطاحة بحكومة طهران اثر الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين في بغداد، المح وزير الدفاع الاميركي الى ان واشنطن ترفض هذا الخيار وتعتمد على انهيار طبيعي للجمهورية الاسلامية. وكان رامسفيلد يجيب بطريقة غير مباشرة على وزير الدفاع الايراني علي شمخاني الذي اعلن امس الاول ان ايران ينبغي ان تستعد لتكون بدورها هدفا لهجوم اميركي بعد العراق.

وتتناقض تصريحات رامسفيلد مع تحليل حديث لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) يتوقع حصول تحول بطيء في المجتمع الايراني اكثر منه ثورة. واعتبر المحللون في السي آي ايه في تقرير رفع الى الكونغرس في ابريل ونشر الاثنين ان الايرانيين يفقدون ثقتهم بالانتخابات كأداة للاصلاح بسبب الوسائل المتشددة لرجال الدين المحافظين. من ناحيته حذر الرئيس الايراني محمد خاتمي أمس بأن الحرب ضد العراق ستفجر عواقب رهيبة بالنسبة لأكثر المناطق ثراء بالنفط في العالم.

وقال خاتمي ان إيران لم تعرب عن تأييدها للنظام العراقي لاننا كنا أكثر من عانى من سلوكيات (هذا النظام)، ولكن أضاف خاتمي في حديثة الذي نشرته صحيفة إل بياس الاسبانية أن منطقتنا حساسة جدا وزاخرة بالازمات. وقال خاتمي ان موجة التعاطف التي أعقبت الهجمات الارهابية في 11 سبتمبر 2001 قد أتاحت للولايات المتحدة الفرصة لكبح جماح الارهاب، وهي الفرصة التي قال ان واشنطن ضيعتها.

وتابع أن مكافحة الارهاب أصبحت بمثابة ذريعة، لتوسيع نطاق أجواء العنف والحرب في العالم. وقال الرئيس الايراني انه يوجد العديد من أشكال الاسلام مستشهدا على سبيل المثال بـ الاسلام الطالباني، والاسلام الذي نمارسه في إيران والذي قبل بمبادئ الحرية والديمقراطية.

وكان خاتمي ادان الذين يستخدمون العنف باسم الاسلام، ودعا القوى العظمى عدم التأثر بالذين يكرهون الاسلام. وقال خاتمي في خطاب القاه امام مجلس الشيوخ الاسباني ان من يمارس الارهاب والاغتيال باسم الاسلام ينكر على هذه الديانة طابعها الروحي.

واضاف لا يمكننا اللجوء الى العنف باسم الدين ولا يمكننا ايضا نشر قوات عسكرية في جميع انحاء العالم باسم حقوق الانسان والديمقراطية.

ودان الرئيس الايراني سياسات الكيل بمكيالين مؤكدا ان توجيه الادانة الى طرف وفي الوقت نفسه غض النظر عن اعمال وحشية وظلم يؤدي الى دائرة مفرغة يقع فيها الاغتيال انتقاما والانتقام ردا على الاغتيال.

ودعا خاتمي القوى العظمى الى عدم التأثر بالذين يكرهون المسلمين وعدم شن حرب دعاية او اعمال عسكرية ضدهم (المسلمون). واكد ان من يزرع الريح يحصد العاصفة.

وقد اجرت وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بالاسيو محادثات مع وزير الخارجية الايراني كمال خرازي تناولت مسألة حقوق الانسان. واوضحت الوزيرة الاسبانية في مؤتمر صحافي ان الحوار مع ايران لا يعني وجود اتفاق على كل شيء، مؤكدة ضرورة ان تحدد بوضوح المبادئ التي تحكم حقوق الانسان.
وقالت ان الرجم وبتر الاطراف تعتبر مسألة اساسية في اوروبا وليست مشاكل ثقافية. لكن خرازي اكد ان عقوبة الرجم لم تعد تطبق في ايران وعقوبة الاعدام ما زالت موجودة في دول اخرى في العالم. (
وكالات الانباء)