خبراء اللغة العربية.. تفكك اللغة وتشرذمها امام تيارات العولمة

 

ذكرت صحيفة الوطن السعودية ان  مناقشات المشاركين في محور اللغة العربية وروح العصر  ضمن فعاليات آخر أيام مؤتمر الفكر العربي كشفت عن معاناة اللغة العربية من حالة الضعف والركاكة التي تعاني منها الأمة العربية في ظل الوضع الراهن حالياً منادين بضرورة إعادة النظر في عمليات تدريس اللغة العربية في مختلف المراحل التعليمية.

وقال الأديب السوداني الطيب صالح في المحور الذي نسقته الإعلامية كوثر البشراوي إنه لا يوجد مثل ذلك التعارض الذي قد يوحي به عنوان الجلسة بين اللغة العربية وروح العصر الذي تنتمي إليه عندما تطرح هذه العلاقة من الأساس والتي لا يوجد مجال لطرحها في اللغات الأخرى كالإنجليزية والفرنسية مشيراً إلى أنه إذا كانت اللغة العربية ركيكة وضعيفة فإن هذا يعكس حالة الضعف والركاكة التي تعاني منها الأمة العربية على الرغم من أن العرب ورثوا أفصح لغة.

أما وزير التربية والتعليم السوري الدكتور محمود السيد فقال إن هيمنة الأقوياء في عالم اليوم على الضعفاء تنسحب أيضاً على مجال اللغة. وهو ما جاءت تيارات الكونية والعولمة لتعزز من هيمنته أكثر وتعمل على إبعاد عناصر الوحدة والترابط بين أطراف الأمة لأنه ليس من مصلحتها إذا هي أرادت اكتساب مزيد من النفوذ داخل هذه المجتمعات الضعيفة السماح باستمرار اللحمة التي تجعل من أطراف المجتمع كياناً واحداً كما يتحقق من خلال اللغة.

ولفت الدكتور السيد إلى أن القرآن الكريم تحمل خلال العصور الطويلة التي مرت بالأمة منذ مهبط الوحي مهمة حفظ اللغة العربية وبالتالي هوية هذه الأمة من خلالها. وعندما جاءت هجمة العولمة كان ذلك بمثابة الحصن الذي دفع التفكك والتشرذم عنها.

ولاحظ وزير التعليم السوري أن خطر العولمة على اللغة العربية يزداد في ظل سيطرة اللهجات العامية على الثقافات المحلية. إضافة إلى تنامي سطوة اللغات الأجنبية على شعوب الدول العربية.

وأكد السيد في ختام كلمته على أهمية وضرورة التعريب الذي يعد من المشروعات القومية المهمة وكذلك ضرورة تطور ومواءمة اللغة العربية لمتغيرات العصر.

ومن جانبه أكد عضو مجمع الخالدين بمصر الدكتور عبد الحافظ حلمي أن اللغة العربية هي لغة الحضارة والعلم وظلت على تلك الحال قروناً طويلة وقد تمتعت بأهمية خاصة في الإسلام لأنها لغة القرآن.

وأوضح مدير معهد الدراسات والأبحاث والتعريب بجامعة محمد الخامس بالمغرب الدكتور عبد القادر فهري أن أهمية اللغة تأتي من كونها وعاء وأداة لإبلاغ المعرفة وهى معيار لمدى حيوية الأمة والأصل في اللغة التعدد وقد تميزت اللغة العربية بالتعدد وقبول التجدد.