مؤسسة الإمام الشيرازي(قدس سره) العالمية تعقد ندوتها الأكاديمية السنوية الأولى في العاصمة الأمريكية واشنطن

تحت شعار (الإسلام وتحديات العنف)، عقدت "مؤسسة الإمام الشيرازي - قدس سره - العالمية" ندوتها الأكاديمية السنوية الأولى عصر يوم السبت 14/9/2002م في قاعة (Johnson center) بجامعة "جورج ميسون" في العاصمة الأمريكية واشنطن، حضرها جمهور غفير من المهتمين، بينهم مجموعة من الأكاديميين الأمريكيين والعرب والمسلمين المقيمين في أمريكا.

ابتدأت الندوة أعمالها، التي زانت أربع ساعات كاملة، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، باللغتين العربية والإنجليزية، ثم اعتلى المنصة مدير الندوة السيد عبد الوهاب الكبسي، رئيس قسم حوار الحضارات في "مركز دراسات الإسلام والديمقراطية" في واشنطن، داعياً المتحدثين إلى أن يأخذوا مواقعهم المخصصة على المنصة الرئيسية، ثم قدم العلامة الشيخ محمد فلاح العطار عن مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية والذي رحب بالحضور شاكراً لهم مشاركتهم في الندوة، كما تحدث باختصار عن المؤسسة والأهداف العالمية التي تسعى لتحقيقها، مشيداً بشخصية المؤسس سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي نجل المرجع الدين الأعلى آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) والذي عرفه للحضور الكريم كأحد علماء المسلمين الواعين المتصدين لقضايا الأمة الاستراتيجية ومن المهتمين بالمشاريع الحضارية التي تساهم في إنقاذ الإنسانية من الظلم والجهل والفقر وكل أسباب التخلف الحضاري.

البحث الأول في الندوة ألقاه البروفسور (د. رضي المبيوق) من المملكة العربية السعودية، وهو أستاذ علم النفس في جامعة أيوا الأمريكية، تحدث فيه عن سيكولوجية العنف والمحاولات التي يبذلها من يمارس العنف لتبرير أفعاله بأي شكل من الأشكال، مشيراً إلى معنى العنف ودوافعه ونتائجه السيئة داعياً إلى تبني نموذج جديد يعيش مع الإنسان، ويرد على العنف وتحدياته، كقيم العفو والصفح والسلام والمحبة وكظم الغيظ وغير ذلك.

آية الله السيد مرتضى الشيرازي كان المتحدث الثاني في الندوة، وقد تطرق في بحثه إلى أنواع العنف ومصاديقه وموقف الإسلام، مؤكداً أن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمة أهل البيت (ع) لم يمارسوا العنف ولا مرة واحدة طوال حياتهم الشريفة، من خلال سرده للأحاديث والروايات المعتبرة المنقولة عنهم (ع) داعياً في ختام بحثه إلى إشاعة روح الأخوة والتشاور وقيم التعاون والحرية بين الناس كأفضل رد على تحديات العنف.

ثم ألقى البروفسور (د. لويس كنتوري) أستاذ العلوم السياسية في جامعة مريلند الأمريكية، بحثه القيم، حيث فرق بين الجهاد كنوع من أنواع الدفاع عن الحق والمقاومة ضد الباطل وبين العنف الذي لا يستند إلى أية قيمة من القيم، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في جهل الناس بالقيمة الحضارية لهذه المفردة الرائعة فراحوا يسيئون استخدامها ويسيئون لمنظومة القيم الحضارية التي ترتبط بها.

أما البروفسور (د. كلوفس مقصود) الأستاذ في الجامعة الأمريكية في العاصمة واشنطن والسفير الأسبق لجامعة الدول العربية في هيئة الأمم المتحدة، فقد بدأ بحثه بالإطراء والثناء على منظم الندوة (مؤسسة الإمام الشيرازي - قدس سره - العالمية) مؤكداً ضرورة العمل الجاد والسريع لنشر أفكار ونظريات وآراء الإمام الشيرازي (قدس سره) من خلال تكرار مثل هذه الندوات التي اعتبرها تملأ فراغاً لحاجة ماسة في هذا العالم الذي يتزايد فيه العنف والعنف المضاد.

كما أشار في جانب آخر من بحثه إلى الفرق بين العنف الذي لا يرتضيه أحد وبين المقاومة المشروعة التي أجازتها كل الشرائع السماوية والدساتير الأرضية، مديناً الانحياز المتعمد لوسائل الإعلام في تغطيتها لأحداث الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بشكل عام.

وكان مسك الختام، البحث الذي قدمه العلامة السيد مصطفى القزويني، إمام مركز التعليم الإسلامي في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، تحت عنوان (هل أن الدين يشجع على العنف؟) وأثبت فيه بالأدلة النقلية والعقلية أن الدين - أي كان - وخاصة الدين الإسلامي، لا يقر العنف، ويرفضه مهما كان شكله ومسيره.

كما ساق في جانب آخر من بحثه عدة نصوص قرآنية وأخرى من الانجيل، تدين العنف وتدعوا إلى التسامح و العفو والصفح.

وأضاف السيد مصطفى القزويني: إن من ينتزع الآيات التي تتحدث عن القتال والجهاد والقوة من سياقها القرآني ولا يأخذ بنظر الاعتبار ظروف نزول الآية وأسبابه فإنه سيقع بالتأكيد في خطأ التفسير والتأويل والفهم، وهذه هي مشكلة القرآن الكريم مع مفسريه أو قل مع أنصاف المفسرين والباحثين وكل المغرضين الذي يحاولون توظيف آيات القرآن الكريم لتحقيق نظريات وتوجهات وأفكار مغرضة ومشبوهة.

هذا وكانت اللجنة المشرفة على عقد الندوة قد أقامت معرضاً للكتاب ضم جل مؤلفات الإمام الراحل الفقيد المرجع الشيرازي - قدس سره - وعلى رأسها موسوعة الفقه التي تضم أكثر من 150 مجلداً في مختلف العلوم بالإضافة إلى عرض عدد من مؤلفات سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) والتي نالت إعجاب الحضور الكريم.

وفي نهاية الندوة شارك الحضور من النساء والرجال بفاعلية في مداخلاتهم وأسئلتهم التي دارت حول عناوين البحوث والتي أجاب عليها المحاضرون بكل رحابة صدر.

البرفسور رضي المبيوق محاضراً

آية الله العلامة السيد مرتضى الشيرازي وهو يلقي محاضرته  باللغة الانكليزية

   

البرفسور كلوفيس مقصود أثناء إلقاء محاضرته

العلامة الشيخ محمد فلاح العطار مسؤول المركز الإعلامي بكاليفورنيا وهو يلقي كلمة الترحيب

   

البرفسور كنتوري محاضراً

حجة الإسلام السيد مصطفى القزويني مسؤول مركز التعليم الإسلامي بكاليفورنيا وهو يلقي محاضرته

   

البرفسور كلوفيس متوسطاً آية الله العلامة السيد مرتضى الشيرازي والعلامة السيد مصطفى القزويني

صورة جماعية للمحاضرين والقائمين على المؤتمر من اليمين الشيخ طالب الصالح - الشيخ مكي آخوند - البرفسور رضى المبيوق - السيد مرتضى الشيرازي - السيد مصطفى القزويني - البرفسور كنتوري - البرفسور مقصود - الشيخ الهدايتي - علي الصالح

   

آية الله العلامة السيد مرتضى الشيرازي يتوسط البرفسور رضى المبيوق والبرفسور كنتوري

آية الله السيد مرتضى الشيرازي متوسطاً البروفسور كلوفيس مقصود والبروفسور لويس كنتوري

   

السيد مصطفى القزويني

جانب من معرض الكتاب