سماحته يستقبل العلماء الأعلام والمؤمنين المهنئين بميلاد الإمام الحجة (عج)..

المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي يبين جملة من المسائل المهمة فيما يرتبط بالإمام المهدي المنتظر (عج)

قم/ النبأ: تحدث سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي أثناء درسه في البحث الخارج، بشأن صاحب الأمر الإمام المهدي المنتظر (عج) وذلك في مسجد الإمام زين العابدين (ع) بمدينة قم المقدسة بتاريخ الرابع من شهر شعبان المعظم الجاري، وفيما يأتي نورد جانباً مما جاء في حديث سماحته:-

في البداية أشار سماحة السيد المرجع إلى الحديث المتواتر المروي عن رسول الله (ص) (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية) وقال: كما أن معرفة الإنسان بالله عز وجل، من دون معرفة برسوله (ص)، تبقى غير مفيدة، وليست بمعرفة بالمعنى الدقيق للكلمة، فإن معرفة الإنسان بالله وبرسوله (ص) لا تكتمل إلا بمعرفة الإمام المعصوم (ع) الذي هو في الوقت الحاضر الإمام صاحب العصر والزمان (عج) وبالطبع أن المعرفة لها درجات ومراتب.

وتعرض سماحته في سياق حديثه بالبيان لهذه الفقرة من الزيارة المطلقة للإمام أبي عبد الله الحسين (ع): (إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم) المروية عن الإمام جعفر الصادق (ع)، قائلاً: جميع الأمور المرتبطة بالبارئ عز وجل، قد جعلت بمشيئته وإرادته سبحانه وتعالى، في عهدة المعصومين (ع) وفي الوقت الحاضر قد صارت بيد الإمام الحجة (عج) عن كفاية وجدارة.

وأضاف السيد المرجع: إن سائر مصادر الثروة في العالم، مهما ازدادت وكثرت، فهي محدودة، إلا أن المقدرات الإلهية والأمور التي عهد بها الله تعالى إلى المعصومين (ع) لا تحدها حدود، وليست لها نهاية، فإذا كان لشعوب الأرض آلاف الحاجات، واستجاب لها إمام الزمان (عج) فإنها تقضى كاملة غير منقوصة بيد أن الإمام المعصوم (ع) حكيم، فإذا اقتضت الحكمة الإجابة فبها، وإلا فلا.

ووجه السيد المرجع خطابه إلى السادة علماء الدين الحاضرين في المجلس، وقال: نحن الطلبة، الذين نعتبر أنفسنا جنود الإمام الحجة (عج) والأفراد الذين يبلغون مرتبة العدالة والاجتهاد، فإنهم سيصبحون وكلاء عامين للإمام (عج) ولهذا فنحن ننتسب إلى الإمام الحجة (عج) وإذا قبل الإمام ذلك، فهذا شيء لا يقدر بثمن، ويستحق أن نصرف لأجله أعمارنا كلها.

وتابع سماحته يقول: إن (فضل بن شاذان) هو أحد وكلاء الأئمة (ع)، وكان يعيش في بلدة نيشابور وقد دفن هناك أيضاً، ومن الجدير أن يذهب كل إنسان لزيارته، ذات مرة بعث (فضل) شخصاً إلى الإمام العسكري (ع) فقال له الإمام (ع) ما معناه-: إذا شعر الإنسان بالغبطة وهو يذهب إلى خراسان، ويحضر عند (فضل بن شاذان) ويستفيد منه، فهذه الغبطة في محلها ولها قيمتها، فإذا حظي وكيل الإمام (ع) بقبوله وتأييده، فهذا بحد ذاته له قيمته، أما إذا لم نؤدِ وظائفنا بشكل صحيح فكلما علت المراتب، ازدادت الأخطار والمشاكل. ومثال ذلك (علي بن أبي حمزة البطائني) الذي كان وكيلاً للإمام الصادق والإمام الكاظم (عليهما السلام) ولكنه - والعياذ بالله - انتهى أمره إلى عاقبةٍ سيئةٍ، حيث قال الإمام الرضا (ع) في الليلة الأولى لدفن البطائني - ما معناه -: (إن الملائكة ضربته بعمودٍ من نار ضربةً ملأت قبره ناراً لا تنطفئ إلى يوم القيامة) مما يعني أن هذا الشخص لا يزال يعاني العذاب.

وبناءً عليه - والحديث للسيد المرجع - فإن المسألة دقيقة جداً، وينبغي أن نتأملها بدقة أيضاً؛ فالعالم يجب أن يخدم الناس بقدر علمه، وليس مراجع الدين هم وحدهم المسؤولون، بل إن سائر العلماء مسؤولون.

الحلاّج كان هو الآخر عالماً، ولكن للأسف انتهى أمره إلى عاقبة وخيمة، فقد قال فيه الشيخ الطوسي - رحمه الله -: (الحلاج الحيال الصوفي المتصنع).

وأردف سماحة السيد المرجع يقول: إن صاحب الزمان (عج) مطلع على نوايا الجميع، وبحسب الأحاديث المروية، فإن أعمال سائر الناس تعرض على البارئ عز وجل والرسول (ص) والإمام المعصوم (عج) (الإمام المهدي -عج-)؛ ولذلك يتعين علينا أن لا نقدم على عمل يسخط الإمام الحجة (عج) وأن نضع نصب أعيننا أنه كلما تقدمت المرتبة والمنزلة، فإن الزلل والخطأ يكون أخطر، وآثاره السيئة تكون مهلكة، مثلما حدث للبطائني والحلاج.

إلى ذلك، فقد اكتسى البيت الشريف للمرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي، بحالة معنوية خاصة، في اليوم الخامس عشر من شهر شعبان المعظم، الذي يصادف ذكرى الميلاد المبارك للإمام المهدي المنتظر (عج).

ففي هذا اليوم العظيم حضر الكثير من الطلبة والروحانيين بين يدي مرجع الطائفة الشيعية في العالم، ليتشرفوا باعتمار العمة، ويباشروا عهداً جديداً بالتصدي لمهام ومسؤوليات علماء الدين الخطيرة، في ظل الإرشادات والتوجيهات القيمة لسماحة السيد المرجع.

كما حضر السادة العلماء أبناء المرجع الفقيد الإمام الشيرازي الراحل - قدس سره - لتقديم التهاني والتبريكات إلى سماحة المرجع آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي بمناسبة هذا العيد الكبير.