في رسالته إلى مؤتمر (العودة إلى القرآن)..

آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي: القرآن الحكيم هو المقياس الأبدي لسعادة الدنيا والآخرة

دمشق/ النبأ: بعث سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي - دام ظله - برسالة إلى مؤتمر (العودة إلى القرآن) في دورته السابعة التي انعقدت يوم أمس في الحوزة العلمية القائمية في العاصمة السورية دمشق، وقد تليت الرسالة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وفيما يأتي نصها:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه وأشرف بريته محمد المصطفى وعترته الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ورد في الحديث الشريف الصحيح عن الصادق (عليه السلام): (القرآن عهد الله إلى خلقه).

القرآن الحكيم هو المقياس الأبدي لسعادة الدنيا والآخرة، فمن اتبعه سعد في الدارين، ومن تركه شقي في الدارين.

وهذا العهد هو العقد الواقع بين طرفين هما الله تعالى والإنسان، وقد شرف الله المتعال الإنسان بهذا المكان السامي، إذ جعله طرفاً للعهد معه، وورقة العهد هذه - القرآن الحكيم - شاملة لكل حاجات الإنسان في الدنيا ومن جميع الزوايا: اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، وعائلية، وتربوية، ونفسية، وغيرها، وغيرها..

ويوم كانت الدنيا بشرقها وغربها، ترتطم في المظالم والرذيلة - قروناً متمادية - كان المسلمون يشكلون أقوى وأعظم أمة على وجه الأرض بنسبة تفشي أحكام القرآن الكريم بينهم وتعاطيهم لها.

واليوم إذا أدرك العالم الواسع بكافة قاراته القرآن العظيم، واعتنق مبادئه الراقية، وسار في ركبه - كما جسده رسول الله (ص) قولاً وعملاً - لانقلب يرفل في خير نعيم وأفضل سعادة.

وهذا بحاجة إلى تعبئة الطاقات وتجنيد الجهود، وتضافر الهمم من أجل فهم القرآن الكريم فهماً صحيحاً، وتوسيع ثقافة القرآن الشاملة والجامعة لهذا العصر، وللأجيال الصاعدة، عبر شتى الوسائل والسبل المستوعبة، لينعم العالم كله بسياسة لا مظالم فيها، واقتصاد يضمن للجميع كافة الحاجات، واجتماع نزيه مرفه، ونفسيات وادعة لا قلق فيها، وعوائل جامعة غير متشتتة، وأمم متعاونة وهكذا..

وإنني إذ أبارك لكم هذا الاجتماع القرآني الموفق أدعو الله تعالى لكم جوامع التوفيق في هذا المجال، والله هو المستعان.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صادق الشيرازي

الختم الشريف