قال آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي:
حينما تعصف بالأمم رياح الفتن وتعيش زوابع متتالية وتعود إلى ذخائرها
- كما يعود الإنسان في الكروب إلى أمواله المخزونة -، وأضاف: كلما
كانت الأمة غنية بالركائز الإيمانية والأخلاقية والجهادية كلما كانت
متصلبة وقادرة على الاستجابة للتحديات، أما إذا كانت ضعيفة في
ذخائرها ولا تملك تراثاً في المواجهة فإن هذه الأمة تنهار فتبتلعها
الكوارث والمآسي حتى تتلاشى وتنتهي.
واستعرض آية الله العظمى المدرسي - وهو يتحدث
أمام حوالي (600) معتمر ومعتمرة من بلدان إسلامية مختلفة في مكة
المكرمة خلال كلمة ألقاها في بعثته بمناسبة مولد الإمام أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) - استعرض ركائز القوة لكل أمة، معتبراً
سماحته أنها تتمثل في رافدين أساسين:
الأول: الثقافة القوية الصلبة والحكيمة
والرشيدة.
والثاني: التاريخ الحافل بأولئك الرجال الذين
استوعبوا تلك الثقافة واستطاعوا أن يتحدوا كل منحنيات الزمن.
وقال: بالنسبة إلينا كمسلمين وأتباع أهل البيت
(ع) فنحن نملك هذين الرافدين.
وأوضح سماحته: إن رافدنا الأول يتمثل في
القرآن المجيد وكلمات النبي (ص) وأهل بيته (ع)، معتبراً سماحته
القرآن الكريم كتاب حضارات ولا بد أن نقبل عليه عندما تقبل علينا
الفتن كقطع الليل المظلم - كما تؤكد كلمات الرسول (ص) -.
وتابع سماحته: أما الرافد الثاني فيتمثل في
شخصياتنا وقدواتنا العظمية كالرسول الأكرم (ص) والإمام أمير المؤمنين
(ع)، معرجاً سماحته على عظمة الإمام (ع) وولادته المعجزة في بيت الله
الحرام، وكونه آية من آيات الله الكبرى والنبأ العظيم الذي عنه
يسألون وفيه يختلفون وفيه يوزنون يوم القيامة.
وقال سماحته: إن ميلاد الإمام علي (ع) في جوف
الكعبة منذ البداية هو إشارة إلى سمو مكانة الإمام (ع) وحتى لا يقولن
أحد؛ بأننا لم نكن نعرف علياً وقدره، وكذلك شهادته في محراب الصلاة
دلالة على تنمره في ذات الله وأن الحوادث والفتن ما استطاعت أن تنال
من صبره واستقامته.
وأشار سماحته إلى الأوضاع الراهنة وكيف يواصل
الصهاينة استهانتهم بمقدسات المسلمين، وتتابع أجهزة المكر والكيد
الغربية غزوها الثقافي لبلادنا، داعياً إلى الخروج من هذه المعركة
غير المتكافئة منتصرين، وذلك بفضل الاعتماد على هذين الرافدين
الأساسيين.
هذا وقد تخلل برنامج الحفل كلمات وقصائد
وأناشيد دينية بالمناسبة.
|