المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي يبدأ دروسه في البحث الخارج بمدينة قم المقدسة

قم/ النبأ: تزامناً مع بدء دروس الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، شرع المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي - دام ظله الوارف - بإلقاء دروسه في البحث الخارج، بجوار الحرم المطّهر للسيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر - عليهم السلام -، في مسجد الإمام زين العابدين (ع) بقم.

هذا، وقد بدأت دروس البحث الخارج لسماحة السيد المرجع منذ يوم السبت الموافق للسادس من شهر رجب المرجب الجاري، حيث يبدأ سماحته بإلقاء درسه يومياً ابتداءً من الساعة العاشرة صباحاً، أمام جمع غفير من علماء الدين وطلاب الحوزة العلمية.

جدير ذكره، أن سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي - دام ظله - وُلد في العشرين من شهر ذي الحجة من عام 1360هـ، في مدينة كربلاء المقدسة، وقد تلقى العلوم الدينية على يد أكابر العلماء والمراجع في الحوزات العلمية، حتى بلغ درجة سامية من الاجتهاد.

وقد عرفه الفقهاء العظام والعلماء الأعلام في قم المقدسة، ومن قبلها في كربلاء المقدسة والنجف الأشرف، بالفقاهة المتقنة، والتضلع في الأصول والفروع، والمعقول والمنقول، والورع والتقوى.. واعترفت به كذلك الحوزات العلمية سواءٌ في العراق، أو في إيران، أو في غيرهما..

نشأ - دام ظله - في بيت عريق بالعلم، أصيل في النسب، قديم في الفقه والاجتهاد، والتضحية والجهاد، ألا وهو بيت آل المجدد الشيرازي الكبير، وقد ترعرع في أجواء مفعمة بعبير الورع والتقوى، وشذى المباحثة والمدارسة، وتفاعل معها بكل وجوده الشريف، وأفنى في اقتنائها دقائق وقته، ولحظات عمره، حتى اتقن فن الاستنباط وأحكم مبانيه.

إنه - دام ظله - حاز على نفسٍ سليمة تواقة للعلم، متسمة بالتقوى والعمل الصالح، دؤوبة في خدمة مذهب أهل البيت النبوي (ع)، والدفاع عن شريعتهم المقدسة... اشتغل في تحصيل العلوم الدينية منذ نعومة أظفاره، معرضاً عن الدنيا وزخارفها بكل جد وجهد، حتى عرف سماحة - دام ظله - دقائق الأحكام الشرعية، ولطائف المسائل الفقهية والأصولية، كما يشهد له أهل الخبرة بجميع ذلك.

لقد دأب سماحة السيد المرجع، وإلى يومنا هذا، على زيارة الفقهاء والمراجع والعلماء الفطاحل، وإكبارهم وإجلالهم، والتباحث معهم في مختلف المسائل العلمية الدقيقة، وما يرتبط بأمور الطائفة الشيعية، من قريب أو بعيد، في زمن غيبة مولانا الإمام المهدي المنتظر r، كما بادله الفقهاء والمراجع والعلماء الأعلام الزيارة في بيته المتواضع، وقابلوه بالتجليل والتعظيم والتقديس، وكان - دام ظله - يستثمر زيارته لهم، وزيارتهم له، في طرح فرع فقهي، أو مسألة أصولية، ويتم بينهم البحث العلمي والمناقشة الفقهية بكل رصانة ومتانة، بحيث يُعترف له بالفضل والقوة العلمية والمكانة السامية الفقهية والأصولية.

كتب للفقهاء والمجتهدين بحوثاً استدلالية علمية، وقد طبع منها: (شرح العروة الوثقى: مسائل الاجتهاد والتقليد)، و(بيان الأصول: قاعدة لا ضرر ولا ضرار).. وتطرق - دام ظله - إلى مباحث لم يتطرق إليها غيره، بالأسلوب الرائق، والتحقيق العميق في هذين البابين.

كتب المؤلفات العديدة، لمختلف المستويات، فكتب ما يرتبط بالحوزات العلمية والطلبة الأفاضل، كشرح الروضة في شرح اللمعة، وشرح الشرائع، وشرح التبصرة، وشرح السيوطي، وشرح الصمدية، والموجز في المنطق، وغيرها.

إلى ذلك، فقد أتحف سماحة السيد المرجع آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي - دام ظله - الحوزات العلمية ببحثه الخارج في الفقه والأصول منذ أكثر من عشرين عاماً، ويحضره الكثير من العلماء الأفاضل والمجتهدين، للاستفادة من محضره الشريف، كما تخرج على يديه جمع من الأعلام المجتهدين، وهناك بعض حلقات درسه مسجلةً بالصوت والصورة، يمكن للسادة العلماء الأفاضل الرجوع إليها والاستفادة منها.

هذا، ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن الأنشطة العلمية والاجتماعية لسماحة السيد المرجع الشيرازي - دام ظله - ندعو الأخوة المؤمنين لمراجعة الكتاب الموسوم (نبذة عن الحياة العلمية للمرجع الديني آية الله العظمى الحاج السيد صادق الحسيني الشيرازي) الذي بادرت بإعداده مشكورةً مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر.