لدى استقباله جمعاً من الوجهاء وعلماء الدين وطلبة المدارس

آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي: ما يخلد الإنسان هو العمل في سبيل الله تعالى

قم - النبأ: لدى استقباله جمعاً من الوجهاء وعلماء الدين في مكتبه بقم المقدسة، ألقى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي كلمة مهمة، فيما يلي جانب منها:

ففي بداية كلمته، قال سماحة السيد المرجع: كان لرسول الله الأكرم (ص) صديق ملازم له، قد مرت على صداقته معه سنيناً طويلة، وكان (ص) كلما التقاه دعاه بدعوة الإسلام.

ومن البديهي أن رسول الله (ص) كان يدعو الناس جميعاً إلى الدين الجديد، إلا أنه كان يدعو ذلك الرجل بأسلوب متميز نسبياً، بسبب قربه منه.

فلما مرت بضع سنين على الدعوة، واهتدى خلق كثير، خجل الرجل من نفسه فأظهر ميلاً للدخول في الدين الجديد - مع العلم أن سائر أقربائه وعشيرته كانوا مشركين - وكان يقول: (أسلمت حياءً من رسول الله)!.

وتابع سماحة السيد المرجع يقول: وفيما بعد أضحى ذلك الرجل من خلص أصحاب النبي الاكرم (ص) ومن أهم مناصريه على الدعوة للإسلام، وقد سطر على صفحات التاريخ صوراً مشرقة من جلائل الأعمال والبطولات، ذلك الرجل هو الصحابي الجليل عثمان بن مظعون (رض).

إن أحد فضائل ذلك الصحابي - والكلام لسماحة السيد المرجع - أنه لما صار يحتضر ويودع الدنيا الفانية، حضر رسول الله (ص) بشخصه عند فراشه، ودعى له بالرحمة، ومن ثم قام الرسول (ص) بعمل لم يقم به لأحد من أصحابه؛ إذ انحنى (ص) له وقبل وجهه.

وقد سجل التاريخ أنه لما قبل رسول الله (ص) وجه عثمان بن مظعون، رفع رأسه الشريف، والدموع تنحدر على خديه الشريفين، بشكل لم ير نظيراً له طيلة حياته (ص) وهكذا، كان عثمان بن مظعون أول صحابي يدفن في مقبرة البقيع.

والفضيلة الأخرى لابن مظعون (رض) أنه لما توفي ابراهيم ابن رسول الله (ص)، دفنه النبي (ص) إلى جوار قبر ابن مظعون، ودعا له قائلاً: (.. ألحقك الله بالسلف الصالح عثمان بن مظعون).

وفي ختام كلمته، قال سماحة السيد المرجع يجب على الإنسان المؤمن أن يقتدي برسول الله (ص) في علوّ همته وعدم يأسه في دعوة الآخرين وهدايتهم إلى الإسلام.

على صعيد آخر، استقبل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي مجموعة من طلبة مدارس مدينة آراك، في مكتبه بقم المقدسة، وألقى فيهم أيضاً كلمة توجيهية، فيما يلي مقتطفات منها:

بداءة، قال السيد المرجع: أكد لنا القرآن الحكيم بأن كل ما عند الإنسان يؤول إلى الفناء والنفاد، أما ما عند الله تعالى فهو باق، وخالد (ما عندكم ينفد وما عند الله باق).

وأردف سماحته يقول مخاطبا الطلبة الضيوف: أنتم قد لا تعرفون أجدادكم، ولا تستطيعون أن تتذكروا عدداً من أسمائهم، ولكن عليكم حيثما كنتم، السعي لإبقاء أثر، والعمل في سبيل الله تعالى حتى تحققوا البقاء والخلود؛ ذلك لأن أي عمل في سبيل الله يخلد ويبقى.

وأضاف سماحته: يلزم كل واحد منكم أن يخصص في كل ليلة مدة خمس دقائق،قبل أن يخلد إلى النوم، للتفكير والتأمل فيما قدمه من أعمال في يومه، فإذا ما قام بعمل خاطئ، استغفر في ليلته تلك، وقرر بشكل قاطع أن لا يعود له ثانية.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا