واشنطن.. استحقاق سقوط صدام وخيارات التغيير وتأهيل المعارضة |
أكد مسؤول عسكري أمريكي في حديث صحفي ان الادارة الامريكية تدرس عددا من السيناريوهات بشأن نظام الحكم فى العراق تتباين بين التغيير من الداخل وتوجيه ضربة عسكرية. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون الفريق ركن دافيد لابان لصحيفة (عكاظ) السعودية أن الزيارة التي قام بها مؤخرا نائب وزير الدفاع الأمريكي بول ووليتز لتركيا تتعلق بالشأن العراقي لكنه لم يؤكد طلب المساعدة من تركيا لتوجيه ضربة عسكرية محتملة للعراق . وأوضح أن هدف أمريكا بالنسبة للعراق هو أولا تغيير نظام الحكم فى العراق وعدم الابقاء على صدام حسين في سدة السلطة وثانيا مساعدة العراق على أن تصبح دولة ديمقراطية. واشار الى الكيفية والسيناريوهات لتغيير النظام في العراق مازالت موضع مناقشات وحوارات كثيرة داخل أروقة الادارة الأمريكية. وأكد دافيد لابان ان أمريكا تريد تغيير النظام العراقي الحالي حتى لو تنازل صدام حسين عن السلطة لابنه او سمح بعود مفتشي الأسلحة إلى العراق لان الهدف ليس صدام وانما نظام الحكم الحالي برمته وان أمريكا تريد عراق حر وديمقراطي. وحول مشاركة وزارة الدفاع الأمريكية في مؤتمر المعارضة العراقية الذي عقد في لندن مؤخرا أكد المسؤول الأمريكي مشاركة الوزارة في المؤتمر وعلاقاتها المتصلة مع أعضاء المعارضة العراقية وتزويدها لجبهة التحرير العراقية بأنظمة عسكرية مختلفة معتبرا المؤتمر وسيلة أخرى للتنسيق أو الابقاء على الصلة مع المعارضة التي تشاركنا الهدف وهو التوصل إلى عراق حر ومستقل. وقال ان وزارة الدفاع الأمريكية تعرف جيدا ان العراق لم ينزع أسلحة الدمار الشامل لديه ويعمل على تطويرها ولكن الشيء الذي ليست أمريكا على يقين منه بعد هو ما مدى التقدم الذي وصل إليه العراق في هذا الشأن مبديا تخوف أمريكا من تمليك العراق أسلحة الدمار الشامل لمنظمات إرهابية. وأشار المتحدث الرسمي باسم البنتاغون الى ان أمريكا لا تريد إجهاض العراق فقط بل أي دولة تسعى إلى تطوير أسلحة الدمار الشمال قبل فرض شروطهم على العالم لحماية أراوح الملايين من البشر قبل وقوع الكارثة. في السياق ذاته قال المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايتشر اليوم ان الادارة الامريكية على قناعة بان الشرق الاوسط سيكون منطقة افضل واكثر سلاما اذا لم يعد الرئيس العراقي صدام حسين فى السلطة. وقال فلايتشر في ايجاز صحافي ان سياسة بوش الساعية الى تغيير النظام العراقي سبق للكونغرس الامريكي والرئيس السابق بيل كلينتون الاعراب عن مساندتها. واضاف ان صدام حسين شن حروبا على جيرانه قادت الى خسارة اكثر من مليون شخص وقام بغزو واحتلال الكويت واستخدم اسلحة كيماوية ضد شعبه. وتابع قائلا اعتقد انه لا يوجد شك فى المنطقة بانها ستكون مكانا افضل واكثر امنا وسلاما اذا لم يعد صدام حسين فى السلطة لذا فان موقف الولايات المتحدة هو موقف اخلاقي يحظى بمساندة عارمة من الحزبين (الجمهورى والديمقراطي) لصالح الحفاظ على الاستقرار فى المنطقة ومنع نشوب حروب مستقبلية. و كان بوش قد دعا الجيش الامريكي أخيرا الى الاستعداد لشن عمل عسكري وقائي ضد العراق. من جهة اخرى قالت الصحف العراقية امس ان الرئيس صدام حسين يعتزم اجراء استفتاء في منتصف اكتوبر للتصديق على بقائه في الرئاسة لفترة جديدة. ويرى سياسيون ومحللون في بغداد ان الاستفتاء مجرد اجراء روتيني لاقرار تولي صدام الرئاسة لولاية جديدة مدتها سبعة اعوام. وقالت صحيفة القادسية الرسمية ان الاستفتاء على منصب الرئيس سيجرى في منتصف اكتوبر.ويتولى صدام السلطة منذ عام 1979 وقد فاز بتأييد 99.99 في المائة من اكثر من ثمانية ملايين عراقي ادلوا باصواتهم في استفتاء اجري في اكتوبر عام 1995. وتأتي الخطط الخاصة باجراء الاستفتاء في وقت يتصاعد فيه حديث الولايات المتحدة بشأن الحاجة الى «تغيير النظام» في العراق. وقالت مصادر دفاعية ودبلوماسية غربية ان الولايات المتحدة تسعى لتدريب عراقيين على ادارة البلاد في مرحلة ما بعد صدام حسين وان التدريب يشمل العديد من المجالات من كيفية التعامل مع وسائل الاعلام الغربية الى تقديم مسؤولين حاليين للمحاكمة عن جرائم حرب قد تنسب اليهم. وأوضحت المصادر أن سياسة «تغيير النظام» التي تنتهجها واشنطن ازاء العراق تتحرك على جبهتين رئيسيتين.. الاولى هي شن هجوم عسكري لاسقاط صدام والثانية تتعلق بما بعد صدام. وقالت ان خبراء في قوانين المراحل الانتقالية مقيمين في الخارج اجتمعوا في الاونة الاخيرة تحت رعاية واشنطن لمناقشة قوانين العراق الحالية وكيفية تقديم بعض أعضاء القيادة الحالية في العراق الى المحاكمة في جرائم حرب. وتعتزم واشنطن بمساعدة مدنيين ساهموا في تدريب الكويتيين على اعادة بناء بلادهم بعد هزيمة العراق في حرب الخليج عام 1991 تنظيم عدة مجموعات عمل مماثلة لمهنيين عراقيين آخرين في الخارج لبحث العديد من القضايا مثل ادارة الشؤون المالية وتنظيم الانتخابات. وقال أحد منسقي هذه العملية «انها مثل نموذج الكويت تستهدف اعداد العديد من الاشخاص ليكونوا قادرين على ادارة شؤون (البلاد) كتدريب بعض العراقيين على كيفية التعامل مع الصحافة».ويخشى كثيرون أن تسود العراق فوضى شاملة. لكن المسؤولين الاميركيين المشاركين في التخطيط للحملة يبدون واثقين من أن واشنطن ستنجح في مسعاها وستأتي بقيادة عراقية منتخبة ديمقراطيا بعد اسقاط صدام الذي صمد حتى الآن في وجه هجمات شنها ثلاثة رؤساء أمريكيين على بلاده منذ أن أنهت حرب الخليج احتلال الكويت الذي استمر سبعة أشهر. ويأمل هؤلاء المسؤولون أن تشجع ضربة سريعة ناجحة جماعات داخل العراق بما فيها الجيش على التحرك والسيطرة على الموقف والترحيب بنهاية حكم صدام. ولكن لا يحبذ أحد أن يتولى السلطة أحد أعضاء القيادة الحالية. قال مسؤول مشارك في التخطيط «تستهدف السياسة تغيير النظام وليس تغيير صدام...يجب أن يرحلوا كلهم». وبينما يدرس العسكريون الاميركيون عدة خيارات من قصف جوي مكثف تعقبه عملية سريعة لقوات خاصة ضد صدام نفسه الى ما يبدو الخيار الاقل قبولا وهو قيام القوات البرية الاميركية بعملية واسعة النطاق في العراق فان المسؤولين المدنيين يضعون خططا لانتقال السلطة. وقالت المصادر الدفاعية والدبلوماسية الغربية ان وزارة الخارجية الاميركية وعدة هيئات اخرى على اتصال مع العديد من الشخصيات العراقية للوصول الى موقف جماعي يشمل القبائل العربية الشيعية والفصائل الكردية المتناحرة وأنصار الملكية والعسكريين الذين انشقوا على القيادة حديثا والجماعات والشخصيات المعارضة للنظام منذ زمن بعيد. وفي واشنطن اكد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الاثنين انه امر بفتح تحقيق جنائي حول تسريبات محتملة في البنتاغون تتعلق بخطة لشن هجوم مكثف على العراق تحدثت عنها صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر في 5 يوليو. ودعا رامسفيلد موظفي البنتاغون للتعاون مع المحققين لكشف من الذي اكد للصحيفة بان القيادة العسكرية المركزية وضعت «تصورا للعمليات» يقضي بشن هجوم مكثف بمشاركة مئات الطائرات الحربية وحوالي 250 ألف عنصر، انطلاقا من ثمانية بلدان «لم يتم التشاور معها بعد» بحسب ما اوردت نيويورك تايمز. (وكالات) |