آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي يشدد على ضرورة اهتمام الشباب بالتبليغ الإسلامي

قم/ النبأ: لدى استقباله جمعاً من طلبة الهند في مكتبه بمدينة قم المقدسة، ألقى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي – دام ظله الوراف – كلمة مهمة، سلط خلالها الضوء على أهمية تبليغ الرسالة الإسلامية السمحاء، ومبادئ أهل بيت النبوة (ع) عبر التزام المسلمين الدقيق بهذه المبادئ، قولاً وعملاً، وفيما يأتي نقتطف مقاطع من هذه الكلمة.

استهل سماحته كلمته بالآية الكريمة (ما عندكم ينفد وما عند الله باق) داعياً إلى الإكثار من العمل الصالح الذي يخلّد اسم صاحبه، وتمثل مبادئ وأفكار أعلام الدين الذين خلّدهم التاريخ، من أمثال الشيخ الصدوق – رض – الذي أوصل لنا الكثير من الأحكام العبادية، بحيث استحق أن يلحقه جزء من ثواب الصلوات التي يؤديها المؤمن اليوم.

وقال سماحة السيد المرجع:

 كان للشيخ الصدوق أخ محمود السيرة، ومتدين، ولكن لم تصل لنا منه آثار معينة، علماً أن هذا الشيخ الفاضل قد عاصر أخاه الشيخ الصدوق – رض – وكانا من أسرة واحدة، إلا أن هذا الكم العظيم من الفضل والثواب يصل إليه، دون أخيه، رغم مضي نحو ألف عام على رحيله عن الدنيا؛ فلينظر أحدكم ماذا يقدم من أعمال بحيث يذكر اسمه بعد ألف سنة، ويظل يجني ثواب مثل هذه الأعمال؟!.

وفي جانب آخر من كلمته قال سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي: سيكون المستقبل للإسلام في بلد مثل الهند، إنشاء الله تعالى؛ إذ سيتحول جميع أبناء هذه البلد إلى الإسلام، وإن نسل عبدة الأوثان، وعبدة البقر، وعبدة الجرذان، وعبدة الشمس…إلخ سيصبحون مسلمين شيعة، إنشاء الله.. وكذلك الحال بالنسبة إلى إيران التي ظل شعبها كافراً لمئات السنين، إلا أنه بعد ذلك صار جميعهم يعتنقون المذهب السني، وحالياً أصبح أكثر أبناء الشعب الإيراني شيعة.. الهند ستمر بنفس الأدوار التي مرت بها إيران، ولكن بعد كم سنة؟! هذا الأمر يتوقف على مساعي المسلمين وجهودهم.

وأضاف سماحته: يقال أن في الهند يوجد نحو ستمائة مليون وثني فإذا طالع أي إنسان مؤمن الكتاب المقدس لعبدة الأوثان، وجمع حوله شباب وفتية هؤلاء الوثنيين، ليعرض عليه أباطيل وخرافات ذلك الكتاب، ويهتف بهم: أنت

- سيكون المستقبل للإسلام في بلدٍ مثل الهند ( إنشاء الله ) إذ سيتحول جميع أبناء هذا البلد إلى الإسلام...

أيها الشاب الجامعي، وياأيها الأستاذ، يا أيها المحافظ والوزير والطبيب! أتقبلون هذا الكلام؟ أتدرون أن هذا الكلام هو جزء من معتقداتكم؟! ليصدق الأخوة المؤمنون أن واحداً منهم يستطيع أن يزلزل الآلاف من أولئك الناس، عن معتقداتهم..

وأردف السيد المرجع يقول: أسوق نموذجاً من ذلك الكتاب المقدس بالنسبة للوثنيين؛ فقد جاء، من جملة ما جاء فيه أنه إذا تزوج شاب بامرأة، واتضح بعد حيث أنه عقيم، جاز للمرأة أن تتزوج بأخ زوجها، حتى تنجب منه طفلاً واحداً فقط، ومن ثم يلحق هذا الطفل بزوجها الأول!! فهل يقبل العلم والمنطق؟!.

وفي موضع آخر من الكتاب جاء: أحياناً يصبح الإنسان هو الله دون أن يعلم(!!)… إلى غير ذلك من الأباطيل والخرافات التي يزدحم بها كتابهم؛ يستطيع أحد المؤمنين أن ينشرها، ليفتضح تهافتها، من دون اللجوء إلى السب أو التشنيع ونحوه..

ومضى سماحة السيد المرجع إلى القول: من أهم المسائل في الحياة الدنيا، هداية الناس؛ قال رسول الله (ص) للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): ((يا علي لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس)).

هناك كتاب في التاريخ – والكلام لسماحة السيد المرجع – عنوانه (آثار البلاد وأخبار العباد) ورد فيه أنه في زمان الخليفتين الأول والثاني، صنع حاكم بلاد إيران ختماً من حديد، وكان يؤتى بالشيعي، فيحمى الختم بالنار إلى درجة الإحمرار، وتكوى به جبهة ذلك الشيعي!!.

- ليصدق الأخوة المؤمنون أن واحداً منهم يستطيع أن يزلزل الآلاف من أبناء الهند عن معتقداتهم (الوثنية).

- علينا دائماً أن نولي الشباب اهتماماً متزايداً لأن هؤلاء لم يتعرضوا بعد لعمليات غسيل المخ، وهم إلى الخير أسرع.

وورد في ذلك الكتاب أيضاً: إذا تعرض أحد من الشيعة إلى هذا الفعل القاسي، فإنه يعتكف في داره ولا يبارحه إلى آخر عمره؛ لأنه إذا غادر منزله وصادفه سني شمت به، وإذا صادفه شيعي خجل منه.. في ذلك الزمان، ومع كل ذلك الضغط، انتشر المذهب الشيعي واستشيع الكثير من أبناء السنة، حتى أصبحت إيران الآن بلداً شيعياً؛ لأن الشيعة فيها يشكلون الأغلبية المطلقة.

ونذكر نموذجاً مهماً، على سبيل المثال، هو العلامة المجلسي (قدس سره) صاحب مؤلف بحار الأنوار، والذي على مدى ثلاثمائة عام برز في أعقابه المئات من العلماء ومراجع التقليد والوعاظ والكتّاب..

إن الجد الأعلى للعلامة المجلسي كان سنياً أثر فيه الشباب الشيعة في أصفهان بإيران، فاستشيع، وهكذا فرغم ظروف التعصب الشديد التي كانت سائدة وقتذاك، إلا أن الشباب الشيعة صمموا على نشر مبادئ مذهب أهل البيت (ع).

هذا، وختم سماحة السيد المرجع آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي – دام ظله – كلمته بذكر قصة معبرة جداً، قائلاً:

 قبل حوالي أربعين عاماً، حيث كنت وقتها في مدينة كربلاء المقدسة، كُتب في إحدى المجلات آنذاك أن أحد علماء السنة اعتنق المذهب الشيعي، فلما سُئل عن سبب تشيعه، قال: حرف جر واحد في القرآن الكريم جعلني استشيع!! فقيل له: وما هو؟ قال: أنا أقرأ القرآن كثيراً، وفي إحدى المرات كنت أقرأ سورة الفتح (إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً) حتى وصلت إلى آخر آية من السورة (محمد رسول الله والذين معه..) أي أصحاب النبي الأكرم (ص)، لاحظت أن الله عز وجل قد ذكر أصحاب النبي (ص) في هذه السورة ثلاث عشرة مرة بصيغ الجمع أو مع ضمائر الجمع، ولكنه سبحانه وتعالى حين يتحدث عن مسألة الدخول إلى الجنة، يذكرهم بصيغة التبعيض وليس الجمع، فيقول سبحانه: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم)؛ وكلمة (منهم) للتبعيض، فرحت استغرق في التفكير بهذا الأمر، ولماذا لم يشملهم الخطاب جميعاً؟ وقلت مع نفسي: يجب أن أحقق وأدقق في ذلك، فوجدت في آخر المطاف أن صيغة التبعيض هذه تعود إلى الأصحاب أنفسهم؛ وهكذا صرت شيعياً..

فعلينا جميعاً أن لا ندع أوقاتنا تذهب هدراً، بل علينا أن ندرس ونطالع بشكل صحيح؛ لأن أهل الباطل، في حقيقتهم، جهلاء لا علم لديهم.

يقول الإمام الصادق(ع): ((عليكم بالاحداث فإنهم أسرع إلى كل خير))؛ إذن علينا أن نولي الشباب اهتماماً متزايداً، لأن هؤلاء لم يتعرضوا بعد لعمليات غسيل المخ، وهم إلى الخير أسرع..

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا