هل يكون الطلاب محرك التغيير في إيران..؟ |
قالت صحيفة هيرالد تربيون ان حركة طلابية ذات قوة متنامية، تتخذ من الرئيس الايراني محمد خاتمي، كرمز ومحرك للاصلاح السياسي في ايران ويقول النشطاء المنتشرون في جميع الجامعات الايرانية في طول البلاد وعرضها ان دعوتهم للتغيير بدأت تلقى زخما كبيرا وانهم مستعدون لطرح مسائل حساسة للتصويت الشعبي لأول مرة مثل اعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة. وعلى عكس خاتمي الذي انتخب مرتين رئيسا للبلاد والذي واجه صعوبات جمة خلال سعيه للتغيير على يد رجال الدين المحافظين والأقوياء ومؤيديهم، فإن الطلاب ليس لديهم الصبر ولا حتى الاستعداد للقبول بالوضع القائم حاليا. وقد وجدغلام عباس تفسولي الناشط الليبرالي الذي انهى لتوه حكما بالسجن لمدة عام بتهم محاولة قلب نظام الجمهورية الاسلامية مدى التغيير الذي طرأ على البلاد عندما خاطب حشدا من الطلاب في جامعة العلوم والصناعة بطهران في مايو الماضي. فقد أبدى الطلاب امتعاضهم من انتقاده المبطن والمخفف لضعف اصلاحات خاتمي، وأرادوا من تفسولي ان يستمع الى انتقاداتهم اللاذعة. ويقول أكبر ارطي، الناشط الراديكالي في الجامعة والبالغ من العمر 30 عاما لقد فقد العامة بشكل عام صبرهم مقارنة بما كان عليه الحال قبل 5 سنوات بسبب العنف والقمع اللذين يمارسهما المتشددون. ويضيف من الواضح ان حركة الاصلاح قد فشلت لأن الاصلاحيين لم يكونوا مستعدين لدفع ثمن التغيير. ويقول محسن سازجارا، السياسي الاصلاحي والصحفي السابق الذي غالبا ما يتحدث في الجامعات ان الطلاب باتوا يشعرون بالتململ أكثر من ذي قبل، ويضيف انهم يستطيعون جعل السياسي يتصبب عرقا بأسئلتهم الجريئة. ومن المعروف ان الطلاب كانوا القوة المحركة للثورات من روسيا البلشفية مرورا بميدان تيان آن مين في الصين وانتهاء بشرق أوروبا عام 1989، والثورة الاسلامية الايرانية نفسها قبل ذلك بعشر سنوات. أما اليوم، فإن الطلاب في ايران يكتسبون قوة متزايدة من اعدادهم، فهناك نحو 7.1 مليون طالب في بلد يبلغ تعداد سكانها 65 مليون نسمة، ثلثاهم لم يبلغوا الـ 30 من العمر. وقد ساهم الاقتصاد الحكومي المغلق على نفسه والذي يعمل في اجواء من الفساد وسوء الإدارة في الحيلولة دون توفير فرص عمل للجميع، وتقدر الاحصاءات الرسمية ان عدد العاطلين عن العمل سيرتفع الى نحو 6 ملايين شخص بحلول عام 2004. ويرى سازجارا ان الطلاب يطمحون الى المزيد من الحرية في حياتهم، انهم يطمحون بالاندماج بالثقافة العالمية وبالحصول على نظام ديمقراطي يضمن لهم المزيد من الوظائف في المستقبل. ويعي الطلاب جميع الحقائق خارج ايران بفضل الانترنت والاطباق اللاقطة، كما انهم يقرأون الكثير عن الديمقراطية الغربية ويتلقون تعليمهم على يد اساتذة جامعيين درسوا في الغرب. ويقول رضا عامري نساب طالب الطب البالغ من العمر 28 عاما والذي يطالب بالاصلاح ان الساعات التي يقضيها وهو يتصفح الانترنت ويقرأ الكتب عن تشكيل الديمقراطيات الغربية تفوق تلك التي يقضيها بين كتب الطب. وقد جاءت نقطة التحول بالنسبة للطلاب في يوليو من عام 1999 عندما قامت قوات الشرطة الدينية، مدعومة بقوات الأمن التي كان يسيطر عليها المحافظون بمهاجمة سكن الطلاب في طهران بعد ان احتج الطلاب على اغلاق صحيفة مؤيدة للاصلاح. وخلال ذلك الهجوم قتل طالب واصيب عدد آخر بجروح مختلفة، وقد اعتبرت ايام العنف الخمسة، الأسوأ منذ ثورة عام 1979. ويقول محمد رضا نعمان، وهو احد الطلاب الذين اشتركوا في هذه الاحتجاجات توقفت المظاهرات بعد ان طلب خاتمي من الطلاب الحفاظ على النظام، وقد اضطر الرئيس لذلك بعد ان هدده المحافظون بالقيام بانقلاب ضده. وبما ان النظام القضائي خاضع ايضا لسلطات المحافظين، فقد اكتفت المحاكم بإدانة جندي واحد فقط لسرقته آلة حلاقة كهربائية، اما قادة الحركات الطلابية فقد تعرضوا للقمع والاعتقال. ورغم صدمة عام 1999، والقمع المتواصل، فإن الطلاب يضغطون من أجل التغيير، وذلك بقيادة مكتب تعزيز الوحدة، الذي يعتبر الحركة الطلابية الاصلاحية الرئيسية في البلاد. وقد تمكن هذا المكتب مؤخرا من جمع شمل الاتحاد الإسلامي للجامعات تحت مظلة واحدة. ويقول الطالب أحمد فرجي الذي سجن لمدة اسبوعين: نحن لا نعارض خاتمي وحركته الاصلاحية ولكننا نعتقد أنها ليست كافية، لأننا نؤمن ان التغيير يجب ان يبدأ من القاع. وداخل الجامعات يستعد قادة الحركة الطلابية لتنظيم استفتاءات حول المسائل الحساسة مثل تغيير الدستور لمنع رجال الدين من ممارسة حق النقض من أجل ابطال القوانين التي يصدرها البرلمان المنتخب، والمحادثات مع الولايات المتحدة والغاء الهيئات المتشددة غير المنتخبة التي تعرقل الاصلاحات. وسوف تكون هذه المرة الأولى التي تعرض فيها مثل هذه القضايا على استفتاء شعبي. ويقول عامري نساب معلقا: ان هذه القضايا هامة للغاية ونحن نعتزم أن نعرض وجهة نظر طلاب الجامعات منها. ويضيف: ان الرأي العام وسيلة هامة للتغيير، والجامعات هي الاماكن المناسبة لانتاج الآراء البناءة والمفيدة، ولذلك نحن مطالبون بكسر الاقفال التي تغلق ابواب الاصلاح كما أنه تقع على عاتقنا مهمة الضغط على المسؤولين الاصلاحيين حتى لا يصيبهم الملل أو القنوت من مسألة متابعة الاصلاحات. (الوطن القطرية) |