آية الله طاهري: المالك الحقيقي للولاية هو المهدي المنتظر |
وجه المجلس الاعلى للامن القومي الايراني اليوم تعليماته الى الصحافة المحلية بتجنب نشر اي مادة اعلامية تتعلق باستقالة امام مدينة اصفهان جلال الدين طاهري من منصبه. ودعا المجلس في بيان نشرته صحيفة (نوروز) الاصلاحية اليوم الصحافة الايرانية الى عدم نشر اي مقالة تتضمن موقفا ايجابيا او سلبيا حيال استقالة طاهري من امامة صلاة الجمعة . واعتبر البيان ان "الحفاظ على الوحدة الوطنية والامن القومي يقتضيان الامتناع عن نشر مثل هذه المواد في الوقت الراهن". وتلقت الصحف الايرانية على مدى يومين نبأ الاستقالة بتفاوت كبير حيث انتقدت صحيفة (كيهان) المسائية المحافظة في عددها امس مضامين الرسالة التي وجهها طاهري واعتبرتها مخالفة لمبادء مرشد الجمهورية الاسلامية الراحل الخميني وبخاصة مايتعلق بالدعوة الى رفع الحصار عن خليفة الخميني السابق حسين منتظري الذي يعيش حاليا تحت الاقامة الجبرية ووصفته ( منتظري) الصحيفة بانه "مطرود من قبل الامام الخميني". واكتفت صحيفة (جمهوري اسلامي) المحافضة بنشر النبأ كما اوردته وكالة الانباء الايرانية لكنها ذيلته بالاشارة الى تقدمه بالسن ومرضه الذي حال دون الاستمرار في منصبه. بيد ان الصحف الاصلاحية تناولت القضية على نحو اخر اذ نشرت صحيفتا (نوروز) و (همبستكي) في عدديهما امس رسالة الاستقالة التي وجهها طاهري كاملة على صدر صفحاتهما الاولى فيما نشرتا ردود الافعال على هذه الاستقالة من قبل الفعاليات السياسية والدينية في عدديهما الصادرين اليوم. وكان امام مدينة اصفهان الاصلاحي طاهري (74 عاما) اعلن في رسالة نشرتها امس وسائل الاعلام المحلية استقالته من منصبه كامام لمدينة اصفهان (وسط ايران) الذي شغله طيلة ثلاثين عاما. وتضمنت الرسالة التي وجهها طاهري امس انتقادا حادا لما اسماه بتردي الاوضاع في البلاد على كافة الاصعدة الاجتماعية والسياسية والثقافية وما دعاه بسعي البعض استغلال الدين لمصالح شخصية بعيدة عن سماحة الاسلام ورأفته". وكتب جيم موير مراسل البي بي سي في طهران يقول: فاقمت استقالة آية الله طاهري من احتدام أجواء المواجهة الدائرة بين الإصلاحيين والمتشددين في داخل النظام الإسلامي. وبلغ الإحباط لدى الإصلاحيين، الذين يسيطرون على كل من رئاسة الجمهورية والبرلمان بعد تسجيلهم انتصارات انتخابية ساحقة، ذروته بعد خمس سنوات من رؤية محاولاتهم الرامية إلى التغيير تمنى بالإخفاق جراء جهود أقلية متشددة ذات قدم راسخة في السلطة. وقدم آية الله طاهري في بيانه إدانة لاذعة لحكام البلاد، متهما إياهم بالفساد، والنفاق والقمع. وعادة ما تبقى التعليمات الصادرة إلى الصحف بعدم نشر معلومات عن حادثة ما طي الكتمان ولكن صحيفة نوروز الإصلاحية الرئيسية، نشرت نص الأمر التوجيهي وصورة عنه. كما نشرت الصحيفة مساحات فارغة كبيرة حيث كانت تنوي نشر مقالات تغطي ردود الفعل على الاستقالة، بما في ذلك بيان من 125 عضوا في البرلمان يعربون فيه عن تأييدهم لآية الله طاهري. ومن الواضح أن القضية قد زادت الإصلاحيين جرأة. وفي مقال كتبه في نفس الصحيفة، دعا أحد أهم الإستراتيجيين الإصلاحيين، عباس عبدي، الرئيس محمد خاتمي إلى الإصرار على إجراء استفتاء على عملية الإصلاح أو الاستقالة في حال رفض مناوئيه لذلك. وقال عبدي إن عملية صنع القرار في البلاد تعرضت للشلل جراء الشرخ المتسع في الدوائر الحاكمة. ولكن بدا أن بعض الصحف اليمينية
تتجاهل الحظر أيضا. ونقلت صحيفة السفير قول اية الله طاهري عن وكالات الانباء العالمية مالك الولاية هو المهدي المنتظر، حيث ذكرت هذه الوكالات ان رجل الدين الايراني المعتدل آية الله جلال الدين طاهري شن هجوما لم يسبق له مثيل على ما سماه (الظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي)) ووصل بانتقاداته الى مرشد الجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي مشيرا الى ان (المالك الحقيقي للولاية)) هو المهدي المنتظر مناقضا مقولة ولاية الفقيه التي تعتبر من اسس الحكم في ايران. وقالت صحيفة (نوروز)) امس ان الانتقادات التي وجهها طاهري وهو من مؤيدي الرئيس محمد خاتمي جاءت في سياق خطاب استقالة من وظيفته كخطيب للجمعة في مدينة اصفهان. وكانت الانتقادات ضد الدولة وضد المحافظين الذين يعطلون جزءا كبيرا من برنامج خاتمي. ويعاقب من يوجه اهانة الى المرشد بالسجن. ونُسب الى طاهري قوله (ان الموجودين في السلطة يستغلون معتقدات الناس ودينهم بغرض الوصول الى اهدافهم المادية وهم للاسف من المؤيدين لبعض الناس الذين يلجأون للعنف)). وعدّد طاهري المشاكل التي قال انها تحيق بايران، فقال (لا احد يطيع القانون... وهناك منظمات غير شرعية وغير مسؤولة... تقييد البرلمان... تطبيق سياسة خارجية غير ناجحة... وجود مؤسسات في الظل في الساحة الاقتصادية)). اضاف (دفع العقول الى الهجرة.. وعزل المثقفين واعتقال المنتقدين وحبس الصحافيين على نحو غير قانوني ومنع اصدار المطبوعات وشل الحكومة ووجود مجلس مراقبة الدستور ومحكمة رجال الدين الخاصة وتجاهل الناس... كل هذا له نتيجة غير سارة)). ووجه طاهري انتقادا غير مباشر الى خامنئي الذي يهيمن على كل مفاتيح السلطة في ايران من خلال مبدأ (ولاية الفقيه)). فقال (انا ادعو اخوتي واخواتي الى الصبر واليقظة وأضع الأمة المقموعة الى المالك الحقيقي للولاية وهو الامام الثاني عشر)). وتجاوز طاهري خطا احمر آخر عندما انتقد معاملة المعارض البارز آية الله حسين علي منتظري الخاضع للاقامة الجبرية في منزله منذ العام 1997. وقال (ان هذا الحصار اللاإنساني الذي لم يسبق له مثيل ولم يسمع عنه من قبل لرجل الدين العظيم ستكون له عواقب مشؤومة)). ورشح آية الله روح الله الخميني قائد الثورة الايرانية منتظري ليخلفه. ووصفه ذات مرة انه (ثمرة حياتي)). لكن منتظري اختلف مع الخميني عام 1988 اي قبل عام من وفاته بعد انتقاد منتظري لاعدام سياسيين. وطاهري الذي عينه الخميني، واحد من الائمة القليلين الذين ما زالوا يبدون تأييدا معلنا لمنتظري كي يتولى منصب الزعيم الاعلى. وعين خامنئي معظم خطباء الجمعة في المساجد. وقال طاهري (قبل نحو 30 عاما عينني آية الله الخميني وفي ظل الظروف الحالية استقيل)). وألقى متشددون حجارة على المنصة التي كان يلقي عليها طاهري خطبة قبل ثلاثة اعوام بسبب اتهامه للمحافظين بقتل معارضين. على صعيد آخر، نفى المتحدث باسم الحكومة الايرانية عبد الله رمضان زاده ما ذكرته وسائل اعلام اجنبية من ان روسيا تراجعت عن انجاز محطة بوشهر للطاقة الذرية في جنوبي ايران. وقال رمضان زاده في مؤتمره الصحافي الاسبوعي ردا على سؤال بهذا الخصوص (ما ذكرته وسائل الاعلام الاجنبية لا اساس له من الصحة)). اضاف (ان الجانب الروسي يؤكد على مواصلة هذا المشروع وان اعمال بناء محطة بوشهر للطاقة الذرية مستمرة)). |