اليوم العالمي للسكان 2005عدد سكان الارض ثمانية مليارات |
يحتفل العالم يوم الخميس باليوم العالمي للسكان الذى أوصى به مجلس ادارة برنامج الامم المتحدة الانمائي في عام 1989 ويهدف الاحتفال بهذا اليوم الى تركيز الاهتمام على قضايا السكان سيما في سياق الخطط والبرامج الانمائية الكلية وضرورة ايجاد حلول لهذه القضايا. وكان صندوق الامم المتحدة للسكان دعا الدول الاعضاء في المنظمة الدولية في العام 1994 الى ضبط النمو الديمغرافي العالمي عبر افساح المجال أمام كل فرد للحصول على وسيلة لتنظيم الاسرة. ففي عام 1930 كان عدد سكان العالم ملياري نسمة لكن تم تخطي سقف ثلاثة مليارات نسمة في العام 1960 ومنذ ذلك الحين أخذ عدد السكان يتضاعف وبحلول عام 2025 من المتوقع أن يبلغ عدد سكان الارض ثمانية مليارات نسمة. وتشير الدراسات الى أن المشكلة الاسكانية العالمية ليست في عدد السكان فحسب بل في تركيبهم أيضا اذ سيقفز نسبة كبار السن من فئة العمر الذي يزيد على 65 سنة من ستة في المئة الى 24 في المئة في 2025. في مقابل ذلك ستنخفض نسبة الصغار من الفئة العمرية التي تقل عن 15 سنة من 32 الحالية الى 18 في المئة وستزداد نسبة الشيوخ الذين تزيد أعمارهم عن 80 سنة من واحد في المئة الى تسعة في المئة. وتوءكد الدراسات انه سيزداد تمدين سكان العالم ويشتد التركيز السكاني ففي عام 2025 سوف يحتشد 84 في المئة من سكان العالم في البلدان النامية التي تضم حاليا 77 في المئة من سكان العالم وستكون نسبة الزيادة في افريقيا أكبر منها في أي مكان آخر اذ سيزداد عدد سكانها في عام 2025 الى اكثر من مليار ونصف المليار فيما سيقفز عدد سكان جنوبي آسيا من مليار و200 مليون الى مليارين و100 مليون. ومن المرجح أن تتركز نسبة 83 في المئة من الزيادة السكانية العالمية في المدن. ويعود السبب الأساسي لهذا النمو السكاني الكبير الى قلة الوفيات وزيادة أعداد الولادات وعلى وجه الخصوص بعد عام 1950 عندما أسهم التطور الطبي في ادامة أعمار الناس وبخاصة الأطفال منهم والمحافظة على صحتهم وقد تبنت أربعة مؤتمرات دولية معالجة مشاكل السكن اذ عقد الأول منها في العاصمة الرومانية بوخارست في العام 1974 والثاني في مكسيكو العام 1976 والثالث في القاهرة العام 1994 والاخير في البحرين في عام 2000 اذ تعهد المشاركون في المؤتمر بمبادىء توفير مسكن ملائم لجميع الاشخاص وضرورة تحقيق تنمية ملائمة للمجتمعات والمستوطنات السكانية. كما طالب المؤتمرون في بيانهم الختامي بازالة العقبات التي تحول دون الاعتراف بحقوق الاشخاص الذين يعيشون تحت الاحتلال الاجنبي واعتبروا تلك العقبات لا تتوافق مع مبادىء الكرامة الانسانية. وشمل هذا النمو السكاني كافة أقطار العالم الثالث ليشكل ذلك عبئا على دولها بسبب الحاجة المستمرة للأجهزة والمعدات الطبية اللازمة للعناية الصحية. وبالفعل فقد انخفض معدل الولادة للعائلة الواحدة في دول العالم الثالث من ستة أطفال في عام 1969 الى ثلاثة أطفال في الوقت الحاضر. وفيما يخص العالم العربي أورد تقرير للبنك الدولي أن الوطن العربي خلال عشر سنوات سيبلغ عدد سكانه حوالي 300 مليون نسمة منهم 40 في المئة تتراوح أعمارهم بين 20 و25 سنة. أما بالنسبة للعالم العربي فقد بلغ معدل نمو اجمالي عدد السكان ثلاثة في المئة سنويا خلال الفترة 1980 و 1990 ليبلغ بذلك أعلى المعدلات على مستوى العالم غير أن معدل نمو السكان في الدول العربية تراجع الى نسبة 5ر2 في المئة سنويا خلال الفترة من 1990 الى 1998 تماشيا مع تراجع معدلات نمو السكان في دول الدخل المتوسط والمتدني وذلك بمعدل اثنين في المئة سنويا في الثمانينات الى 6ر1 في المئة. وتعود أحد أسباب الزيادة في عدد السكان في العالم العربي الى التحسن الملحوظ في الأحوال الصحية. وتؤكد الجامعة العربية أن الأوضاع الصحية في الدول العضوة قد تحسنت بصورة ملحوظة خلال السنوات الاخيرة وانخفض معدل وفيات الأطفال الرضع البالغة أعمارهم سنة فأقل من نحو 150 حالة وفاة لكل ألف الى 65. كما انخفض معدل وفيات دون الخامسة في الدول العربية من 243 حالة وفاة لكل الف من المواليد الى اقل من 100 حالة وحرص دستور دولة الكويت في تناوله للمقومات الاساسية للمجتمع الكويتي على ان تكون الاسرة هي اساس المجتمع واسند الى المشرع مسؤولية حفظ كيانها وتبني قضاياها واحتياجاتها وعلى رأسها قضية الرعاية السكنية والرعاية الصحية. وتجسيدا لهذا الاهتمام فقد أنشأت الدولة منذ بداياتها الأولى عام 1954 مجلس الانشاء والذي تحول الى دائرة املاك الدولة عام 1956 ثم تشكيل لجنة الاسكان عام 1958 وانشاء بنك الائتمان عام 1960 والذي تحول الى بنك التسليف والادخار في عام 1965 وانتهى بتأسيس الهيئة العامة للاسكان عام 1974 والتي استبدلت بالمؤسسة العامة للرعاية السكنية عام 1993. ومن جانب اخر تسعى الكويت الى توفير الرعاية الصحية الشاملة للمواطنين طبقا لما نص عليه الدستور في مواده 9 و 10 و 11 و15 عبر خدمات وزارة الصحة المجانية. وتعد الكويت في مصاف الدول المتقدمة بالنسبة لخدماتها الصحية اذ تصل التغطية بالخدمة الى مئة في المئة من مجموع السكان في جميع المناطق الصحية مما أثر ايجابيا على مؤشرات تقديم الخدمة. وانعكس التحسن في المستويات الصحية على نسبة زيادة أعداد الكويتيين فقد انخفضت نسبة الوفيات وقد أصدرت ادارة الاحصاء والسجلات الطبية في وزارة الصحة في 17 ديسمبر 2000 تقريرها السنوي للاحصاءات الحيوية والصحية لعام 1999 متضمنا عدد سكان الكويت للعام الماضي والذي بلغ 1207195 نسمة يشكل الكويتيون منهم 803945 نسمة في حين بلغ عدد غير الكويتيين 1303250. وذكر التقرير عددا من الحقائق منها انخفاض منتظم لأعداد المواليد الأحياء من سنة 1996 الى 1999 وبخاصة بين غير الكويتيين كما انخفض معدل الخصوبة للمرأة الكويتية بمقدار 19 في المئة بين عامي 1995 و 1999 وبالنسبة لغير الكويتية انخفض بنسبة 17 في المئة . وتصدرت الكويت في عام 1998 الحكومات العربية في معدل انفاقها على علاج مواطنيها مقارنة بالدول العربية الاخر. وأوضح احصاء نشرته مجلة (المجلة) في 4 أكتوبر 1998 أن متوسط الانفاق السنوي لحكومة الكويت على مواطنيها يبلغ 510 دولار سنويا للفرد الواحد متقدمة بذلك على معدلات انفاق الحكومات العربية الأخرى. وأشار تقرير الذي عرض على المؤتمر الدولي للسكان في القاهرة عام 1994 الى أن الكويت تصدرت الدول العربية في قلة عدد الوفيات وارتفاع معدل الأعمار. ومن أبرز الخطط العالمية لامتصاص التزايد السكاني الكبير توسيع نطاق الضمان الاجتماعي العائلي والصحي ليشمل كافة القطاعات الشعبية وليس فقط فئة الموظفين هذا الى جانب ضرورة تأمين الرعاية الأسرية ورعاية الأطفال والتعليم. ومن الجدير بالذكر ان كل القوانين والدساتير والمواثيق تدعو الى تحقيق مثل هذه الرعاية الانسانية وعدم حرمان السكان من ابسط الخدمات الانسانية .(كونا) |