ورقة اعلامية نقاط الضعف، سيطرة اللوبى الصهيونى، القرار السياسى، الاحباط، غياب الاستراتيجية |
دعت ورقة اعلامية كويتية الى القيام بمسح شامل للرأى العام الغربى والأسس المعرفية والادراكية والثقافية التى تحركه وتؤثر فيه وطبيعة اللغة والخطاب الذى يمكن أن يستحثه على التعاطف والاستجابة والانخراط فى مناصرة القضية الفلسطينية. جاءت الدعوة فى ورقة بحثية تناولتها ندوة (الاعلام العربى والقضية الفلسطينية .. الواقع والبدائل) لمدير ادارة البرامج العلمية والخاصة بتليفزيون الكويت عبدالمحسن البناي والدكتور خالد القحص من قسم الاعلام بجامعة الكويت وذلك على هامش مهرجان الاذاعة والتليفزيون الثامن المقام حاليا بمصر. وحثت الورقة على معرفة الاطار الذى يصنع فيه الرأى العام الغربى وهموم المواطن العادى وأولوياته وعلاقته بالقضايا السياسية والخارجية التى تبتعد عن همومه الداخلية المباشرة مقترحة تخصيص وقف اسلامى وعربى بغرض تمويل تكلفة هذه المهمة. وحضت أيضا على تفعيل الدور الشعبى فى استراتيجية اعلامية مقترحة تهدف الى توسيع دائرة الخطاب الاعلامى بحيث تشمل فئة الشباب فى الدول غير العربية وتشمل غرف التجارة العربية والمؤسسات الاجتماعية والتربوية وجمعيات النفع العام وغيرها. وأوصت بأن يكون الخطاب الاعلامى العربى موجها الى جمهورين مختلفين بحيث تقوم وسائل الاعلام العربية بمخاطبة الجمهور العربى فى حين يوجه القطاع الخاص خطابه الى الجمهور غير العربى مؤكدة عدم تعارض الخطابين. وقالت ان لكل خطاب أهدافه وجمهوره ووسائله ومبينة أن المشكلة تكمن فى الخلط بين الخطابين أو فى غياب استراتيجية اعلامية واضحة المعالم. وأكدت أن صناعة الاعلام والتأثير على الرأى العام العربى والدولى " عمل ضخم ومعقد وطويل المدى يجب أن تتضافر فيه جميع الجهود الرسمية والشعبية لتحقيق الأهداف المتوخاة منها خاصة تجاه قضية كبيرة ورئيسية كقضية فلسطين". وأشارت فى هذا الاطار الى أن الفضائيات العربية بكافة قنواتها الرسمية والشعبية أسهمت فى جعل المواطن العربى البسيط يتفاعل مع الحدث وجعلت من أولوياته اليومية متابعة ما يجرى على الأرض المحتلة بل ويسهم فى التبرعات والدعاء لاخوانه الفلسطينيين. ولفتت الورقة الكويتية الى أن التغطية الاعلامية العربية لما يجرى فى فلسطين تتسم بما يمكن وصفه بتغطية "ردود الأفعال" مشيرة الى أن المأخذ على هذا الأمر أنه بمجرد انتهاء الحدث وعزوف وسائل الاعلام عن تغطيته يتلاشى الاهتمام. واستعرضت ما اعتبرته جوانب ايجابية واخرى سلبية فى الاعلام العربى تجاه القضية الفلسطينية داعية الى توسيع دائرة الخطاب الاعلامى العربى لتشمل بالاضافة الى الجمهور العربى الجمهور العالمى خاصة دول صنع القرار التى تسهم فى تشكيل الرأى العالمى الغربى. ودعت الورقة الى استراتيجية مقترحة تتضمن مباديء عامة كالدفاع عن الهوية العربية والاسلامية والتمسك بحرية الرأى والتعبير والسماح بالمشاركة فى الآراء والحوار مع الالتزام بالموضوعية والمصداقية فى الطرح ونشر المباديء والقيم العربية والاسلامية الأصيلة. وقالت أن أهداف الاستراتيجية المقترحة تتضمن تغيير الصورة الذهنية للانسان العربى المسلم عالميا وخلق رأى عام عالمى يدعم الموقف العربى سياسيا واعلاميا وماديا وايجاد جماعات وكتل ضغط شعبية دولية تدعم الموقف العربى ذاتيا. وأوضحت الورقة الكويتية أن الجانب العربى ازاء القضية الفلسطينية يمتلك نقاط قوة كثيرة وضخمة من القيم الانسانية التى تتوافق مع أطروحات العصر وامتلاك رؤوس أموال طائلة وشركات ومؤسسات اعلامية ذات مستوى عال الى جانب مؤسسات وتجمعات عربية مقيمة فى دول غربية وشرقية يمكن الاستعانة بها. ورأت أن نقاط الضعف تتمثل فى سيطرة اللوبى الصهيونى على معظم وسائل الاعلام الغربية وصعوبة اتخاذ القرار الاعلامى العربى بسبب ارتباطه بالقرار السياسى وانتشار حالات الاحباط واليأس بالمجال الاعلامى والسياسى بسبب ضعف الأمة واختلافها وضعف الرسالة الاعلامية وغيابها أحيانا بسبب غياب الاستراتيجية.(كونا) |