آية الله السيد رضا الشيرازي يلقي محاضرة مهمة حول ظاهرة التفوق في الحياة الانسانية |
قم /النبأ: ألقى سماحة آية الله العلامة السيد رضا الشيرازي (حفظه الله) قبل بضعة أيام محاضرة قيمة أمام جمع من أساتذة وطلبة الحوزة العلمية، في مكتب الإمام الشيرازي الراحل (قدس سره) بمدينة قم المقدسة. هذا، وقد تناول سماحته خلال محاضرته ظاهرة التفوق في عالم المخلوقات، بأسلوب علمي تحليلي رائق، لم يفته ذكر تفاصيل دقيقة من واقع الموجودات، تعين المتلقي (في كثير) على تلمس الحكمة والغاية من وراء خاصية التفوق والتفاضل، التي خص بها الباري سبحانه وتعالى مخلوقاته، إنساناً كانت أم نباتاً أم حيواناً. وقد دار رحى البحث الذي تميز بالدقة والشمول (في آن معاً) حول ثلاثة محاور رئيسية، هي: 1- عمومية ظاهرة التفوق. 2- فلسفة ظاهرة التفوق. 3- نسبية هذه الظاهرة. اوقال سماحته إن وجود التفوق في الموجودات هو مقتضى النظام الأتم لذلك فان هناك تفاضل وتفاوت واختلاف في جميع الموجودات أما إذا كانت جميع هذا الموجودات على نحو واحد وعلى نمط واحد كان ذلك خلاف نظام الأتم وخلاف نظام الأكمل. وهذه إحدى المشاكل الكبيرة عند الأفراد الذين يظنون أن التفوق ذو بعد واحد وأنه شيء مطلق، ولكن الامر ليس هكذا عادة فالله تعالى ما جعل التفوق مطلقاً وما جعله شاملا في جميع الأبعاد، فانه يعطي التفوق في جانب دون جانب، مثل البلاد التي نشاهد اختلافها في مناخها وثرواتها حيث يعطي بعضها الله تعالى المناخ الطيب والجيد لكن لايعطيها الثروة اوالنفط. إن الإنسان يجب أن لا يفكر أن العباقرة هم المتفوقون فقط وإنما كل إنسان يمكن أن يكون متفوقاً ولكن في بعد من الأبعاد فربما يكون هناك ذكي ولكن ليس دقيقاً، ويمكن أن يكون دقيقاً ولكنه ليس ذكياً وبهذه النقطة نقطة الدقة يمكن أن يكون متفوقاً، ولذلك يمكن أن تلاحظ عباقرة التاريخ والنوابغ ما كانوا كلهم أذكياء فكثير منهم كانوا غير أذكياء. واضاف سماحته: فالحقيقة ان الله تعالى جعل في كل الأفراد وغالب الأفراد نقاط نبوغ يمكن أن يكتشفها كل واحد منا وينميها ليكون شيء مذكوراً ويخدم المجتمع ويعمر أخرته. علماً أننا سنوافي الأخوة المهتمين بتفاصيل ما جاء في محاضرة سماحة آية الله العلامة السيد رضا الشيرازي في وقت قريب. |