السيد الخوئي: العمليات الاستشهادية من قبيل الدفاع عن النفس |
قال السيد عبد المجيد الخوئي ان المؤسسات الإعلامية والصحف اليومية وقنوات التلفزيون في بريطانيا تسيطر عليها جماعات معينة وهى فى الغالب صهيونية معادية لقضايا العرب فانتقاداتهم للعرب والمسلمين لا تتوقف عند حدود العمليات الاستشهادية واعتقد أنه إذا توقفت العمليات الاستشهادية فسوف يعتبرون إلقاء الحجارة على يد طفل صغير عمليات ارهابية. جاء ذلك في لقاء اجرته صحيفة البيان الاماراتية معه اليوم الاربعاء. وعن الجالية المسلمة فى بريطانيا قال السيد الخوئي: عموما تقدر بحوالى مليونى مسلم ينحدرون من أصول مختلفة منهم الآسيويون من الهند وباكستان وبنغلاديش ومنهم العرب والأفارقة وتحتضن لندن أكبر نسبة من هؤلاء وفيها أكثر من ألف مسجد ومركز دينى ومؤسسة تختلف أحجامها وهى لمختلف الأعراق والإنتماءات الطائفية لهؤلاء المهاجرين لبريطانيا. وفي جوابه عن ما تعرض له المسلمون فى أميركا وبعض الدول الاوروبية بعد أحداث سبتمبر لاعتداءات كثيرة والجهود من أجل تبرئة الإسلام قال سماحته: فى الحقيقة كان العمل خلال تلك الفترة شاقا جدا ومتواصلا وجميع المؤسسات والمراكز الدينية الرسمية وغير الرسمية عملت بشكل منظم ومنسق فيما بينها ومع الحكومة البريطانية وفى بريطانيا لم تقع أحداث أو ردود أفعال غير طبيعية أو بحجم كبير فلم تقع هجمات على المؤسسات أو المراكز الإسلامية أو المساجد أو المدارس لكن حدثت بعض الإعتداءات الفردية فى الشوارع والأزقة وهذه الاعتداءات لم تتجاوز اطلاق كلمة نابية لامرأة محجبة أو وجه عربى مسلم وقد قمنا بعمل مشترك مع السلطات البريطانية وظهر أغلب مسئولى المراكز الإسلامية على شاشات التلفزيون وكتبوا مقالات فى الصحف البريطانية ونحن عندما نتهم الإعلام الغربى بتضخيم هذه العمليات وإعطائها أكبر من حجمها كمحاولة للنيل من الإسلام والمسلمين فإن المؤسسات الإعلامية التى تقوم بهذا الدور هى التى يؤثر فيها اللوبى الصهيونى. علينا ألا ننسى أن هناك أفرادا ومؤسسات اعلامية منصفة معتدلة دافعت عن الإسلام والمسلمين وكانت زيارة تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا إلى مؤسسة الخوئى بحد ذاتها قد خففت كثيرا من الخوف والقلق على الأقل من جانب المسلمين وهى الزيارة الأولى لرئيس وزراء بريطانى إلى مركز إسلامى فى تاريخ وجود المراكز الإسلامية فى بريطانيا فقد أعطت هذه الزيارة للجالية المسلمة نوعا من الدعم والقوة لأن المسلمين شعروا أن هناك من يدافع عن حقوقهم وهناك من يمكنه إيصال صوتهم إلى مراكز صنع القرار وتصريحات تونى بلير ومساعديه من الوزراء فى حكومته فى الدفاع عن الإسلام وتبرئة المسلمين والتأكيد على أن الإرهاب لا هوية له ولا يتحمل مسئولية أعماله الشنيعة إلا مرتكبوه فقط ولا يحق نسبة الإرهاب إلى دين من يرتكبه جعلت المضايقات للمسلمين تتوقف نهائيا. لقد قال بلير فى هذا الصدد لو كان الإرهاب ينسب إلى دين فعلينا أن ننسبه إلى المسيحية وليس الإسلام فهناك الإعمال الإرهابية التى تحدث فى شمال بريطانيا فى ايرلندا وهناك الباسك الإنفصاليون فى أسبانيا وهناك المافيا الإيطالية وغيرها الكثير وكان لزيارة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي إلى بريطانيا والتوقيع على وثيقة مع الدكتور جون كاري كبير أساقفة كانتربري بحضور الشخصيات الإسلامية والشخصيات العلمية الغربية الرسمية وغير الرسمية أيضا تأثيره الجيد على أبناء الجالية بعد أحداث سبتمبر وهذه الأعمال فى مجملها أعطت دفعة قوية لأبناء الجالية وتعريف أكبر عدد ممكن من البريطانيين بالإسلام وسمو مبادئه وقيمه التى يدعو إلى تطبيقها دون تفرقة بين البشر فى هذا الكون. وفي حديثه عن تعاطف الشعب البريطانى مع القضية الفلسطينيةقال السيد الخوئي الحكومة البريطانية الحالية حكومة عمالية وهذه الحكومة هى التى منحت وعد بلفور لليهود باقامة وطن قومى لهم فى فلسطين وهناك نوع من تأنيب الضمير فى بريطانيا لهذا الموقف ويحاول البريطانيون من منطلق الشعور بمسئوليتهم التاريخية عما يحدث فى فلسطين أن يؤدوا بعض الحقوق للشعب الفلسطينى يالإضافة إلى ان الوضع السياسى سواء كانت الحكومة يشكلها العمال أو المحافظون يكون للوبى الصهيونى دوره القوى فى بريطانيا وأميركا على وجه الخصوص لكن التحرك الإسلامى ومن خلال المؤسسات أحرجت الحكومة العمالية الحالية من خلال مطالبتها بضرورة الإنصاف واعطاء الحق للمسلمين والأخذ في الإعتبار العواطف الإسلامية لأكثر من مليونى مسلم يعيشون فى بريطانيا لهم روابط مع ذويهم وأوطانهم الأصلية وفى مقدمة القضايا العربية والإسلامية قضية فلسطين خاصة فى الفترة الاخيرة حيث مارست اسرائيل بقيادة الإرهابى شارون مجازر شنيعة والتى دفعت كل انسان صاحب عقل وانصاف واعتدال ان يأخذ موقفا انسانيا على الأقل ضد الجرائم التى تمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطينى وأقل ما يمكن ان تفعله بريطانيا هو الدفاع عن حقوق المسلمين والفلسطينيين. وفي جوابه بالنسبة للعمليات الاستشهادية وكونها تثير نوعا من رد الفعل يختلف عما هو موجود لدى العرب والمسلمين قال سماحته: فى الحقيقة نحن نعتبر هذه العمليات من قبيل الدفاع عن النفس والخلاص من المحنة والظلم وأى ظلم أبشع من الاحتلال والتنكيل بالأهل ولا يجد الإنسان وسيلة تمكنه من الدفاع عن نفسه والشعب الفلسطينى كما هو معروف شعب أعزل والعمليات الاستشهادية قد تكون آخر ما قد يقوم به الإنسان الفلسطينى ان لم يكن للدفاع عن قضيته فعلى الأقل للتعبير عن الظلم الواقع بحقه وبحق أهله والشعب البريطانى والشعوب الغربية بشكل عام وسائل معرفتها من خلال المؤسسات الإعلامية والصحف اليومية وقنوات التلفزيون وهذه تسيطر عليها جماعات معينة وهى فى الغالب صهيونية معادية لقضايا العرب فانتقاداتهم للعرب والمسلمين لا تتوقف عند حدود العمليات الاستشهادية واعتقد أنه إذا توقفت العمليات الاستشهادية فسوف يعتبرون إلقاء الحجارة على يد طفل صغير عمليات ارهابية ومحاولة مضايقة المسلمين وتحديد رؤاهم حتى فى كيفية المقاومة من خلال المؤسسات الإعلامية الصهيونية نتوقعها بشكل طبيعى لأننا نعرف موقفهم من كل ما يقوم به الشعب الفلسطينى المجاهد الأبى فى الدفاع عن حقوقه وكذلك بالنسبة للمسلمين المتواجدين فى بلاد الغرب وما يقع على عاتقهم من مسئولية وبالنسبة للأوضاع الحالية فى فلسطين عملت المنظمات الإسلامية والجالية المسلمة بشكل مستمر على حشد الدعم للقضية الفلسطينية وتم تنظيم مظاهرة شارك فيها أكثر من مئة ألف شخص وتشكيل لجان لجمع تبرعات وارسالها إلى داخل فلسطين لمساعدة العائلات عن طريق الصليب او الهلال الأحمر وما شابه ذلك فالتعاطف الإسلامى فى الغرب عموما يتجه إلى مجال تطور وتواصل حقيقى مع الأهل فى الداخل والمضايقات سواء كانت اعلامية أو قانونية من الممكن تلافيها بطريقة أو اخرى بالتنسيق والتشاور بشكل مباشر مع السلطات البريطانية. |