انسحب الفريق البريطاني للجودو
المشارك في الدورة الودية التي تنظمها فرنسا في منطقة هويل بشمال غرب باريس؛
تضامنا مع زميلتهم زينب - 9 سنوات - التي رفض منظمو الدورة السماح لها
بالمشاركة لارتدائها الحجاب، كما رفض الفائزون من الفريق تسلم الميداليات
وردوها للمنظمين تعبيرا عن استيائهم لإبعادها.
وقالت وكالة قدس برس الجمعة 28-6-2002 عن مدرب الفريق البريطاني "لي دافوس"
قوله: "تعجبت كثيرا، وصدمت للقرار لأن زينب تتدرب في بريطانيا دون أي
مشكلات، وأضاف "لقد كانت دورة ودية، وهي المرة الأولى منذ سبعة أعوام من
المنافسات في رياضة الجودو التي يحدث فيها مثل هذا الأمر".
وفي تصريحه لصحيفة "مسلم نيوز"
البريطانية برّر الفرنسي "جيل ليموزين" الرئيس المنظم للدورة قراره زاعما
أن "ارتداء غطاء الرأس مخالف للقوانين الفرنسية والعالمية للجودو؛ لأنه قد
يسبب اختناقا للفتاة، ولا يمكن لي أن أخرق أي قوانين".
وعندما قالت له الصحيفة: "إن زينب
تمارس رياضة الجودو في بريطانيا دون اعتراض".
ردّ قائلا "القوانين الفرنسية تمنع ارتداء غطاء الرأس, عند ممارسة رياضة
الجودو".
وعندما طالبته الصحيفة بذكر هذه
القوانين لم يتمكن المسؤول الفرنسي من تقديمها.
وفند مدرب زينب حجة منظم الدورة قائلا "إنها ترتدي غطاء الرأس بطريقة لا
يمكن أن تحدث لها أي اختناق، وأضاف "السبب الحقيقي لرفض مشاركة زينب هو
ديانتها"، مشيرا إلى أن أحد المسؤولين الفرنسيين قال له "هناك حملة لمنع
ارتداء الحجاب في فرنسا، منعا للدعاية الدينية".
وأشار إلى أنه "عندما منعت زينب من المشاركة في الدورة، وطالبت الفريق عبر
مكبر الصوت بالانسحاب خارج القاعة، وأخبرتهم بقرار منعها، فاصطف أعضاء
الفريق رافضين المشاركة".
وتابع "من لعب وفاز من الفريق قرر إعادة الميدالية تضامنا مع زينب التي
أبدى الجميع تعاطفا معها حتى الأطفال الفرنسيون المشاركون في الدورة جاءوا
لتحيتها قائلين "الخطأ ليس خطأنا".
ومن جهتها علقت زينب علي منعها قائلة "لقد حزنت وغضبت كثيرا، عندما منعت من
المشاركة لمجرد ارتدائي الحجاب، لقد تدربت طويلا لهذه الدورة".
يذكر أن القوانين الفرنسية تتسامح مع القلنسوة اليهودية التي توضع على
الرأس, ولا تعتبرها رمزا للدعاية الدينية, مثلما تنظر للحجاب، وتسببت هذه
القوانين ذات الطبيعة العنصرية في طرد العديد من الفتيات المسلمات من
التعليم في المعاهد الثانوية والجامعات الفرنسية؛ مما أثار ضجة كبيرة على
مدى سنوات.
|