تقرير.. النظام العربي يواجه تحديات هيكلية وظروف سياسية متغيرة |
ذكر تقرير صدر عن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية التابع لمؤسسة (الاهرام) أن النظام الاقليمي العربي ومؤسساته يواجه تحديات هيكلية نابعة من طبيعة النظام ومؤسساته وكذلك طبيعة الدول الأعضاء الى جانب تحديات ترتبط بالظروف السياسية المتغيرة وقدرة النظام على التعامل معها. واعتبر التقرير أن اشتعال الانتفاضة الفلسطينية الثانية مثل أهم تحد من هذا النوع تعرض له النظام العربي في العامين الماضيين. وأوضح أن التحديات النابعة من طبيعة النظام نفسه تتلخص في نقص فاعليته وضعف قدرته على الزام أعضائه بقراراته وفي ضعف الثقة بين أعضاء النظام فضلا عن مشكلات ناجمة عن طبيعة الدول الأعضاء فى النظام التى تواجه مشكلات حادة فى مجال تنظيم المجال العام . ورأى التقرير في هذا الاطار أن أغلب المجتمعات العربية تعاني من ضعف الانجاز الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي في ما ينعكس ضعف أداء أعضاء النظام على كفاءة أداء النظام نفسه باعتبار أن "أداء النظام الاقليمي العربي يعد في التحليل الأخير محصلة أداء أعضائه". وذكر أن النظام العربي يعانب من تعثر مزمن في التعامل مع هذا النوع من المشكلات الهيكلية "وان كان لم يسلم أبدا بعجزه عن التعامل معها" مشيرا الى أن النظام يجدد محاولات اصلاحه بين الحين والآخر في موجات تتكرر كلما ترتب على المستوى المنخفض من الأداء تعريضه لضغوط يعجز عن مواجهتها. واعتبر أن محاولات النظام العربي كانت غالبا نتيجة للتطورات الحادثة في بيئة النظام وبخاصة تلك التى تؤدى الى تهديد مصالح وأمن الدول أعضاء النظام معتبرا أن جهود اصلاح النظام العربى كانت عادة ما تتوقف قبل أن تنجح فى تحقيق تقدم حقيقى فى مستويات أداء مؤسسات النظام . وأوضح أن ذلك يمكن اعادته الى اختفاء الضغوط التى تسببت فى فتح الباب لمحاولة اصلاح النظام أو لنجاح الدول المنفردة فى التعامل والتكيف مع الضغوط المستجدة بما يغنيها عن الحاجة لمتابعة محاولة اصلاح النظام . ورأى التقرير أن تعامل الدول العربية مع المشكلات التي تواجهها يمر بمرحلتين اذ تلجأ الدول العربية في المرحلة الأولى لمؤسسات النظام العربي طلبا للعون ومحاولة اصلاحها لتمكينها من تقديم العون المطلوب الذي عادة ما يأخذ شكل محاولة رفع مستوى التزام أعضاء النظام الآخرين بالقواعد الرسمية والمباديء الأيدولوجية المنظمة لعمل النظام ومؤسساته موضحة أن أعضاء النظام غالبا ما يميلون الى تجاهل هذا الجانب. وأضاف أن المرحلة الثانية تتمثل في أن رغبة الدول باصلاح النظام العربي تتقلص بعد أن يتراجع مستوى الضغوط المستجدة أو تنجح الدول العربية في التكييف معها لتعود لاتباع الأساليب المعتادة نفسها دون الخوض بشكل حقيقي في املاءات الواقع والظرف السياسي. وأشار في الوقت نفسه الى أن عام 2001 شهد موجة جديدة من موجات الاصلاح في النظام الاقليمي العربي "التي جاءت محمولة على المستوى العالى من الضغوط التى تعرض لها النظام بسبب تفجر المواجهات العسكرية الفلسطينية الاسرائيلية التي ترتبت على الانتفاضة الفلسطينية". وأوضح أن الانتفاضة الفلسطينية مثلت تحديا للنظام الاقليمي العربى لما أدت اليه من زيادة المطالبة الشعبية بتقديم دعم عربي فعال للشعب الفلسطيني في وقت لم تعد فيه الدول العربية قادرة على تقديم المستوى من الدعم الذى تعتبره الشعوب العربية فعالا ومرضيا. وأضاف التقرير أن عوامل كثيرة تجعل خيار حرب عربية اسرائيلية من أجل فلسطين خيارا مستبعدا معتبرا أن الحكومات العربية طورت أسلوبا غالبا ما ينجح في التعامل مع الصراع في لحظات انفجاره بالأساليب التقليدية المعتمدة أساسا على دعوة المجتمع الدولي الى التدخل لتجنب انتشار العنف وعدم الاستقرار الى الدول المجاورة. وذكر أن توقيت تبني مسألة اصلاح نظام عقد القمة العربية للأخذ بنظام دورية الانعقاد السنوي كل مرة في واحدة من البلدان العربية وفقا للترتيب الأبجدي ارتبط بالحاجة لتأكيد جدية الدول العربية في التعامل مع القضايا التي تواجه العالم العربي ولاثارة قدر من الأمل في تحسن أداء مؤسسات النظام العربي تدريجيا. (كونا) |