اليوم العالمي.. تجارة المخدرات في العالم 700 مليار |
يصادف الثلاثاء اليوم العالمي الخامس عشر لمكافحة المخدرات والمتاجرة بها التي تسببت بمشاكل عديدة في معظم دول العالم وكلفت الكثير من الخسائر البشرية والاقتصادية. ويأتي احتفال دول العالم باليوم العالمي لمكافحة المخدرات للفت انتباه المجتمع وتوعية أفراده من مخاطر السموم البيضاء بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة الذي يقع مقره في العاصمة النمساوية فيينا. وتعتبر مشكلة المخدرات أشبه بحرب ضروس تفتك في المجتمعات وظاهرة تشكل اكبر مخاطر ومشاكل العصر الحديث بعد أن تفشت بين الصغار والكبار. ولذلك فان خطر المشكلة اليوم امتد الى كافة بقاع كوكبنا بحيث لم ينجو من خطرها أي مجتمع مهما كان منعزلا دوليا حيث بلغ اجمالي تجارة المخدرات في العالم 700 مليار دولار أي ما يساوي 8 في المائة من اجمالي التجارة العالمية وهذا الامر ادى الى رفع ظاهرة الادمان والتعاطي على الصعيد العالمي. ان تأثيرات المشكلة المعاكسة على كيان العائلة تشكل تهديدا مباشر للبنية الاساسية للمجتمع كما أن تأثيرات المشكلة السلبية على الشباب والقوى المنتجة في المجتمع تشكل خطرا محدقا بالرفاهية الاجتماعية والاقتصادية التي تطمح اليها المجتمعات. وكون المشكلة تستخدم العنف والرشوة كأحد وسائلها فانها كذلك تشكل خطرا على المجتمع حيث تخلق المتاعب والتحديات للسلطات والمؤسسات المسؤولة عن امن المواطنين وسلامتهم. وبدأت الحملة العالمية الشاملة ضد المخدرات خصوصا بعدما أشارت الاحصاءات الرسمية الى ان عدد المدمنين على السموم البيضاء يزداد باطراد عاما بعد اخر وقد وصل هذا الرقم الى نحو 285 مليونا. وبدأت مكافحة المخدرات في عام 1912 بمعاهدة لاهاي التي وضعت أنظمة وقوانين لتجريم حيازة الافيون الخام أو المصنع والمورفين والكوكايين او أملاحهما حيث وافقت الدول الوقعة على الاتفاقية الالتزام بتلك القوانين وتطبيقها بصرامة. وفي عام 1925 صدرت معاهدة جنيف لعام 1925 لمحاربة المخدرات بكل أنواعها وخصوصا الافيون وفيها تعهدت الدول الموقعة على وضع قوانين لمراقبة صنع وانتاج هذه المواد وحظر الاتجار بها داخليا. وفي 26 يونيو 1987 اشتركت 138 دولة من كل أنحاء العالم في فيينا وصدر بيان مكافحة المخدرات في العالم وبموجبه يصدر كل عام السكرتير العام للامم المتحدة تقريرا احتفاليا بهذه المناسبة يؤكد خلالها على مدى النجاح ومدى الفشل في القضاء على انتشار المخدرات. وفي عام 1989 تبنى الرئيس الامريكي السابق جورج بوش استراتيجية محاربة المخدرات لتحقيق هدفين أولهما التقليل من الطلب على السموم البيضاء في الولايات المتحدة الامريكية والثاني ضرب مصدر الكوكايين باجتثاث كبار التجار في موطنهم بانحاء امريكا اللاتينية. وشهد عام 1990 تكاتف مختلف بلدان العالم في حربه ضد المخدرات كما لم تتكاتف أبدا من قبل في حروبها ضد هذه الافة الخطيرة التي تدمر حياة الكثيرين وتفكك الروابط الاسرية وتكلف بلدانا كثيرة ملايين لا تحصى من الدولارات. واهتمت الدول العربية بتنسيق جهودها فيما يتعلق بوضع تشريعات والقوانين والتصدي لهذه الظاهرة والخطيرة وردع عصابات المتاجرين بالمخدرات وطالبت الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بتنمية التعاون بين الدول الاعضاء في مكافحة المخدرات حيث تم إعداد أول قانون عربي موحد نموذجي للمخدرات تم اعتماده من جانب وزراء الداخلية العرب عام 1986 . كما ناشد المؤتمر الاسلامي العالمي الثاني لمكافحة المخدرات والمسكرات الذي انعقد في اسلام اباد في شهر يوليو 1989 الدول الاسلامية توقيع عقوبة الاعدام على منتجي المخدرات ومروجيها ومستورديها والمتاجرين فيها. كما طالبت الدول الاسلامية خلال المؤتمر بإتاحة الفرصة للتائبين منهم للعلاج وكفالة اسرهم خلال مدة العلاج والعمل على اعادة تأهيلهم وتأمين سبل العيش الكريم لهم. وتخلو الكويت من زراعة المخدرات او صناعة العقاقير المخدرة الا ان هذه الافة السامة حصدت 25 مواطن في عام 1997 بزيادة ثلاثة حالات عن العام السابق وفي عام 1998 شهد وفاة 39 شخصا وفي العام 2000 لقي 45 شخصا حتفهم نتيجة تعاطي المواد المخدرة وكان المرسوم الاميري رقم 48 لسنة 2001 قد نص على ان كل سجين كويتي في قضايا تعاطي المخدرات تثبت توبته داخل السجن المركزي يفرج عنه فوريا وشرطيا. وتتم متابعته ووضعه تحت المراقبة للمدة المتبقية من حكمه وهو خارج أسوار السجن. ولم تنحصر جهود التعامل في مكافحة المخدرات على الجانب الحكومي فحسب بل أدركت قطاعات مختلفة من المجتمع حجم المشكلة وتفاعلت مع خطورتها ومضاعفات انتشارها وتنوعت الاساليب غير الرسمية في التعامل مع هذه الظاهرة. وركزت بعض القطاعات الشعبية جهودها على التوعية الاعلامية ونشر الكتيبات والمطبوعات التي تبين مخاطرها وتحث النشء الجديد على تجنبها والابتعاد عنها كما قامت بعض الهيئات الشعبية بحملات تثقيفية من خلال ندوات ومحاضرات لبعض المختصين والمسؤولين إضافة الى قيام بعض الشركات والمؤسسات الاقتصادية المستقلة بتمويل الحملات الاعلامية. (كونا) |