أصداء الانتخابات شقاق كبير بين الافارقة الامريكيين واليهود |
تناولت الصحافة الأمريكية مؤخرا قضية الشرق الأوسط وتأثيرها على الانتخابات الأمريكية القادمة في نوفمبر 2002، وقد أبرزت الصحف ميول بعض أعضاء الكونجرس الأفارقة الأمريكيين لسياسة أمريكية أقل انحيازا في الشرق الأوسط ومساندتهم لحقوق الشعب الفلسطيني، كما أبرزت ما قادت إليه هذه الميول من انشقاق وصراع بين كتلة الأفارقة الأمريكيين وكتلة اليهود الأمريكيين داخل الحزب الديمقراطي وفي مجلس النواب الأمريكيين، وأشارت الصحف إلى ما قد يترتب على هذا الشقاق من تأثيرات بعيدة المدى على العلاقة بين الأفارقة الأمريكيين واليهود الأمريكيين وعلى علاقة اليهود الأمريكيين بالحزب الديمقراطي، وفيما يلي عرض مختصر لبعض أهم التقارير الصحفية التي وردت في هذا الشأن. في منتصف شهر يونيو 2002 تناولت العديد من الصحف الأمريكية الصادرة من ولاية ألباما وخارجها أنباء المنافسة الانتخابية بين النائب الأمريكي إريل هيليارد ممثل الدائرة السابعة بولاية ألباما بمجلس النواب الأمريكي على مدى السنوات العشرة الأخيرة ومنافسه أرتور ديفيس على مقعد الحزب الديمقراطي في انتخابات نوفمبر 2002 عن الدائرة السابعة بولاية ألباما، وقد أثار الصحافة تأييد اللوبي الموالي لإسرائيل المالي الضخم لأرتور ديفيس بسبب عدم مساندة النائب إريل هيليارد للقرارات التي أصدرها مجلس النواب الأمريكي مؤخرا للتعبير عن مساندته لإسرائيل. وذلك في الوقت الذي ساند فيه المسلمون والعرب الأمريكييون إريل هيليارد لمواقفه المؤيدة لسياسة أمريكية أقل انحيازا في الشرق الأوسط. وفي 22 يونيو الماضي نشرت صحيفة أتلانتا جورنال كونستيتيوشن الصادرة عن ولاية جورجيا الأمريكية مقالة عن عضو كونجرس أمريكي أخر يجد مساندة ضخمة من المسلمين والعرب الأمريكيين بسبب مواقفه من قضية الشرق الأوسط، ألا وهي النائب الديمقراطي سنثيا ماكيني ممثلة ولاية جورجيا، وذكرت الصحيفة - مستندة على دراسة أجرتها - أن ثلث التبرعات التي جمعتها سنثيا ماكيني خلال السنوات الخمسة الأخيرة جاءت من أمريكيين ذوي أسماء مسلمة وعربية، وتحدثت الصحيفة عن الإعتراضات والضغوط التي تواجهها سنثيا ماكيني من بعض اليهود الأمريكيين بسبب موقفها من قضية الشرق الأوسط. وفي 25 يونيو صباح يوم المواجهة الانتخابية بين إريل هيليارد و أرتور ديفيس حذرت مقالة بصحيفة أتلانتا جورنال كونستيتيوشن من أن فوز ديفيس على هيلليارد قد يؤدي إلى أثار عكسية على تأييد أعضاء الكونجرس الأفارقة الأمريكيين لإسرائيل، وذلك لشعورهم بأن اليهود الأمريكيين يضغطون على هيليارد بسبب مواقفه من قضية الشرق الأوسط، وفي نفس اليوم نشرت صحيفة واشنطن تايميز مقالة عن تحركات واسعة يجريها أعضاء مجلس النواب الأمريكي الأفارقة لمساعدة هيلليارد، وذكرت الصحيفة أن القادة الأفارقة الأمريكيين إلتقوا بزعماء الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي وطالبوهم بزيادة دعمهم لهيليارد وأن يتبرعوا له ماليا، وفي نفس الفترة عقد بعض أعضاء الكونجرس الأفارقة لقاءا مع أعضاء الكونجرس اليهود وطالبوا بإحتواء الخلاف المتصاعد بين الطرفين بسبب انتخابات ألباما. وأحتوت المقالة المنشورة في جريدة واشنطن تايمز على تصريحات لبعض القادة السياسيين الأفارقة الأمريكيين المساندين لهيليارد يتحدثون فيها عن شعورهم بالخيانة من قبل بعض الجماعات التي تحالفوا معها في الماضي والذين يحاولون إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء وإلى الزمن الذي كان يختار فيه أفراد ومؤسسات خارج المجتمع الأفريقي الأمريكي قادة الأفارقة الأمريكيين، وقالت المقالة أن انتخابات ألباما ليست مكانا مناسبا لكي يعبر فيه القادة اليهود الأمريكيون والقادة الأفارقة الأمريكيون عن اختلافاتهم بخصوص قضية الشرق الأوسط. وفي 28 يونيو ذكرت وكالة أنباء الأسوشياتد برس أن هزيمة هيلليارد في انتخابات الخامس والعشرين من يونيو هي بداية لصراع طويل بين الأفارقة الأمريكيين واليهود الأمريكيين بسبب قضية الشرق الأوسط، وأشارت الوكالة إلى حصول أرتور ديفيس منافس إريل هيلليارد على أموال طائلة من مصارد يهودية أمريكية، جاءت نسبة كبيرة منها من ولاية نيويورك إذ يتركز العديد من اليهود الأمريكيين. وفي 28 يونيو نشرت صحيفة فوروارد الأسبوعية مقالة تقول أن انتخابات ألباما شهدت لأول مرة منافسة حامية رأس برأس بين أموال المسلمين والعرب الأمريكيين وأموال اليهود الأمريكيين سعيا للتأثير على الحملات الإنتخابية السياسية، وقالت الصحيفة أن دور الأموال اليهودية الأمريكية في انتخابات ألباما لم يكن دورا جديدا فهو دور استمر خلال ربع القرن الماضي، ولكن الجديد هو "ظهور كتلة مساندة للعرب في مختلف أنحاء أمريكا تمتلك التصميم والأدوات لشن هجوم مضاد، وهذا يعبر عن تغيير في الساحة السياسية الأمريكية يعكس تغييرا في الخصائص الديمغرافية، أنه تغيير لن ينقضي، ويحتاج الاستراتيجيون الذين يفكرون في احتياجات إسرائيل الأمنية هنا وفي القدس أن يأخذوا ذلك في حسبانهم". في 1 يوليو نشرت مجلة ويكلي ستاندرد الأسبوعية مقالة تتحدث عن خلاف داخل أعضاء الكتلة الديمقراطية بمجلس النواب الأمريكي بين كتلة النواب الأفارقة الأمريكيين وقيادة الكتلة الديمقراطية بمجلس النواب، وذلك بسبب شعور الأعضاء الأفارقة الأمريكيين أن قيادة الحزب الديمقراطي بالكونجرس لم تتحرك سريعا لمساندة إريل هيلليارد في انتخابات ألباما، كما تحدثت المقالة عن انشقاق مشابه بين القادة الأفارقة الأمريكيين والقادة اليهود الأمريكيين داخل الحزب الديمقراطي، وعن مخاوف في أوساط الأفارقة الأمريكيين من أن يسعى اللوبي الموالي لإسرائيل إلى إسقاط نائبة أفريقية أمريكية أخرى هي سنثيا ماكيني ممثلة ولاية جورجيا بسبب مواقفها من قضية الشرق الأوسط، خاصة بعد وجود أنباء عن أن منافسة سنثيا ماكيني في انتخابات الفوز بمقعد الحزب الديمقراطي عن دائرتها بولاية جورجيا (ستعقد في أواخر شهر أغسطس) والتي تدعى دنيس ماجيتي بدأت بالفعل تتلقي تبرعات من يهود أمريكيين ينتمون للحزب الديمقراطي. وفي 2 يوليو نشرت صحيفة واشنطن تايمز المعروفة مقالة تؤكد على أن هزيمة إريل هيليارد الذي عارض قرارات الكونجرس المساندة لإسرائيل أرسلت أمواج من الصدمات خلال الحزب الديمقراطي وزادت من مخاوف توسيع الخلاف القائم بين الأفارقة الأمريكيين واليهود. وأجرت الصحيفة حوارا مع النائب إريل هيليارد أكد فيه على أن اللوبي الموالي لإسرائيل يستهدف على الأقل ثلاثة نواب أفارقة أمريكيين أخرين غيره لإسقاطهم في انتخابات نوفمبر بسبب مواقفهم من السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، والنواب الثلاثة هم النائبة سنثيا ماكيني ممثلة ولاية جورجيا، والنائب جيسي جاكسون ممثل ولاية ألينوي، والنائب دونالد باين ممثل ولاية نيوجرسي. كما أكد هيليارد على استياء الأفارقة الأمريكيين من دور اللوبي الموالي لإسرائيل في التأثير على معركته الانتخابية في الباما أو في التأثير على معارك النواب الأخرين، وقال أن الأفارقة الأمريكيين لن يسكتون على هذا التأثير. وفي 6 يوليو نشرت جريدة رتشموند تايمز ديسباتش مقالة تحدثت عن امكانية تحول اليهود الأمريكيين بعيدا عن الحزب الديمقراطي الذي ساندوه تاريخيا نحو الحزب الجمهوري، وذلك لأن غالبية أعضاء مجلس النواب الذين عارضوا أو لم يصوتوا على قرار مجلس النواب الأخير المؤيد لإسرائيل كانوا من الديمقراطيين إذ بلغ عددهم 44 عضوا مقابل 6 أعضاء جمهوريين فقط لم يساندوا القرار. هذا بالإضافة إلى أن من المصوتين ضد القرار خمسة من أكثر أعضاء مجلس النواب الأمريكيين الديمقراطيين أهمية ونفوذا، كما أن أربعة منهم قد يصبحون رؤساء لجان في مجلس النواب إذا حاز الديمقراطيون على أغلبية مقاعد مجلس النواب في انتخابات نوفمبر 2002. |