في تقرير للوكالة الاسلامية للانباء حول المسلمين في المجتمع البريطاني ألقت الأستاذة الدكتور سهى تاجي الفاروقي من جامعة درم في بريطانيا، محاضرة بعنوان "المجتمعات الإسلامية البريطانية - لمحة عن حياتهم وأصولهم وبعض اهتماماتهم الحالية"، في قاعة المحاضرات في قسم المكتبات والتوثيق بكلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية في العاصمة اللبنانية بيروت، بحضور حشد من الشخصيات الإسلامية والاجتماعية والسياسية، وقدم للمحاضرة رئيس مجلس أمناء المركز الإسلامي للتربية، الأستاذ توفيق حوري.

بداية عرضت المحاضرة للوجود الإسلامي في بريطانيا، حيث يشكل المسلمون 5 % من تعداد السكان، وتقارب أعدادهم (2) مليون نسمة، حيث أن الاقليات العرقية في بريطانيا أربعة ملايين نسمة نصفها من المسلمين، والمسلمون في بريطانيا يتكلمون قرابة مائة لغة، ولهم جذورهم في 56 بلدا تقريبا، والمجموعة الكبرى منهم تنحدر من باكستا ن وبنغلاديش والهند. والمجموعة الثانية حجما من العرب والأفارقة الشرقيين، يليهم الإيرانيين والقبارصة والاتراك والماليزيين والنيجيريين، ومسلمو يوغوسلافيا السابقة.

وعرضت الباحثة ظروف إقرار أول قانون للهجرة من بلاد رابطة الشعوب البريطانية وانعكاساته، ذاكرة أن السكان المسلمين أكثر شبابا من"المواطنين" ذلك أن نصف عدد ا لمواطنين هم تحت سن 38 فيما نصف عدد السكان العرقيين (ومنهم المسلمين) هم تحت سن 27 سنة، وإن المعدل الوسطي للعائلة البريطانية 1 - 2 بالمقارنة مع المعدل الوسطي للعائلة المسلمة 2 - 4، وهذا الوضع الديمغرافي سيكون له دلالات بارزة في السنوات المقبلة.

وقالت الدكتورة سهى الفاروقي إن أكثر من 55 % من المسلمين هم من مواليد بريطانيا، والكثير منهم جاؤوها أطفالا، يضاف إليهم قرابة عشرة آلاف بريطاني الاصل اعتنقوا الإسلام وصاروا من المسلمين، وهذا أدى إلى وجود أكثر من 1500 مسجد، منها 600 مسجد مسجل كمؤسسة خيرية دينية حاليا بعدما كانت أعداد المساجد لا تتجاوز 13 مسجدا عام 1963م، وهناك بضعة ألوف من مدارس التعليم الديني و 1400 جمعية إسلامية عاملة، وبالتالي لها جميعا دورها في الدفاع عن القضايا الإسلامية كاتحاد المنظمات الإسلامية.

وذكرت المحاضرة أن هناك العديد من أعضاء المجالس المحلية والمحافظين وثلاثة لوردات وعضوا برلمانيا من المسلمين حاليا، بالإضافة إلى تأسيس المجلس الإسلامي البريطاني كهيئة تمثيلية وطنية شكلية تضم 300 منظمة، إلى جانب اتحاد المنظمات الإسلامية الذي يضم 214 منظمة، وقد عبر المسلمون من خلال استفتاء جرى عن ولائهم لبريطانيا بنسبة 87 % منهم، واختتمت محاضرتها بطرح الدور الذي يمكن للمسلمين في بريطانيا تحقيقه كجزء من الأمة وجزء من الغرب.