ما يقارب الخمسة مليارات في مواجهة الارهاب البايولوجي |
وقع الرئيس الاميركي جورج بوش أمس تشريعاً جديداً يهدف لحماية بلاده من هجمات الارهابيين البيولوجية. وقال بوش إن الاسلحة البيولوجية هي أخطر الاسلحة في العالم، وعلينا ان نكون أفضل استعداداً لمنع هجماتها. ويهدف الإجراء الذي يتكلف 4,6 مليار دولار الى تعزيز التفتيش على الاغذية التي تدخل اميركا ووارداتها من المياه والأغذية، وتحسين قنوات الاتصال بين الاجهزة المعنية لتكون خط الدفاع الاول للتصدي لأية هجمات بيولوجية، كما أن المبلغ يغطي انتاج مخزون استراتيجي من الأمصال الوقائية. كما أعلن بوش عن تعيين أعضاء في مجلس الأمن الداخلي الذي يعد أحدث تنظيم لجهود الادارة الاميركية لتعزيز الأمن داخل البلاد التي تشهد حالة استنفار أمني وتشتد فيه الحملة على أداء الأجهزة الأمنية التي أخفقت في التصدي لهجمات 11 سبتمبر وأسفرت عن سقوط أكثر من ثلاثة آلاف قتيل، كما أعلنت السلطات الأمنية أنها ترى في تنظيم القاعدة خطراً على أمن الولايات المتحدة التي غمرتها مخاوف من هجوم ارهابي محتمل بالحمى القلاعية يستهدف ثروتها الحيوانية. وقال بوش إن المجلس الجديد يعد هيئة استشارية تجتمع شهرياً لاستعراض التقدم الذي يتحقق في مجال حماية الولايات المتحدة من الارهاب. ومن جهته قال وزير العدل الاميركي جون اشكروفت عقب اجتماعه مع مسؤولين سويسريين في مدينة بيرن أن تنظيم القاعدة يمثل تهديداً دولياً، ونوه بالدور السويسري في الكشف عن عدد من الارهابيين، وفي خضم المخاوف من الهجمات الارهابية التي تغمر اميركا قال جيمس ميجن المسؤول عن قسم الامراض المعدية في المعهد الوطني الاميركي للصحة ان بلاده تأخذ على محمل الجد التقارير التي ذكرت ان الحمى القلاعية تشكل تهديداً ارهابياً، وأضاف هذا خطر هائل لايمكن تجاهله مؤكداً قدرة الارهابيين على نشر المرض في 75 بالمئة من قطعان الماشية الاميركية خلال ثماني ساعات. كما أعلن فان فان دييبين وهو مسؤول في الخارجية الاميركية ان استعمال طائرات بدون طيار يتحكم بها عن بعد قد يكون سلاحاً مدمراً بأيدي الارهابيين وعلى واشنطن أن تبقى على مراقبتها لهذه التكنولوجيا. وقال أمام لجنة الشؤون الحكومية في مجلس الشيوخ الاميركي ان هذه الطائرات يمكن أن يستعملها الارهابيون لنشر اسلحة كيماوية أو بيولوجية. وتتضمن الإجراءات المنصوص عليها في القانون الجديد تحسين القدرة على التعامل مع حالات انتشار جراثيم الجدري والجمرة الخبيثة وغيرهما من الأمراض القاتلة عن طريق تخزين كميات كافية من الأمصال، وتحسين نظم فحص المواد الغذائية، وتأمين شبكات مياه الشرب. كما تقرر تخصيص 1،6 مليار دولار لتمويل عقد دورات تدريبية لأطقم المستشفيات والأجهزة الصحية، وشراء المعدات والعقاقير المستخدمة في علاج واحتواء أي هجوم. وقد تقرر تحديث "مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها"، وتشديد إجراءات حيازة المواد الخطرة واستخدامها ونقلها، بإضافة ثلاثين مادة لقائمة المواد المحظورة. يذكر أن الكونجرس بدأ العمل على صياغة قانون مكافحة الإرهاب بالأسلحة البيولوجية عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول. وقد دفعت هجمات الجمرة الخبيثة إلى التعجيل بالانتهاء من إعداد القانون. |