من اجل ان يفكر الكمبيوتر لوحده.. 25 مليون صفحة كتاب على سطح بحجم الطابع

تتطور اتقنيات النعرفة يوميا بشكل هائل من اجل تسريع ايصال المعلومات واختصار التكاليف المادية والمكانية ومن اجل توفير مجال اوسع لعمليات الاستنتاج والتفكير فهل سيصل العالم الى يوم سيتوقف فيه عنه الانسان عن التفكير ويدع تلك الامور لآلات الكومبيوتر..؟

فقد اعلن الباحثون في شركة «آي. بي. إم» عن تطوير تقنية تخزين فائقة التركيز عبارة عن بطاقات تتخللها ثقوب بالغة الصغر على المستوى الجزيئي. وتستطيع النماذج الاولية

المختبرية لبطاقات الذاكرة التي اطلق عليها اسم «ميليبيد» تخزين ما يعادل عشرين ضعف كمية البيانات التي تخزنها وسائل التخزين المغناطيسي المستخدمة في كمبيوترات اليوم، وقالت الشركة ان التقنية الجديدة تتيح تخزين 25 مليون صفحة كتاب مطبوعة من البيانات على سطح بحجم الطابع البريدي.

وقال بيتر فيتجر، مدير مشروع الابحاث انه في حال قررت «آي بي ام» البدء في تصنيع بطاقات «ميليبيد» فإن التقنية الجديدة قد تبدأ بالحلول مكان بطاقات الذاكرة «فلاش ميموري» المبنية على السليكون في الكمبيوترات المحمولة باليد والهواتف النقالة بحلول نهاية عام 2005. وقالت «آي بي ام» ان بطاقة «ميليبيد» تستطيع تخزين 1 تيرابيت او ترليون قطعة، من البيانات في البوصة المربعة الواحدة ويتم تخزين البيانات في رقائق بالغة الدقة في شريط بلاستيكي بلمري شفاف على شكل ثلمات او تسانين قطر الواحد منها 10 نانوقرات فقط اي 10 اجزاء من مليون من الملليمتر.

واشار فيتجر الى ان بطاقات «فلاش ميموري» يمكنها حشو من 10 الى 15 جيجابايت في البيانات في حيز بالغ الصغر تتسع له ساعة اليد.

من جهة اخرى يحاول مجموعة من المبرمجين ، واللغويين ، والفلاسفة والرياضيين منذ العام 1984 ، القيام بمشروع تكلفته تساوي 60 مليون دولار وهو ما سيعمل على تغيير الوجود البشري ألا وهو : تعليم الكمبيوتر المنطق.

فعلى الرغم من التساؤلات الكبيرة حول إمكانية القيام بهذا المشروع ، يعتقد مصممو برنامج Cyc أن هذا البرنامج باستطاعته تأسيس دماغ الكمبيوتر مع فاعلية كبيرة لطرح الأسباب . وهو ما سيجعلنا نعمل بفاعلية أكبر ، كما أنه سيجعلنا نفهم بعضنا بطريقة أفضل .

وقد استطاع برنامج Cyc بمساعدة موقع Lycos إظهار نتائج أفضل في موقع البحث على شبكة الإنترنت . لذا فإن الشركات تستعمل Cyc لتوحيد قواعد البيانات كما أنها ما زالت في طور اختبار البرنامج الجديد الذي يعمل على الإنذار في حال ما تعرضت شبكات الكمبيوتر لمحاولات اختراق غير قانوني .

في العام 1983 رأى لينات، المدرس في كلية ستانفورد وباحثا في شركة Atari، أن الذكاء الاصطناعي لن ينجح أبدا إذا لم يقض أحدهم وقتا لتكوين فهرسا منطقيا لتمكين الكمبيوتر من تمييز الهفوات التي يمكن للإنسان أن يميزها.

وبالتعاون مع بعض الزملاء من شركة Microelectronics Computer ، والاتحاد المالي للبحوث التكنولوجية بدأ لينات تصميم Cyc في العام 1984.

ويقول لينات أن الهدف فقط هو إملاء Cyc بعض الحقائق، ولكن تعميم هذه الحقائق يجب أن يكون حسب الإمكان لتفادي الخطأ.

وقد تحولت شركة Cyc إلى شركة خاصة عام 1994 ومع هذا فهي لا تقوم بأية خطوات لفتح المجال امام مساهمين أو مستثمرين فيها، حتى أنها لا تنشر أي تقارير أو بيانات صحفية.

ومع هذا ، يؤكد السيد لينات إن الشركة رابحة منذ البداية وممولة من قبل الحكومة وبعض المستثمرين .

وشكك السيد المهندس التنفيذي في شركة Stratify ببرنامج Cyc مؤكدا ان المهم هو الحصول على النتيجة المطلوبة في النهاية . فالمنطق لا يشمل فقط على مجموعة من القوانين بل يشمل على أكثر من هذا .

وأضاف أنه من غير الممكن تلقين الكمبيوتر جميع الخبرات التي لدينا على شكل قوانين وهذه ليست الطريقة التي يعمل بها دماغنا . ومن جهة أخرى لا نستطيع أن نعتمد على Cyc كبداية لتأسيس نظام خاص يستطيع بعد ذلك التعلم بمفرده .

أما لينات فيوافق على هذا الجدل، ولكنه مشغول في الوقت الحاضر بإنجاز آخر ما تبقى من معادلة شركة Cyc كما أنه ينتظر بشغف. ما قد تحققه Cyc من خدمة للبشرية.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا