هل تنقرض الانظمة الدكتاتورية في ظل العولمة الجديدة؟ |
التغييرات التي اجتاحت العالم نتيجة للثورة المعلوماتية الهائلة انعكست بشكل كبير على الاوضاع الامنية والسياسية في الشرق الاوسط فلن يكون من الممكن ان تبقى الانظمة الدكتاتورية على صلابتها بل ان وصول المعلومات السريع الى الشعوب المختلفة واطلاع الجميع بصورة سريعة على اخر الاحداث جعل من الصعب الاستمرار في الصور القمعية والدكتاتورية القاسية. ويرى عدد من المحللين ان تصدعات بدات تظهر في الانظمة التوتاليتارية في العالم العربي حيث برزت بعض المؤشرات الخجولة نحو المزيد من الديموقراطية. وفي حين تظهر بعض الدول المهمة في المنطقة القليل جدا من التقدم في مجال الديموقراطية، تعطي دول اخرى دلائل على قيامها بمبادرات بهذا الخصوص. وقال الامير طلال بن عبد العزيز الاخ غير الشقيق للملك فهد انها عملية تدريجية، ويطالب الامير طلال منذ 40 عاما بتنظيم انتخابات برلمانية في المملكة. واضاف الامير لوكالة فرانس برس في القاهرة مطلع الشهر الحالي "قبل البحرين كان هناك اليمن والكويت والمغرب. هناك تغييرات في قطر، وفي سلطنة عمان هناك ما يشبه الديموقراطية". وتابع انها "عملية معدية ستصل الى باقي البلاد العربية". ويتعين على بعض الحكومات العربية القيام بالكثير من اجل ازالة الصورة السلبية للانظمة الاستبدادية التي تعوق الحريات الفردية. وتندد منظمات الدفاع عن حقوق الانسان في المنطقة بالانتخابات المزورة وحظر الاحزاب السياسية او وسائل الاعلام والمحاكمات امام محاكم استثنائية. واقر مجلس الشعب المصري لتوه قانونا مثيرا للجدل حول الجمعيات الاهلية يعتبره معارضوه بانه يشكل تهديدا لمنظمات الدفاع عن حقوق الانسان. وقال الامير ان الاصلاحات السياسية والقضائية في السعودية امر غير محتمل رغم تاسيس مجلس للشورى عام 1993 من المفترض ان يمهد الطريق امام النقاش الديموقراطي. ومن جهته، راى الدسوقي اباظة من حزب "الوفد" المصري المعارض ان انهيار الاتحاد السوفياتي والتغييرات السريعة في مجال الاتصالات والمعلومات وخصوصا انتشار الفضائيات في العالم العربي سرعت في تغيير المنطقة. واكد ناشطون في مجال الحريات على ان المزيد من الانفتاح والديموقراطية سيحملان الى السلطة قادة يتمتعون بشرعية وستساعد في خلق اقتصاد قوي وثقافة راسخة في العالم العربي. وبدوره، شدد الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الانسان سعد الدين ابراهيم الذي يحمل الجنسيتين المصرية والاميركية، وهو يحاكم حاليا بتهمة "الاساءة الى سمعة مصر وبث معلومات خاطئة حول تزوير الانتخابات"، على مشكلة مصداقية الانظمة العربية. وقال ابراهيم استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاميركية في القاهرة ان "العرب يحق لهم التنديد بظلم النظام العالمي لكن احدا لن ياخذهم على محمل الجد طالما انهم لا يظهرون قدرا اكبر من الديموقراطية". ويرفض ابراهيم والامير طلال فكرة امكان استغلال الاسلاميين المتطرفين انتخابات حرة ونزيهة للاستيلاء على السلطة بهدف فرض انظمة ديكتاتورية. وقال ابراهيم ان الاسلاميين الذين تم انتخابهم في الكويت ولبنان والاردن والمغرب ومصر "يتصرفون حتى الان بشكل مسؤول". |