قبلان لصحيفة البيان الاماراتية.. الاسلام ليس إرهابيا وإنما هو دين حق وعدل وتسامح ومحبة |
اكد الشيخ عبد الامير قبلان نائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى في لبنان، ان المقاومة هي سلاح الضعفاء والفقراء للحفاظ على كرامة واسترداد الحقوق المغتصبة. وقال في حوار مع «البيان» يوم الاثنين ان كلمة الحرب ومشتقاتها لم تذكر إلا في ست آيات في حين ذكرت كلمة السلام في أكثر من مئة آية من آيات القرآن وهذا دليل على ان السلام وليس الحرب من صميم الإسلام بحسب النصوص المقدسة وأدلته الشرعية ومقاصده السامية وتعاليمه الحقيقية وتقاليده الثابتة أما الحرب فقد كتبت لحالات استثنائية «كتب عليكم القتال وهو كره لكم» فالإسلام يشجع على السلام ويدعو إلى ترسيخ مبادئ التسامح والأخوة والمساواة والجدال بالتي هي أحسن والتعاون على البر. وفيما يلي نص الحوار: الدول العربية تواجه عدوانا صارخا على شعوبها وأراضيها ومقدساتها منذ أحداث ستبمبر الماضي فهناك ضربات أميركية وصهيونية توجه إلى بلادنا وردود الفعل الرسمية والشعبية ليست بالمستوى المطلوب. فما تعليقكم على ذلك كله؟ ــ في الواقع الاعتداء على المسلمين والتعرض لهم لم يكن نتيجة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر فهناك حقد موروث من قبل أعداء الله وأعداء الدين خاصة الذين يدرسون في مدرسة شارون ولهذه المدرسة أتباع كثيرون ليس بالضرورة أن يكونوا يهودا فقد يكونون «متصهينين» يسيرون على خط شارون والهجوم العلنى ضد المسلمين هو نتيجة لحقد وبغضاء وسوء من قبل أعداء الله، والاسلام ليس إرهابيا وإنما هو دين حق وعدل وتسامح ومحبة ومساواة وإنصاف. هم يريدون تشويه صورة الإسلام وسمعته لأن الإسلام ينتشر في العالم بصورة معقولة ومقبولة وفي هدوء وروية وهذا لم يعجب الصهاينة ومن يدور في فلكهم فهم يخافون من المد الإسلامي ويخافون على إقتصادهم وعلى نفوذهم وأموالهم وزعامتهم لذلك أساءوا للإسلام واتهموا المسلمين بأنهم وراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر قد يكون هناك من العرب والمسلمين من شارك في تلك الهجمات لكن هؤلاء لهم قناعات خاصة ليست نابعة من الدين الإسلامي ولا من المبادئ الإسلامية. ما واجبنا لمواجهة هذه الموجات العاتية من الحقد والكراهية للمسلمين؟ ــ أولا على العرب والمسلمين أن يدركوا ان دماء الأبرياء في فلسطين تستغيث ليس من أجل وقف إرهاب الصهاينة فحسب وانما من اجل إقامة تحالف دولى يعيد لأصحاب الأرض حقوقهم ويحقق لهم السلام والأمن والإستقرار في بلادهم وعلينا أن نتوحد وأن نبقى يدا واحدة ونشد على أيدى بعضنا لنظل في خندق واحد ولابد للمسلمين أن يتماسكوا وأقول للحكام ارتقوا يا أنظمة عربية و يا أنظمة إسلامية إلى طموحات شعوبكم كما فعل عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنهما ـ عندما كانا يأتيان إلى الفقراء والأيتام ليشدوا على أيديهم. الدولة الغاصبة ـ حزب الله يقوم بجهد كبير في المقاومة ضد الصهاينة في جنوب لبنان وهو يصر على تحرير بقية الأراضي اللبنانية في مزارع شبعا لكن البعض وفي مقدمتهم الولايات المتحدة تعتبر هذه المقاومة إرهابا فماذا تقولون لهؤلاء؟ ــ المقاومة في لبنان دفاع عن كرامة الإنسان وعن عقائده وعن أرضه والمقاومة اللبنانية تعمل بما يرضي الله ويرضي الإنسان فهي تتحدى إسرائيل لأن إسرائيل دولة غاصبة ومحتلة وقاتلة للشعوب لذلك نحن نعتبر المقاومة في لبنان واجبا وطنيا وقوميا ودينيا وإسلاميا لأنها سيف الفقراء والضعفاء والمحرومين لذلك فإن أى إنسان يتهم المقاومة بالارهاب يكون هو الإرهابى لأن الإرهاب هو إحتلال أرض الغير وتشريد أصحاب الأرض وقتلهم بدون سبب وبدون مبرر أما المقاومة فهي تدافع عن الإنسان بكل وجوده وفعاليته لذلك فعلينا جميعا دعم هذه المقاومة ومساندتها ونتمنى أن تكون في كل دولة عربية مجاورة لإسرائيل مقاومة مثل المقاومة الموجودة في لبنان والتي تتحدى الذين اعتدوا على الشعب الفلسطيني واغتصبوا أرضه وقتلوا الأبرياء وشردوا السكان وحتى الحقول والمزارع لم تسلم من آذاهم. ماذا تقولون لأميركا التي تضع حزب الله ومنظمات حماس والجهاد الإسلامي على قائمة المنظمات الإرهابية؟ ـ رغم أنها كما أسموها راعية السلام إلا انها تظلم وهذا من طبيعتها وفي كل مكان وفي كل زمان فإن القوى يظلم الضعيف ونحن سوف نبقى بضعفنا مع الحق ضد الباطل مهما كان هذا الباطل له أنصار وزعماء وعلى أميركا ان تدرك ان الإسلام ليس دين ارهاب او عنف لأن كلمة ارهاب لم تظهر إلا في نهاية القرن الثامن عشر نتيجة حياة طويلة ومشحونة بالقلاقل والأحداث المختلفة والأفكار والعقائد ثم اكتسبت الكلمة مضمونا سياسيا خلال عدة مراحل فكرية ولهذا لا يوجد تعريف موحد وشامل للإرهاب واذا كانت هناك تعريفات فهي ضيقة تفتقد الشرعية الدولية. ـ رغم ان الغرب يتشدق بحماية حقوق الإنسان ونصرة الضعفاء إلا انه لم يحرك ساكنا إزاء المجازر التي يرتكبها الصهاينة في الأراضي المحتلة فما أسباب هذا التناقض؟ ــ العالم الغربي يعيش في مأزق نتج عن التناقض الغريب بين مبادئه التي تؤمن بالديمقراطية وتوفير العدالة الإجتماعية وبين سلوكه الأنانى الذي يسعى من خلاله إلى تحقيق الربح والمنفعة دون إكتراث بحقوق الغير بل وممارسة الضغوط عليه من أجل استغلاله وهكذا انسلخت الديمقراطية الغربية عن بعدها الإنساني والحقوقي والأخلاقي لتحقق غايات مصلحية وهذا بمثابة اتجاه نحو الهاوية فمأزق الديمقراطية المعاصرة يتمثل في اشكاليتها الأخلاقية وعدم التقيد بالقواسم المشتركة التي تحفظ التوازن العالمي عبر مفهوم العدالة للجميع واحترام خصوصية كل ثقافة وبالتالى فإن العالم الغربي لن يشعر بمأساة الفلسطينيين إلا إذا خرج من مأزقه وعاد إلى أخلاق الإنسان الفطرية التي استقر عليها الضمير البشرى وآمن بها العقلاء المنصفون. ما اسباب انتشار نغمة الإرهاب ومكافحة الإرهاب خاصة بعد أحداث سبتمبر من وجهة نظركم؟ ــ الإرهاب الذي يتحدث عنه الغرب ويبالغ في الحديث عن خطورته ليس سوى تغطية وتعمية مقصودة لإرهاب الكيان الصهيوني الذي اقتلع شعبا بكامله من أرضه واحتلها وأباد مئات الآلاف من ابنائه ولا يزال هذا الكيان الغاصب يرفض تطبيق القرارات الدولية ويمعن في تقتيل الأطفال والشيوخ والنساء وتشريد من تبقى من أبناء شعب فلسطين ضمن مخططات منظمة وجرائم وحشية يهتز لها الضمير الإنساني وتدينها شرعة حقوق الإنسان والمواثيق الدولية والقانون الدولي وعلى الولايات المتحدة الأميركية ان تغير سياستها إزاء ما يجري في أرض فلسطين تغييرا جذريا وأن تكف عن الكيل بمكيالين وتتوقف عن دعم الإرهاب الصهيوني في الأراضي المقدسة. ان إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام دعوة ظالمة لأن الإسلام يحارب الإرهاب بكل صوره وأشكاله. لماذا اتسم رد الفعل العربي والاسلامي إزاء المجازر التي يرتكبها الصهاينة في الأراضي المحتلة بالضعف؟ ولماذا لم تكن الحكومات والشعوب العربية والإسلامية على مستوى الحدث؟ ــ نتمنى أن ترتقي الأنظمة العربية إلى مستوى شعوبها وعند ذلك سوف تتحرك الجماهير والشعوب وتتسلط على إسرائيل متعاونة مع الأنظمة والحكام. العمليات الإستشهادية قضية أثارت الجدل بين العلماء فالبعض يوافق عليها ويعتبرها أعلى مراتب الشهادة في حين يتحفظ علماء آخرون عليها خاصة بالنسبة للتفجيرات التي تحدث بين المدنيين الاسرائليين فما رأى سماحتكم في تلك العمليات؟ ــ علينا أن نسأل الذين يقومون بالعمليات الإستشهادية وعن قناعتهم وممن أخذوا الفتوى ومن كان مرجعهم في تلك العمليات التي يقومون بها وما السبب الذي يدفعهم للقيام بها؟ وعلينا أن ندرك أن هذه العمليات مسألة طبيعية لشعب محاصر ومشرد وأرضه محتلة وحقوله ومزارعه محروقة فبطبيعة الحال ان الإنسان في مثل هذه الأوضاع يخرج عن عقلانيته ويخرج عن كل الأعراف والقوانين ويستشهد في سبيل تحرير الأرض وتحرير الإنسان. لكننا يجب أن نأخذ في الاعتبار أن هناك حالة من الرعب والخوف بين الاميركيين الذين ذاقوا مرارة هذه العمليات في ستبمبرالماضي ولذلك فأميركا تصر على إعتبار العمليات الاستشهادية أعمالاً إرهابية؟ ــ أميركا تحكم العالم وهي أقوى دولة في تلك المرحلة فإذا أرادت أن تكون حكما بين الشعوب فلتنصف ولتعدل أما إذا ظلت على إنحيازها الأعمى فهي ظالمة ولا تختلف عندئذ عن إسرائيل. ـ ما هي توقعاتكم للمستقبل في ظل هذه الأحداث الدامية والمجازر الوحشية التي ترتكبها الصهيونية على أرض فلسطين؟ ــ ان شاء الله سوف ينتصر الشعب الفلسطيني بصموده وصبره وثباته وسوف يصل إلى غايته المنشودة وهدفه المطلوب. ـ لكن هل ذلك يمكن تحقيقه في ظل عدم وجود دعم من الدول العربية والإسلامية؟ الشعب الفلسطيني لن يكون وحده أبدا في هذه المعركة وسوف تدعمه وتسانده الشعوب العربية بكل ما تملك إلى ان يتحقق النصر وتتحرر الأرض وتعود المقدسات إلى السيادة العربية والإسلامية. يتهم الغربيون الإسلام بأنه دين دموى يشجع اتباعه على القتال والحرب فما ردك على هذا الإتهام؟ ــ هذا كلام يكذبه القرآن فكلمة الحرب ومشتقاتها لم تذكر إلا في ست آيات في حين ذكرت كلمة السلام في أكثر من مئة آية من آيات القرآن وهذا دليل على ان السلام وليس الحرب من صميم الإسلام بحسب النصوص المقدسة وأدلته الشرعية ومقاصده السامية وتعاليمه الحقيقية وتقاليده الثابتة أما الحرب فقد كتبت لحالات استثنائية «كتب عليكم القتال وهو كره لكم» فالإسلام يشجع على السلام ويدعو إلى ترسيخ مبادئ التسامح والأخوة والمساواة والجدال بالتي هي أحسن والتعاون على البر لكن ليس معنى ذلك ان يقف المسلمون مكتوفي الأيدى أمام البغي والعدوان وقد وضع الإسلام حدودا فاصلة بين الحرب المشروعة جهادا في سبيل الله والحق ودفعا للظلم وغصباً لحرمات لا يجوز ان تستباح كما وضح لأمته منهج سلوكها في الحرب والسلم برفض البغي والعدوان يقول تعالى «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم» فدفع الإعتداء عن المسلمين وديارهم وأموالهم حق طبيعي تعترف به وتقره الأعراف البشرية والقوانين الدولية في الماضي والحاضر فالقتال فرض وواجب على المسلمين عند توافر أسبابه ومسوغاته مثل معرفة تصميم العدو على مهاجمتنا والإعتداء علينا وفي تلك الحالة يوجهنا القرآن بقوله تعالى «فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون». |