رؤى وأفكار الإمام الشيرازي.. في إصدار قريب

كما للمفكرين والعظماء الخالدين في سجل التاريخ الإنساني مكانتهم وآثارهم ونتاجاتهم الحية، فإن للعلماء والفقهاء مراجع الدين العظام، الأولوية والصدارة في جبهة هذا الرهط المبارك والفصيل المجاهد وكإنجاز أدبي قيم وجدير بالاهتمام والمراجعة باعتباره مصدراً من مصادر النتاج الفكري والعلمي والإنساني لعلم من أعلام الدين والأئمة والإنسانية.

مركز الإمام الشيرازي للبحوث والدراسات الذي يهتم بنشر الفكر الإسلامي عبر دراسات وبحوث منهجية وعلمية في آراء وأفكار ونظريات المرجع الديني الكبير الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره الشريف)، انتهى مؤخراً من تأليف وإعداد كتاب ضخم يمثل إحدى باكورات جهده المبارك في ميدان المعرفة والنشر وجاء تحت عنوان (الإمام الشيرازي.. التنوع الإنساني المبدع) ويقع في أكثر من ثلاثمائة صفحة من القطع الوزيري.

الكتاب يمثل دراسة وافية ومتفحصة تحتوي على ستة أبواب، يتضمن كل منها مجموعة عناوين ومباحث تستعرض مختلف جوانب حياة الإمام وجملة كبيرة من رؤى وأفكار الإمام الراحل في الشؤون والعلوم الإنسانية المختلفة، وكذلك نتاجاته وإبداعاته الواسعة والعظيمة في مجال التأليف والنشر، والتي زادت عن الألف ومائتي كتاب تتداخل موضوعاتها بين الفقه والعقائد والأخلاق والسياسة والاجتماع والاقتصاد والقانون والبيئة وغير ذلك.

مقدمة الكتاب: أشارت إلى أن الغاية التي قصدتها في المرحلة الراهنة، ومن خلال هذا الإنجاز التأليفي بالذات إنما تتجسد في الكشف عن منهجية المرجع الإمام قدس سره، وجوهر أفكاره، وإعادة تمثيل رؤاه بأسلوب أكاديمي بحثي عصري يستحلي أهداف فكره الرسالي، عسى أن تستفيد الأمة الإسلامية من هذه الاستخلاصات الدقيقة، ومعرفة مدى التطور الذي أدخله في طورحاته، لأن نظريات الإمام الفقيد ومفاهيمه تهدف إلى تغيير الواقع في العالم الإسلامي، بل وفي العالم كله نحو الأفضل والأجود، لأنها حصيلة الفهم الواعي للإسلام بمصادر تشريعه الأربعة (القرآن الكريم – السنة النبوية – الإجماع – العقل).

وتاريخه الحافل وتراثه العظيم، إضافة إلى الفهم الواعي والرشيد للعصر الحديث والتغييرات الكبيرة الحاصلة فيه.

الأبواب الستة وكما جاء تسلسلها في فهرس الكتاب كانت فوق الترتيب الآتي:

* الباب الأول: السيرة الذاتية.

ويتضمن استعراضاً سريعاً للجذور النسبية والتاريخية والعلمية لأبناء أسرة آل الشيرازي، المنجبة الأقطاب والرموز من العلماء والفقهاء والمراجع العظام والقادة المجاهدين الرساليين، حيث ورد تبيان جوانب من حياة عدد من أولئك العلماء والمراجع الكبار، بدءاً من المجدد الكبير الإمام السيد محمد حسن الشيرازي قائدة ثورة التنباك الشهيرة في إيران ومروراً بالفقيه المرجع الإمام الميرزا محمد تقي الشيرازي قائد ثورة العشرين الكبرى في العراق ضد الاحتلال البريطاني، وانتهاءاً بالمرجع الإمام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي، الذي يعنيه هذا الكتاب.

* الباب الثاني: رؤى في المرجعية القيادية.

ويتناول بتفصيل واف ما جسده الإمام الشيرازي في رؤيته للمرجعية القيادية من خلال معايشته لواقع الأمة الإسلامية في أزماتها، وبتفاعله مع مشاكلها، ومثابرته في تحديد أساليب التوجيه والحلول بما ينسجم ومقتضى الأمة من حركة القيادة والمتغير، وعلى أصعدة الواقعية والمنهج والسلوك وتلك ما يشير إليها ويتعرض لشرحها هذا الباب.

* الباب الثالث:

وجاء عنوان كبيراً لعلوم الإنسانية والاجتماعية في فكر الإمام الشيرازي.

وتسلسلت عناوين مباحثه الفرعية كالتالي:

- الإمام الشيرازي ونظرية البناء الاجتماعي ـــ رؤية في فقه الاقتصاد.

- رؤية في كتاب الإدارة ـــ فقه القانون.

- نظرية اللاعنف (المسالمة) عند الإمام الشيرازي ــ المرأة في فكر الإمام الشيرازي.

* الباب الرابع:

(رؤية في النظرية السياسية عند الإمام الشيرازي).

يستعرض هذا الباب كيفية تعامل الإمام الراحل مع المسألة السياسية من خلال رؤية تستند إلى فهم واقعي يأخذ بنظر الاعتبار التراكمات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وتأسيسه لنظرة جديدة تعتمد أسس المعالجة الداخلية والخارجية المتلازمة للأزمة السياسية الكبيرة التي تعاني منها الأمة لا سيما على صعيد المفاهيم والقيادة والدولة، ويفرد لذلك فصلاً تحت عنوان (الدولة والحرية في الفكر السياسي للإمام).

* الباب الخامس:

يحتوي هذا الباب على جملة عناوين لفصول مختلفة تتناول شؤون البيئة – دور العلم في الاقتصاد – التعليم – الشباب – النفط والثروات الطبيعية – الإصلاح الزراعي الإسلامي – الآفاق المستقبلية للمياه – الطب.

وفي تلك الفصول والشؤون، يحدد المرجع الشيرازي رؤاه العلمية وبأسلوب حضاري فريد بقية التعرف والاستنارة بالسبل الكفيلة واللازمة التي من شأنها أن تخدم حياة ومستقبل الأمة وتصب في مصلحتها العليا.

* الباب التاسع:

(رؤى عقائدية)

ويستعرض مجموعة الرؤى التي أكد عليها الإمام الشيرازي في كتابه (فقه العقائد) ومما جاء منها هنا عرضه لمفهوم الحرية في العقيدة الإسلامية من حيث أصالة الحرية وشموليتها، ومن حيث كون كلمة التوحيد رمزاً للحرية.

وفي مورد آخر يتناول الباب بحثاً تحت عنوان (الصعود إلى درجات الكمال في ضوء هداية الله وإتباع العقل)، حيث يوضح العلاقة ما بين العقل والعقائد، وما هو العقل، والعقل ومعرفة الله عز وجل، ومسألة الجبر والتفويض، والأمر بين الأمرين.

وفي عنوان آخر كان هو الآخر تضمن رؤى م؟؟؟ حول المسائل العقائدية، وجاءت في 25 رؤية أشار إلى كل مها بإيجاز مفيد.

هذا ومن المؤمل أن يأخذ الكتاب طريقه إلى الصدور والنزول إلى ساحة المعرفة وميدان الأمة قريباً بعونه تعالى ليكون بين أيدي القراء الكرام، بعد أن يكون قد أنجزت طبعته الأولى.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا