أغنية عنف حرضت على القتل في ألمانيا

تحقق الشرطة الألمانية فيما اذا كانت كلمات أغنية ذات ايقاعات صاخبة باسم «حروب المدارس» قد حرضت الطالب روبرت شتاينهاوزر على قتل 13 معلماً في أسوأ مذبحة مدرسية تشهدها ألمانيا في الأسابيع الماضية.

وفي الوقت الذي لاتزال فيه مدينة ايرفورت تحاول التكيف مع هذه المأساة اعترفت الشرطة ان الأدلة التي عثرت عليها قليلة لكنهم يحاولون اتباع بعض الخيوط اعتمادا على ما هو متوفر بين أيديهم من أدلة.

ومن أهم الادلة التي بحوزة الشرطة قرص مدمج تم العثور عليه في غرفة نوم شتاينهاوزر، وأغنية حروب المدارس تحتوي على مقطع يقول: «اطلق الرصاص على معلميك الأشرار ببندقية الضخ».

وشتاينهاوزر البالغ من العمر 19 عاما كان يحمل معه أحيانا بندقية من هذا النوع لكنه استعمل مسدسا في هجومه الذي أودى بحياة 13 معلما ورجل شرطة وطفلين قبل ان يقتل نفسه.

وفي غرفة الدردشة على الكمبيوتر كان شتاينهاوزر يوقع تحت مسى ابن الشيطان رغم انه كان يستخدم مسميات أخرى.

وبعد ان دخل المدرسة مع الطلبة الذين يستعدون لاداء امتحانات المرحلة النهائية اتجه شتاينهاوزر الى دورة المياه حيث بدل ملابسه وارتدى زياً أسود وهي الازياء المفضلة لدى أعضاء جماعة عبدة الشيطان.

يذكر ان حوالي 15 طفلا ومراهقاً قتلوا أنفسهم في طقوس عبادة الشيطان في ألمانيا الشرقية والعديد منهم انتحر برمي نفسه من فوق الجسور، الأمر الذي شجع بعض المجرمين على تبني هذا الأسلوب من جرائم القتل.

ولكن في الوقت الذي تحول فيه الحزن الى غضب أعرب العديد من السياسيين الألمان عن قلقهم حول أندية التدريب على استخدام الأسلحة النارية التي تسمح لأطفال في الرابعة عشرة من أعمارهم باستخدام السلاح.

وأشار سياسيون الى ان المجتمع منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر أصبح معرضاً للكثير من صور العنف في التلفزيون.

لكن الهجوم على أندية التدريب على السلاح من قبل سياسيين بارزين في ألمانيا أمثال بيرنهارد فوجيل رئيس وزراء ثيرنجيا يسجل بداية ثورة حضارية في البلاد.

فهناك 25 مليون متحمس للسلاح في 23 جمعية سلاح عبر البلاد. وهناك مئات من أندية التدريب على الأسلحة متوزعة في الضواحي والقرى تنتمي لهذه الجمعيات.

وشتاينهاوزر وهو ابن أسرة من الطبقة المتوسطة كان يحظى بالترحيب في النادي الذي يتردد عليه والذي بدا انه تدرب فيه استعداداً لارتكاب مجزرته لا حباً في هذه الهواية.

وقد أخذت الشرطة كمبيوتر القاتل لمعرفة ما إذا كان قد استخدم لعبة المحاكاة أو تقليد وهي الألعاب الشائعة في أندية السلاح في الجيش الألماني لخلق مجزرة افتراضية لأن السرعة والدقة اللتين أظهرهما اثناء ارتكابه للمجزرة وتصويبه بدقة على رؤوس المعلمين تعني انه أعد نفسه جيدا لها.

وكان أول رد فعل للمجزرة نداء لمنع ألعاب الكمبيوتر من قبل ادموند ستويبر الذي سيرشح نفسه في سبتمبر المقبل لمنصب مستشار ألمانيا والذي قال انه لا ينبغي قبول أي شيء يمجد العنف وليس هناك أية معوقات أو صعوبات تمنع الشخص من الحصول على ترخيص بامتلاك سلاح بمجرد قبوله في هذا النوع من الأندية. فشروط القبول تنص على ان يكون الشخص فوق سن الثامنة عشرة محترم وملتزم بالقوانين وماهر في استخدام السلاح ولا أحد يسأل عن هوية الشخص والمعوق الرئيسي للحصول على ترخيص بامتلاك سلاح هو كون الشخص قد قضى عقوبة سجن ولذلك لم ينظر احد الى أية علامات او اضطرابات نفسية في شخسية شتاينهاوزر.

ورغم ذلك فم تكن هناك اعراض واضحة للعيان فقد بدا شتاينهاوزر كمراهق طبيعي يعش حياة عادية وتزين جدران غرفته صور المغنية فيكتوريا بيكهام ووفقاً لقوانين الاسلحة الألمانية الجديدة ليس من الصعب امتلاك مسدس فكل عضو في ناد مرخص فوق سن الثامنة عشرة يستطيع امتلاك ثلاثة اسلحة نارية شبه اوتوماتيكية وأطفال العاشرة مسموح لهم بامتلاك بنادق هوائية والمراهقون في سن الرابعة عشرة يستطيعون استخدام اسلحة حقيقية تحت اشراف أندية السلاح. وعلى اثر الانتقادات التي وجهت لها ألغت أندية السلاح احتفالها السنوي الحادي والخمسين تعاطفاً مع أهالي الضحايا.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا